مقالات سياسية

الحزب العجوز…. لا يتعلم من أخطائه!

محمد التجاني عمر قش

نشأ الحزب الشيوعي السوداني -كما تقول وثائقه-خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945) وبدأ نشاطه الفعلي عام 1946 تحت اسم الجبهة المعادية للاستعمار وعرف لاحقاً باسم الحركة السودانية للتحرر الوطني. واشترك الحزب في انتخابات عام 1953 ونال مقعدا واحدًا من مقاعد مؤتمر الخريجين الخمسة، وتم اعتماد اسم الحزب الشيوعي السوداني بعد ذلك بعشر سنوات. ظهر الشيوعيون كحركة ضمن وتحت تأثير التنظيمات الشيوعية في مصر؛ خاصة وسط الطلاب، وفيما بعد بتأثير من بعض الشيوعيين البريطانيين الذين كانوا يعملون بالسودان. ومنذ بروزه في الساحة السودانية، ظل الحزب الشيوعي يشارك في الحراك السياسي، دون أن يحقق أي إنجاز يذكر، بل اعتورت مسيرته السياسية جملة من الإخفاقات والمواقف المخزية والأخطاء القاتلة التي لم يتعلم منها أبداً. كما ظل أهل اليسار السوداني يعتمدون على غيرهم من النشطاء “المغفلون النافعون” حسب تسمية الرفاق من أجل تحقيق طموحاتهم السياسية والحزبية ولكنهم في كل مرة لا يجنون إلا الخيبة والفشل، وينسبون ذلك لقوى الرجعية زوراً.

أولاً، ظل الحزب الشيوعي في صدام مستمر مع الشعب السوداني بسبب اعوجاج فكره الذي يقوم أصلاً على الإلحاد والخروج عن موروث الشعب القيمي والأخلاقي؛ ولهذا ظل الحزب العجوز يسعى للسيطرة على السلطة والحكم عبر واجهات واهية لا تلبث أن تتكشف للناس فينفضوا من حولها. فعلى سبيل المثال، عقب ثورة أكتوبر عام 1964، احتال الحزب الشيوعي على الناس عن طريق ما سماها بجبهة الهيئات التي لم تكن سوى واجهة مموهة من واجهاته واستطاع أن يخترق بها حكومة سر الختم الخليفة وأدخل عدداً من الوزراء اليساريين في تلك التشكيلة، (أحدهم أمي) وطفق الحزب يروج لأفكاره الضالة حتى وصل الحد أن يسب أحد منسوبيه آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حادثة معهد المعلمين العالي مما حدا بالبرلمان في عام 1967 أن يقرر حل الحزب وطرد نوابه.

لكن الحزب العجوز لم يستوعب الدرس ولم يتعلم من خطئه، فاخترق الجيش واستخدم تنظيم الضباط الأحرار كرافعة اوصلته إلى الحكم في مايوا 1969، حيث شكل الحزب حكومة يسارية ومجلس قيادة الثورة برئاسة العقيد جعفر نميري آنذاك! فعاث الشيوعيون فساداً وظلماً في البلاد، عبر ما عرف في ذلك الوقت بالتأميم والمصادرة والتطهير الوظيفي، والتلاعب بالمناهج الدراسية، حتى تناسب منهجهم المعوج. ولكنهم وجدوا معارضة من بعض شركائهم في الحكم في تلك الحقبة من غير أهل اليسار، فاتهموهم بالرجعية والتخلف والطائفية. وبدأ الحزب العجوز “يحفر” كعادته حتى تخلو له الساحة تماماً. ولما لم يكن نميري شيوعياً، سعى الرفاق بقيادة كبيرهم عبد الخالق محجوب وأعضاء اللجنة المركزية، والطاقم العسكري في مجلس قيادة ثورة مايو للإطاحة بنميري حتى يكون الحكم أحمراً خالصاً؛ فقاد هاشم العطا وفاروق حمد الله وبابكر النور وآخرون انقلاباً عسكرياً ضد نميري، ولكنه بعد مضي ثلاثة أيام عاد إلى سدة الحكم واستأصل شأفة الشيوعيين، ولكنهم لم يستسلموا حتى سالت دماء الأبرياء من ضباط القوات المسلحة في قصر الضيافة، وارتكبوا المجازر في الجزيرة أبا ضد الأنصار بكل وحشية ، وسالت الدماء في ود نوباوي، وصودرت أملام الناس وأممت الشركات والبنوك، وفقد كثير من الخلق في القطاع العام وظائفهم، بدعوى التطهير الوظيفي، مثلما تفعل بعض اللجان الآن، غدراً وخيانة من اليسار وأشباههم، فأخزاهم الله ولم تقم لهم قائمة إلا بعد سقوط مايو. وهذا يدل على أن الشيوعيين لا يحترمون المواثيق والعهود بل شيمتهم الغدر والتآمر.

بعد تلك الفترة لجأ عجائز اليسار إلى “زرع” كوادرهم في الأحزاب التقليدية بغية السيطرة عليها من الداخل لعلهم يحققون فوزاً في الانتخابات، ولكن خاب فألهم وطاشت خططهم فصاروا يدعمون الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق من أجل الضغط على حكومة الخرطوم. ولكن سرعان ما تخلى قرنق عن توجهه اليساري وصار غربي الهوى فوجد الشيوعيون أنفسهم مرة أخرى “ضر في حر”. وفي خلال فترة الإنقاذ لجأ عجائز اليسار للعمل السري ومحاولات التخريب كعادتهم مستعينين ببعض دول الجوار مثلما كان يحدث في عهد الرئيس الأثيوبي منغستو هيلا مريام، الذي وفر لهم الدعم اللوجستي والإعلامي، حتى سلط الله عليه الشعب الأثيوبي فأتى الله بنياه من القواعد فخر عليه السقف، وسقط نظامه، فخرج اليسار من أديس مذءوماً مدحوراً دون أن يحقق نجاحاً يذكر.

ثم انخرط الشيوعيون في التجمع الديمقراطي الذي اتخذ من أسمرا مقراً له وبدأ يمارس التخريب في بعض البنيات التحية في شرق السودان مستفيداً من الزخم السياسي للأحزاب التقليدية والحركات المتمردة، ولم يفلح عجائز اليسار في مسعاهم إذ تبين للناس خداعهم ومكرهم. ومن بعد ذلك لجأوا لمهادنة الإنقاذ مع الاستمرار في المراوغة حتى بدأت تلوح في الأفق بوادر التغيير فكون الشيوعيون واجهة جديدة سموها تجمع المهنيين وأسندوا أمرها لبعض الشباب من ذوي الكاريزما العالية الذين مثلوا رأس الرحم في تحريك الشارع وتأليب الناس حتى أوصلوا الشباب إلى ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة وسقطت الإنقاذ فسحب الشيوعيون البساط من تحت التجمع.

فهل سيحقق الشيوعيون حلمهم أم أنهم لم يستوعبوا الدرس، إذ بات واضحاً أنهم سيخرجون من المولد بدون حمص، فها هم الآن ” كراع مع الحكومة وكراع مع المعارضة”.

محمد التجاني عمر قش
[email protected]

‫12 تعليقات

  1. السيد محمد التجاني لم يكتب يوماً رايا وطنيا يستحق الإحترام.. فرايه دائما “غبيان” وتايه ومنحاز لشلة لصوص المغارة.. ها هو رئيس حزبك طلع “لص” وفي اجتماعات جماعتك السرية يعترفون بفسادهم..طلع لي شيوعي واحد لص او سراق..انا احترم الحزب الشيوعي وافراده لانهم لا يسرقون الوطن واستحقر الكيزاناب واحزابهم لانهم مجرد لصوص عندما انكشف كتابهم..

  2. حرق العلم بالأمس لم يكن وليد لحظة وإنما هو رد فعل تجاه مواقف الحزب الشيوعي السوداني منذ سقوط نظام الإنقاذ وإلى اليوم. بدأ من مقاطعة المشاركة في الحكومة الإنتقالية وانتهاءً بالانسحاب من المجلس المركزي لقحت. مقاطعة المشاركة في أجهزة الحكومة الإنتقالية استغلتها أحزاب صغيرة عددا وخبرة مما أسهم في ضعف اداءها وعجزها عن تحقيق أهداف الثورة. اخيرا انسحب الحزب الشيوعي من قحت وترك الجمل بما حمل مما هدد وجود ثورة ديسمبر نفسها.

    إقرأ هذا النص من مقال في هذه الصحيفة الجامعة يا عبد الرحيم بابكر

    هذا إذا كنت تبحث عن الحق وترى بعين البصيرة

  3. (إذ بات واضحاً أنهم سيخرجون من المولد بدون حمص) هههههههه المشكلة في الحمص البتقسموا بيناتكم هو من حق الشعب والحزب الشيوعي واقف ليكم ورافض يتقاسم معكم ما اصلهم فقراويين ومتصالحين مع فقرهم

  4. يا كوز؛ اللي سقط الكيزان الثوار شباب وشابات السودان؛ عليكم الاعتراف بالواقع ومهاجمة الحزب الشيوعي لن تفيدكم بأي شيء و الثورة لم يقم بها أي حزب والثورة محروسة بالشباب والكنداكات وقريباً سوف يسقط كوزكم البرهان

    1. هم دائما خائفون من كل ذي عقل يسبب لهم صداعاً..كما ترى لا يعترفون بجموع الشباب والكنداكات ويختلقون معارك هنا وهناك..اين موقع معارك الشريعة؟؟..نحن نعترف حتى الشعبي خرج شبابه وليس قيادته لنبذ الظلم..اما امثال اخونا قش فهو لن يتعلم الدرس بعد..وبعد هذا العمر لن يصلح حتى للكتابة..

  5. مقال تافه غير جدير بالقراءة من شخص كاذب أكثر تفاهة وانحطاط. أنا شخصياً أول مرة أقرأ لهذا الشخص ولن أقرأ له مرة أُخرى لأنه كاذب ويحاول أن يزيف في أحداث تاريخية قربية شهودها ما زالوا أحياء !!! فعلاً الكيزان أحقر المخلوقات لأنهم يحترفون الكذب والنفاق بجانب مخازيهم الكثيرة التي ظهرت للناس خلال ال30 سنة التي تسلطوا فيها على البلاد
    يا ثوار لازم نطبق شعار اي كوز ندوســــــــــــــــــــــــــــــــــو دوس بالجد

    1. الأخ ارباب..لا تقاطع قراءة مقالات الاخ قش..يمكنك ان تمارس الضحك منها..انه لا يخشى ان يقول نكات ويعتقد انها مقال..اقرأ لتضحك على الاقل هههههه فهو كوز لا يهمه الوطن ولا مستقبله بل تهمه “جماعة الجراد”..تحياتي

  6. هههههههه ياكاتب المقال مفروض يكون العنوان (الحزب المنبوذ)
    شيوعية ماركسية عفن غير بيانات العكننه الفطيرة ماعندهم حاجه
    لن ينسى التاريخ انحاء فاجرتهم فاطمه ابراهيم لقرنق وايضا عرابهم وكبيرهم الذي علمهم السحر المدعو محمود محمد طه ونحمد الله انه اعدم
    وفي الزكري الزنديق منصور خالد والسلحفاء ياسر عرمان جربو كل شي دغمسه للحشره الشعبية وكسير تلج للملاعين تجار الدين
    اعوذ بالله

  7. ولن أقرأ له مرة أُخرى لأنه كاذب ويحاول أن يزيف في أحداث تاريخية قربية شهودها ما زالوا أحياء !!!

    باختصار يبدو أنك لا تفهم ولا تعرف الأحداث في السودان

    باختصار كل ما ذكر في المقال صحيح وموثق وخال من أي تزييف

    راجع طبيبك

    الله يشفيك

  8. علي السودان السلام نحن في ركن في جامعة الخرطوم في عام١٩٧٩ شر البلية مايضحك.

  9. أنت الذي لم تتعلم من التاريخ يا أخ تيجاني وحقدك على الحزب الشيوعي نحن نعلمه تماماً منذ أيام المنتديات ولكن هيهات أن تنالوا حزب أركان ضاربة في جذور السياسة السودانية رغم أنف كل حاقد وكل جاهل وكل لئيم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..