تظاهرات السودان.. نساء في الخطوط الأمامية

قبل التظاهرات، كانت أخبار نساء السودان ترتبط بالجلد أو الحبس لأسباب تتعلق بما تدعيه السلطات من “انتهاك لقانون النظام العام”.
اليوم باتت أصوات النساء مسموعة بقوة في تظاهرات شعبية خرجت للتنديد بدكتاتورية النظام الذي يحكم البلاد منذ ثلاثة عقود، بقبضة من حديد.
الصحافية السودانية شمايل النور، اعتقلت مرتين خلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، تقول لموقع الحرة إن “نضال المرأة السودانية معروف على مر الزمان، لكن ما شاهدته خلال هذه التظاهرات مبهر ويفوق كل التصورات”.
إقرأ أيضا: المهدي لـ’الحرة’: النظام السوداني في حالة توهان
احتجاجات السودان بدأت في 19 كانون أول/ديسمبر بعد أن رفعت الحكومة أسعار الخبز، وتحولت لاحقا للمطالبة بإسقاط النظام، فواجهت قوات الأمن المحتجين بقمع مفرط تسبب في مقتل أكثر من 30 شخصا حسب الحكومة، بينما تتحدث المعارضة عن أكثر من 50 شخصا.
انتهاكات بالجملة
حسب منظمات حقوقية، تعرضت المحتجات السودانيات خلال التظاهرات إلى شتى أنواع الانتهاكات من الضرب والاعتقال إلى الإساءات اللفظية.
والأمر لم يقتصر على ذلك فحسب، بل تعداه لأكثر من ذلك “فهناك شابة فقدت عينها خلال الاحتجاجات في منطقة الأزهري بالخرطوم، وهناك سيدة قتلت في عطبره بعد أن أصابتها طلقة وهي في عقر دارها، وهناك سيدة أخرى توفيت بسبب استنشاقها الدخان في مدني” وسط السودان، تقول نور لـ “موقع الحرة”.
وتضيف أن كل ذلك “لم يثنِ النساء السودانيات عن تقدم صفوف الاحتجاجات”.
انفجار
وتقول شمايل إن أكثر ما يلفت الانتباه هو “الفئة العمرية التي تقود الاحتجاجات، معظمها شابات من مواليد ما بعد عام 2000. رأيتهن على بعد أمتار من قوات أمن مدججة بالسلاح”.
والشباب أنفسهم، نالوا نصيبا من “القمع في ميدان أبو جنزير وسط الخرطوم”، تؤكد شمايل التي قالت: “لم أر مثيلا له (القمع) في حياتي”.
وبحسب شمايل فإن “القهر والظلم الذي تعرضوا له خلال حكومة الإنقاذ يفسر سبب انتفاض هذا الجيل. ما حدث شيء غير طبيعي إنه انفجار”.
ثورة كرامة
وعلى الرغم من إعلان الحكومة السودانية الإفراج عن معتقلي الاحتجاجات، يقول ناشطون ومنظمان حقوقية مثل منظمة “لا لقهر النساء” إن عشرات السودانيات لا يزلن رهن الاحتجاز بينهن طبيبات ومحاميات وصحفيات.
واعتقلت السلطات السودانية الناشطة شمايل مرتين على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. وتقول الناشطة الثلاثينية لـ”موقع الحرة” إنها اقتيدت في المرة الأولى مع محتجين آخرين “بشكل مهين من قبل رجال أمن بعضهم ملثمون ويحملون الرصاص”.
وفي المرة الثانية شاهدت شمايل “داخل المعتقل بالقسم الشمالي (أم درمان) انتهاكات عديدة، من بينها امرأة تعرج جراء تعرضها للضرب من الشرطة”، وتحدثت عن “حالات تحرش، وعنف لفظي لدرجة الانهيار النفسي”.
وأوضحت شمايل أن “النساء في عهد حكومة الإنقاذ تعرضن إلى درجات متقدمة من انتهاك الكرامة، بقانون النظام العام، وأيدلوجية الحزب الحاكم… كل هذا تراكم على مدار سنوات طويلة، ووصل إلى حد الانفجار”.
من غلاء وجوع إلى ثورة قيم
تقول شمايل النور إن القضية تحولت عند السودانيين من “غلاء وجوع إلى ثورة قيم وانتزاع كرامة سلبت من قبل النظام”.
وتقول عفاف الجابري الناشطة في قضايا حقوق المرأة إن “الظلم الواقع على المرأة السودانية، سياسيا واجتماعيا، ضعف القهر الذي يعانيه الرجل، فخروجها في هذه المظاهرات يتحدى جوهر الأنظمة القمعية القائمة على التمييز”.
ودعت الجابري، وهي أستاذة جامعية في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة شرق لندن، المرأة السودانية إلى “استغلال الحراك الحالي، للتعريف بالاضطهاد الذي تتعرض له خاصة جراء قانون النظام العام وغيره من القوانين التي تميز ضد المرأة في السودان”.
غياب التضامن العربي
وأعربت الجابري عن استيائها من قلة التضامن العربي مع المرأة السودانية التي خرجت إلى الشوارع لمواجهة النظام، وقالت: “نأسف لعدم تناول الإعلام المحلي والإقليمي لدور المرآة السودانية في الاحتجاجات بالشكل الذي يليق. للأسف هناك عمل مقصود لتحيجم مشاركة المرأة بسبب مخاوف الأنظمة من انتقال حمى الثورة إلى المنطقة”.
لكن الجابري متفائلة حيال ما يجري في السودان، وتقول “على الرغم من قلة التضامن العربي الشعبي والرسمي. يتواصل الحراك، وهذا يدعو إلى التفاؤل”.
وتضيف أن “ما يميز الثورة السودانية أنها شاملة لكل قطاعات المرأة، أكاديميات ومحاميات وصحافيات وربات منازل عاديات، جميعن يعملن بتنسيق تام، هذه قضية مهمة وتعطي قوة كبيرة للحراك”.
إجهاض الحقوق
وحذرت الجابري من إجهاض حقوق المرأة إذا نجح السودانيون في إسقاط النظام، وقالت إن “هناك تجارب مماثلة في الدول العربية”، وينبغي على المرأة السودانية الانتباه أن يكون “نضالها شاملا ضد النظام والمفاهيم الذكورية التي تسعى لتحجيم دور المرآة وتقليل شأنها في المجتمع.”
تؤكد شمايل النور في حديثها لـ”موقع الحرة” أن المرأة السودانية “باتت واعية بحقوقها وأن الثورة ستتواصل حتى تحصل على كل تلك الحقوق”.
وخلال عهد حكومة الإنقاذ تعرضت المرأة السودانية إلى انتهاكات عدة، من بينها الحكم بإعدام فتاة أدينت بقتل زوجها الذي اغتصبها بمساعدة أفراد من أقاربه، حسب جهات حقوقية تتهم الحكومة بتزويج الفتاة “قاصرا وقسرا”. وبعد ضغوط شديدة على الخرطوم، استبدل حكم الإعدام بالسجن.
كما قضت محكمة سودانية على امرأة سودانية بالإعدام إثر إدانتها بالردة، إضافة إلى حملة اعتقالات وعقوبات بالجلد في مكان عام، طالت كثيرا من النساء السودانيات بسبب قانون مثير للجدل يسمى “قانون النظام العام”.
ويتصدر السودان دائما قائمة المنظمات الحقوقية للدول المنتهكة لحقوق الإنسان.
المصدر: الحرة
هذه الثورة ان كتب الله لها النجاح فستكون أول ثورة في تاريخ السودان صنعها الفتيان و الفتيات و النساء, للأسف الرجال ما فوق الأربعين يبدو أنهم غائبين تماما عن الحراك الثورى, فهل نجحت كتائب على عثمان وتهديدات الفاتح زفت الطين في ردعهم, هذا هو السؤال !!!!