الوصية في الأغنية السودانية

حفلت الاغنية السودانية بكثير من الاغنيات التي تناولت موضوع الوصية وستناول ثلاث اغنيات لثلاثة فنانين هما (وردي ? سيف الجامعة ? حمد الريح ) .
فاغنية الوصية لوردي كتب كلماتها اسماعيل حسن ولحنها الموسيقار برعي محمد دفع الله وهي من الاغاني القليلة التي لم يقم وردي بتلحينها كعادته ، ومن يستمع الى الاغنية يلحظ ان اللحن الموسيقى لا يختلف كثيرا عن الحان وردي وكان برعي تقمص الحان وردي في هذه الاغنية .
اما الوصية لحمد الريح كتب كلماتها سليمان عبد الجليل ولحنها حمد الريح .
اما الوصية لسيف الجامعة (وصتني وصيته ) للشاعر عاطف خيري لحنها وغناها سيف الجامعة .
تلك الاغنيات وان كانت لشعراء مختلفين في المدرسة الشعرية الا انهم اتفقوا في ربط الوصية بالفراق
فغنى حمد الريح في الاغنية ( المفارق عينه قوية ) .
وسيف الجامعة ( قالت لي اترجل ما اصلوا الفراق حاصل ) .
وغنى وردي ( الفايت غرامك اوعه يوم تصونه )
واذا كانت الاغنيات اتفقت على موضوع واحد وهو الفراق الا ان المخاطب بالوصية في كل اغنية يختلف عن الاخر .
فاسماعيل حسن يوصي قلبه
حلفتك ياقلبي
حلفتك بربي )
اما سليمان عبد الجليل فالمحب عنده يريد من المحبوب وصية
لا سلام منك
وما منك تحية
ما حرام يا الفنجري ماتسيب وصية
اما عاطف خيري على عكس سليمان عبد الجليل فالمحبوب عنده يوصي المحب
وصتني وصيته
قالت لي اترجل
اصله الفراق حاصل
كان ترضى كان تزعل .
واذا كان اسماعيل حسن وسليمان قد تطرقا الى الحلال والحرام في اغنيتهم الا ان عطاف خيري لم يتطرق لذلك فقال اسماعيل حسن
حلفتك يا قلبي
حلفتك بربي
لي تتهان يا غالي
والذل (حرام )
وقال سليمان
للوراك قلبه عايش في الاسية
ما حرام يالفنجري ما تسيب وصية .
وان كان اسماعيل حسن قد رفض الذل وحرمه الا انه يعود وياتي بفعل قد انكره على حبيبه حينما يطلب اسماعيل من قلبه ويوصيه بان يفجر في الخصومة .
تتعذب لوحدك
ليل والناس نيام
ان جاءك يوم يصالحك
قول ليه الكلام
او يعود حنينك
وترد السلام
فاسماعيل يطلب من قلبه الا يرد السلام .
وان كانت اغنية (بعد ايه ) عند كثير من النقاد هي الاغنية صاحبة التحول في اشعار اسماعيل حسن من الرومانسية التي كانت مسيطرة على اسماعيل ، فاني ارى اغنية الوصية هي نقطة ذلك التحول ، ومن يستمع الى اغنية الوصية يجد انها هي من مهدت الطريق لاغنية بعد ايه ، بل اظن انها هي من صنعت بعد ايه ، وجعلتها جزء منها . من حيث الموضوع وان كنت لا ادري من فيهما سبقت الاخرى في النظم والتاليف .
فالوصية من حيث الموضوع سبقت مرحلة المصالحة بينه وبين زوجته (فتحية ) .
واذا كان اسماعيل اعلن خصامه لمحبوبه واقفل طريق الرجعة فان عاطف خيري لمم يصمد كثيرا رغم القسم الذي اقسمه على نفسه وكان له اجر المحاولة
حاولت انساها
في شعري حسيتها
حلفت ما اغني
قطعت وتر الحب
لكني جيت بالليل
مهووس وغنيته
اما سليمان فلم يقسم او يحاول مجرد محاولة فاقصى امانيه كانت الا يكون خصام وفراق المحبوب ليس بقصد .
يا سلام لو كان جفاءك بحسن نية .
شترة
الوصية بالمهلة
ابقوا على الوطن عشرة

لؤي الصادق
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..