أميرة زمانها وسيارة كل العصور “البرينسة”.. كاسرة موجة النار ولعت

الخرطوم ? عثمان الأسباط

يذكر الكثيرون أن امتلاك العربة (البرينسة) في زمن مضى كان ضرباً من المستحيلات، إلا لمن تيسرت أمورهم بخريفين (كاربين) أزالا كل عهود قحط الزراعة وشحها، وبددا ثقل الديون. و(البرينسة) لم يكن بمقدور أحد اقتنائها إلاّ أن يكون مليونيراً جهبذا، حين كان المليون (مليوناً) واضحاً وجلياً لا ينافسه (الألف) في هذا المقام السامق المحمود.

تلك العربة التي حررت شهادات دخولها إلى البلاد منذ سبعينيات القرن الماضي كان حلم امتلاكها وحيازتها يراود كل من شعر بانتفاخ في جيبه، كل الإفادات التي استمعنا إليها ممن عاصروا (زمن البرينسات) اتفقت على أن قمة الرفاهية كانت في امتلاك (البرينسة) التي يقاس عليها الثراء خاصة من (يتوهطون) (الملاكي 78) ذو الشريط البني الذي يبدأ من مقدمة العربة (كبوتها) لينسدل كشلال شعر على مؤخرتها.

ويقال إن الذين ابتدروا استيراد (البرينسات) في تلك الحقبة من أجل استثمارها في نقل الركاب والبضائع، جنوا منها عائدات ضخمة، بعضهم لا يزال أحفاده ينعمون بها.

(1)

تعود تسمية العربة التايوتا من ذلك الطراز السبعيني بـ(البرينسة) من واقع الكلمة الانجليزية (برينسيس) (Princess) وتعني الأميرة، لذلك فإنها كانت فعلا أميرة زمانها، واللافت للنظر أنه لا يزال للبرينسة سطوة في سوق السيارات خاصة في الولايات، سطوة لا تضاهيها فيها أية عربة أخرى، مهما كان موديلها أو مميزاتها. إذ حفل تاريخ (البرينسة) بقوة وقدرة على التحمل والسفر، إضافة إلى أنها أنتجت واقعاً اجتماعياً جديداً كونها شكلت نوعاً من (الأخوية) بين تلك الفئات التي تعشقها، وتقول عنها إنها نادراً ما تتسبب في حوادث سير لمتناتها ومهارة وكفاءة سائقيها، وربما هذا ما يدعم أنها لا زالت على قيد الأسواق وأعلى قوائمها.. فرغم ظهور العديد من الموديلات الحديثة، إلا أنها لم تؤثر سلباً على مكانتها العالية، فلا زالت (البرينسة) تسير على الزلط بصوت وصورة مالكها.

(2)

ورغم إمداد مصانع السيارات في اليابان وكوريا والصين للبلاد بآخر طرازات السيارات وأنواعها وانخراط الكثيرين في ماراثون تغيير ماركات الفارهات.. إلا أن هنالك طيفاً ليس بالقليل ما زال ممسكاً بالأميرة التي أثبتت جرأتها بالقيادة ولم تفقدها سنوات العمل الطويلة قدرتها على مواجهة كل الظروف وتقلبات الحياة وعوامل الطبيعة، الأمر الذي أرغم الأغنية الشعبية على الاحتفاء بها والتغني لها (البرينسة الماسكه الزلط.. كاسرة موجة النار ولعت

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ها هل لسه التجار والمشترين متمسكين بالبرسنسه موديلات 81 و83 ام تغيروا مع الزمن؟؟؟؟؟
    ياخ نحن السودانيين عندنا مزاج يصعب تحليله….
    أسه نحن متمسكين بالكومر ذو الركب المكسره وبارك بنا منذ 1989م؟؟؟ وما عارفين نغيروا كيف مع

  2. ها هل لسه التجار والمشترين متمسكين بالبرسنسه موديلات 81 و83 ام تغيروا مع الزمن؟؟؟؟؟
    ياخ نحن السودانيين عندنا مزاج يصعب تحليله….
    أسه نحن متمسكين بالكومر ذو الركب المكسره وبارك بنا منذ 1989م؟؟؟ وما عارفين نغيروا كيف مع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..