وكان الإعلام السوداني غائباً

بعد عشرون عاماً من المعاناة جراء حصار تام وعقوبات دولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية علي دولة السودان وشعبه وكان مخاض الألم الذي اعتصره هذا الشعب والفقر المدقع والالم من حصار اقتصادي اقعد بالدولة السودانية ، اضافة الى الحروبات الداخلية التي جرت ولازالت تجري رحاها في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق مما زاد الطين بلة فاقم من معاناة الشعب والذي ظهرت ملامح تلك المعاناة والاعياء والرهق علي وجه كل سوداني وذابت الطبقات وعم الفقر والفاقة ليقدم الى المواطن درساً في أن يتعلم معني الاقتصاد والتدبير المنزلي وفي نمط حياته اليومية حتي الوجبات التي يتناولها بل اكثر من ذلك حيث عم التردي الواضح في البنية التحتية والصحة والتعليم والتكنلوجيا وفي كل شئ.
عاني الشعب السوداني معاناة لا يعلم بها إلا الله حيث شن العالم حرب اقتصادية شعواء و بلا هوادة ، وأصبح حلم الشعب السوداني فقط أن يعيش كباقي سائر الشعوب والأمم حيث شعر الشعب وكأن كل العالم قد تآ مر عليه ، ولكن و مع كل ذلك لم ينقطع بصيص الأمل وظل الشعب في تواصل تام مع ربه يبتهل بالدعاء من أجل أن ينال الفرج وقد كانت هناك بارقة أمل قبيل نهاية حكم الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما وفي يناير وبعد اللقاءت الشعبية والبرلمانية والدبلوماسية وكل المناشدات الكثيرة من الشعب والحكومة والدول الصديقة والشقيقة قام الرئبس باراك أوباما برفع
العقوبات الجزئية المشروطة بمساراتها 5 لمدة 6 أشهر وبالفعل شرعت دولة السودان في تنفيذ تلك الشروط التي تم تحديدها وكم كانت فرحة الشعب عظيمة ورحب الشعب بهذا القرار الكبير في نظر شعب ظل ببحث عن الامل ولكن غاب الاعلام السوداني والذي لم يكن حاضرا ولم يعكس تفاعل الشعب وظل الشعب يبحث ويسال هل هي ازمة وزارة ام لامبالاة ولكن الشعب ترك الامر وتفاعل مع الحدث وطرب لوحده ظانا منه ان وزارة الاعلام ستتفاعل معها لاحقا ولكن اعلامنا ظل نائما الا من الاخبار التي تلتقطها من هنا وهناك وعند الموعد المضروب كان الرئيس غير الرئيس لأن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية قد تغير وقتها وكان دونالد ترامب الرئيس الجديد رأي أن الوقت لم يحن بعد وعلي الدولة السودانية أن تنتظر ثلاثة أشهر أخري الي يوم 12/10/2017 .
امتص الشعب الصابر الصدمة وتمسك بالأمل ثلاثة أشهر أخري وكانت المواقع الاسفيرية ملاذه الوحيد كان أكثر عملا من وزارة إعلامنا حيث المنتديات والتحليل ومتابعة الأحداث خطوة بخطوة كل شئ كان يسمعه الشعب أو يراه من المواقع الاسفيرية وكانت وزارتنا اخر من يعلم حتي الأخبار الرئيسة غابت عن الشاشة في يوم من الأيام وكان السبب واهأوهى من خيط العنكبوت هل يعقل أن تغيب الأخبار الرئيسية عن الشاشة الرسمية للتلفزيون القومي جراء أسباب تافهه يستحون حتى عن اعلانها والتي كانت بمثابة المسمار الأخير الذي دق في نعش وزارة الإعلام .
مع كل تلك الأحداث وتسارعهاوقبيل الإعلان عن رفع العقوبات في الأيام الأخيرة وبينما الشعب ينتظر ويترقب رفع العقوبات من الشاشات العالمية والمواقع الاسفيرية بعد أن سجلت جميع الفضائيات السودانيه غياباً كاملاًواظلمت شاشاتها وتبكمت الأصوات وخلت حتي من البرامج والتحليلات المصاحبة لرفع العقوبات وأصبح الشعب يتخبط من كثرة الأخبار التي يتلقاها من المواقع الاسفيرية واختلط الحابل بالنابل الي ليلة البارحة حيث برز خبر لرويترز مفاده أن العقوبات سترفع اليوم الجمعة عن السودان ولم يتجرأ أي تلفزيون سوداني تأكيد أو نفي الخبر ولا حتي أن يبث مجرد محاولة يائسة لتحليل ذلك الخبر كما نراه في الدول الاخري عندما يكون هناك خبر هام يخص الدولة تعج الشاشات بالمحللين والخبراء علي مدار الأربعة وعشرون ساعة ولكن للأسف كأنما تلفزيونات السودان بحول الله وقدرته قد خرست جميعها إلا من البرامج البائسة والمسلسلات والأغاني التي صارت تبثها في ياس عند فقدان البوصلة.
واخير أزفت اللحظة المنتظرة وعجت شاشات العالم بخبر رفع العقوبات ولم تنطق وزارة الإعلام ببنت شفة ولم يطلع أي من وزيري الإعلام علي الهواء مباشرة ليزف الخبر الجميل لهذا الشعب وكأنما يستخسرون عليه حتي الفرحة بسماع رفع العقوبات التي قد يأتي أثرها عليه بعد 5 سنوات اخري طويلة أخري وكأنما لسان حالهم يقول عذرا أيها الشعب حتي نحن تفاجأنا بالخبر ولم نتجري الرؤيا بعد على طريقة (ان الخريف قد فاجأنا).ليقول وزير الإعلام ونائب رئيس مجلس الوزراء القومي حفظه الله ورعاه الاربعاء يعني قبل يومين لان الرجل ليس لديه حتي مجرد فكرة عن متي سترفع العقوبات يا عيني لانه منتظر يوم 12 اكتوبر لتكتمل عنده الفكرة ليقول ان موقف السودان من الولايات المتحدة ليس انبطاحا وإنما تفاهم سياسي لأن الحكومة أعدت العدة ليوم الثاني عشر من أكتوبر الحالي سواء امريكا رفعت للعقوبات أم لم ترفع بالله ده كلام ده.
انا اقول لوزيري الإعلام الآن امريكا رفعت عقوباتهاقبل الزمن المحدد بأسبوع تقريبا اها نحن في الانتظار ماذا بعد رفع العقوبات ؟؟؟ أيها الشعب الأبي عليك أن تفرح الآن وتحافظ علي هذه الفرصة التي قد لن تتكرر قريبا لتكون انت السيد من خلال استثمارها الاستثمار الجيد لرفع معاناتك لأن الاتكال علي عينة وزارتنا للإعلام هذه لن تأت لك بالجديد ولكن توكل علي الله وفوض أمرك إليه والله المستعان والعزة السودان.

حياة ادم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..