تصريحات مجافية للواقع

تصريحات مجافية للواقع
إن التصريحات المجافية للواقع المتواترة بكثافة للمسئولين الحكوميين علي صفحات الصحف وقنوات التلفزة تمثل أعلي درجات العلو والصلف التي يعيشها النظام في هذه المرحلة التاريخية العصيبة التي تمر بها البلاد .فقد بلغ النظام أعلي القمة في التكبر والتعالي علي الاخر ونفش ريشه لحد الإسترخاء بسب ضعف المعارضة التقليدية التي حصرها في الزاوية وقيّد حريتها ومنع صحفها من الصدور . وهكذا حال النظام يقول ما علمت لكم من إله غيري .لكن السادة في النظام لم يقراوا التاريخ حيث أن الله يأتي علي عروش الظالمين من قواعدها فيخر السقف عليهم فيصبحوا علي ما فعلوا نادميين ..
وسادة الإنقاذ لم يحاسبهم الناس علي ما إرتكبوا من جرائم في حق الشعب السوداني بتقسيم البلاد وضياع الجنوب الي غير رجعة والتفريط في حلايب وشلاتين وحروب الاطراف التي أهلكت الارواح وشردت الملايين ومازالت نيرانها مشتعلة وتأثيراتها السالبة علي الخرطة السكانية والاقتصادية للبلاد .هذا التساهل جعلهم يصدقون أنهم مهندسوا السياسة ومالكوا القرار خصوصا وأن المعارضة زهدت في مكافحة سياسات النظام الإرتجالية والمعيبة والمربكة والتي كل ما أصبح صباح يؤكد علي عدم نضج القائمين علي أمرنا وتركيزهم علي كنز الثروات وفتح نوافذ الثراء لمنسوبيهم ولا شأن لهم بما يصيب الجماهير المنهكة من عناء وشظف عيش.
ولئن تتبعنا التصريحات المصاحبة لعملية ما يسمي بالإصلاحات اللإقتصادية ورفع الدعم عن المحروقات نلحظ الإفلاس السياسي والفكري بل والأخلاقي الذي تتحلي به النخبة الحاكمة والفوقية التي يتعامولون بها مع قضايا الجماهير الملحة التي تؤثر سلبا علي كسبهم اليومي في حياتهم المعيشية التي تحولت الي جحيم بفعل التطبيق المشوه لسياسات التحرير الاقتصادي منذ نشأتها الأولي حيث أن تطبيق الإقتصاد الحر يتطلب إرادة سياسية حرة ومشاركة من الجميع في وضع السياسات اللازمة والخطط والبرامج التي من شأنها إحداث تنمية حقيقية ملموسة كما ينبقي أن تصاحبها مشاريع حقيقة تعمل علي تخيف حدة الفقر حتي تتبين ثمرات ذلك التحرير. الاقتصادي المزعوم لأن الدولة تنافس القطاع الخاص في السوق تجارة وخدمات.
والأن نقول لا يمكن إحداث إصلاحات إقتصادية في ظل واقع سياسي مؤلم ومزري كما أن تصريحات المسئولين أزكت نار الفتنة وخلقت شعور بالظلم والتهميش وغياب الدولة عن القيام بسمئولياتها في خدمة الشعب الصابر أملا في الفرج الذي لن يأتي طالما أن السيد وزير المالية يتحدث وكأنه يمن علي الناس النقلة النوعية التي حدثت بمجهودهم الفردي في تحسين مساكنهم التي لم تعبد لها الدولة الطرق ولم تشق لها قنوات الصرف الصحي كما أن المدارس معظمها تم إنشاءها بالعون الذاتي والمستشفيات لا تقدم الخدمة المطلوبة وما يتوفر منها يتوفر بأثمان باهظة معظم المواطنين لا يتعرضون لها بسب ضيق ذات اليد .والظروف الاجتماعية الضاغطة التي أرغمت الشباب علي العذوف عن الزواج والبعض لترك التعليم باكرا والعمل بأشغال هامشية وهددت إستمرار الاسر بالبقاء .كلها لا تضعها الدولة في الحسبان ويخرج مسؤلوها علينا بتصريحات مستفذة مثل تصريح وزير المالية الذي يزعم بأننا نحلم بالبيدزا ومستشار الرئيس الذي يقول أننا إعتدنا علي الرفاهية فيصعب فطامنا .
إن الفئة الحاكمة هي الفئة الباغية التي إستولت علي الحكم بالدبابة وحتي اليوم تتصرف في شئون البلد بعدم مسئوليى ولا مبلاة. ولا خيار أمام الجماهير السودانية إلا بالتغيير عبر الثورة الشعبية الشاملة.
أحمد بطران عبد القادر
[email][email protected][/email]