نصيبهُ يا ريس ..!

التشكيلات الوزارية في العالم الثالث إما مفرط الديكتاتوريات أو فارط الديمقراطيات ، أحيانا تكون عشوائية لا تعتمد على كفاءة المرشح لمنصب الوزير أو حاكم الإقليم او مايسمى بالوالي عندنا في هذا العهد بالقدر الذي يحق لنا من شواهد الفضائح الأخيرة في مكتب والي الولاية الكبيرة أن نطلق عليه بجدارة لقب ..
( واليها حراميها )
بدلاً عن أن يكون حاميها بالعدل والقسطاس خدمة لمن يدّعي أنهم إنتخبوه ، بيد انهم بالطبع لا يملكون أن يخلعوه لاهم ولا نواب المجلس التشريعي النائم في خط الحكومة دائماً ، أصابت قليلاً أو أخطات كثيراً !
أحيانا يتم تعين الوزير او المسئؤل من قبيل جبر الخواطر الجهوية او القبلية وأحياناً مجاملة لحق الصداقة و مرات مراعاة للمحاصصات الحزبية أو العقائدية أو زمالة الدفعة العسكرية ..الخ!
ولكن أحيانا تلعلب الأخطاء في إملاء الإسم لمن يعد التشكيل دوراً في إلباس البعض طاقية الوزارة دون وجه حق ونزعها عن الشخص المقصود الذي يقال له في النهاية خيرها في غيرها !
في إحدى تشكيلات نميري المزاجية وفي اليوم التالي للتعديل وحينما إصطف الوزراء لأداء اليمين الدستورية ، لا حظ نميري أن الراحل محمد خوجلي صالحين مدير الإذاعة السابق واقفاً وسط صف الوزراء المعينين فهمس في أذن وزير شئون الرئاسة الراحل د/ بهاء الدين إدريس ماالذي أتى بالرجل هنا ؟ هل لتغطية الحدث !
فقال له الوزير الذي أعد قائمة التشكيل بامر من الراحل نميري ..أنت من أملاني إسمه يا سعادتك ! فضرب الرئيس على جبهته بيده مستدركاً ، أنا كنت اقصد الصلحي وليس صالحين !
فما العمل الآن ، فقال له بهاء ،الراي رايك ياريس .. رد النميري بسرعة.. يلا.. نصيبهُ !
ورددها بهاء الدين وراءه بذات السرعة ، على رايك ياريس نصيبه !
وفي عهد الإنقاذ ، باشرت سيدة مهام منصبها لشهور رغم أنها عينّت بالخطأ بدلاً عن السيدة المقصودة !
خطرت ببالي كل تلك الملابسات الطريفة ، بالأمس حينما أعلن عن تعين الدكتور محمد يوسف والياً مكلفاً لولاية الجزيرة ، فظن الكثيرون أنه صديقنا الدكتور محمد يوسف أحمد المصطفى الذي شغل منصب وزير الدولة بوزارة القوى العاملة ممثلاً للحركة الشعبية إبان شراكتها لمدة ست سنوات عقب إتفاق نيفاشا الراحل جنوباً !
فقد إنهالت المكالمات على الدكتور واسرته بين مستغرب ومهني ومستنكر ظن أن الرئيس البشير قد جن جنونه بعد أن عضه كلب الضمير ، فقرر توسيع المشاركة يساراً ليبدأ مراحل الحوار من الآخر بالمرة !
ولكن الدكتور محمد لم يستعجل إرتداء بدلة اداء القسم ولم يذهب في الأصل الى القصر سعياً وراء اللبس في الإسم ،فلو كان ذلك قد حدث لأحدٍ غيره من عبدة المناصب ، لذهب من الصباح الباكر ووقف في الصف قبل حضور صاحب الإسم الحقيقي ، ليظفر بعبارة نصيبهُ ياريس !
لا سيما وأن الخبر المنشور بصحيفة السوداني زينته صورة صديقنا محمد الذي لو أن أحداً غيره من أولئك
( العكاليت )
لرفع قضية على السيد جمال الوالي و الأستاذ ضياء الدين بلال ولأصبح التعويض المستحق لو طالب به من نصيبهُ ولكن من غير ياريس !