
أعلن السيد/على علاوى وزير مالية الحكومة العراقية يوم السبت الموافق 19/12/2020 تخفيض سعر الدينار العراقى من 1190 دينار مقابل واحد دولار الى 1450 دينار مقابل واحد دولار هذا هو السعر الرسمى – وليس لدى علم بالسعر فى السوق الموازى !!!والجدير بالذكر فى العام 1988 وقبل حرب الخليج كان الدينار العراقى الواحد يعادل 3.22دولار أمريكى !!! فى العام 1977 كان الجنيه السودانى يعادل 3,70دولار أمريكى ويعادل 13.875 ريال سعودى أى ما يقارب 14 ريال سعودى !! فى العام 2016 وافق صندوق النقد الدولى على منح الحكومة العراقية قرضا بمبلغ 5.4 مليار دولار (خمسة مليار و اربعمائة مليون دولار ) وقد علل صندوق النقد الدولى سبب منح القرض إنخفاض أسعار النفط عالميا (يا عينى قلبه على العراق أوي أوي!!!) وقد إشترط صندوق النقد الدولى على الحكومة العراقية زيادة الجمارك و الضرائب و الرسوم حتى يتمكنوا من سداد القرض (بمعنى حملوا الشعب العراقى مسئولية سداد القرض بالدينار العراقى – وبمعنى آخر أفقروا الشعب العراقى ) وحتى الان ونحن فى نهاية العام 2020 لم يتحسن إقتصاد العراق ولم يشهد نمواولم يتذوق المواطن العراقى طعما لهذا القرض المعتبر ووصل الدين العراقى الى 135 مليار دولار وعجز الموازنة فى 2020 كان 67 مليار دولار وقد صرح وزيرالمالية العراقى بصورة متشائمة بأن الوضع الاقتصادى فى العراق سوف يزداد سوءا لخمس سنوات قادمة !!! إزداد الطين بله !!! وتراجع الاقتصاد العراقى وخفضت الحكومة العراقية الدينار العراقى السبت الموافق 19/12/2020 !!!!(ربنا يكون فى عون العراق) إذا كان هذا هو الحال فى العراق بلد الرافدين و بلد العلم و العلماء و الشعراء وبلد الحضارات و الآثار و العجائب و الغرائب وحدائق بابل المعلقة لم يستطيعوا الخروج من عنق الزجاجة و الانعتاق من براثن هذا الاستعمار الحديث !!!هل يا ترى مجلس الشركاء الحديث فى السودان يستطيع الدفع و الإسناد و الدعم بما لديه من تجارب و خطط وبرمجيات مساعدة الحكومة الانتقالية بشقيها المدنى و العسكرى فى الخروج من هذه الورطة الاستعمارية أم يصبحون عبْ اقتصادي جديد على الدولة ؟؟؟؟!!!!!! العراق بلد لديه إمكانية تصدير نفط يوميا 4 مليون برميل وقد أجبرته أخيرا منظمة أوبك بتخفيض الانتاج وتصدير 2.5 مليون برميل فى اليوم فقط حفاظا على اسعار النفط فى الاسواق العالمية و التى تبلغ 40دولار للبرميل فقط !!!(لا حظ أيها القارئ الكريم النفط عالميا فى حالة هبوط وفى السودان فى حالة إرتفاع !!!). فى 21 ديسمبر 2020 خفضت وزارة المالية السودانية وبطريقة فنية القيمة الشرائية لقيمة الجنيه السودانى عبر زيادة اسعار الجازولين و البنزين والتى سوف تنعكس بطريقة غير مباشرة على جميع أسعار السلع السودانية وبما فيها سعر الصرف فى السوق الموازى ويعنى ذلك الغلاء الفاحش وإفقار الشعب السودانى ومزيد من الاستنزاف لدخل المواطن – أضف الى ذلك سوف تكون الوصفة القادمة هى زيادة الجمارك و الضرائب و جميع الرسوم وهى وصفات سبق تجربتها ولم ولن تفلح بعلاج الإقتصاد السودانى المريض وسوف تستمر الحالة فى التدهور الى ان يلقى المواطن السودانى ربه وهو صابر محتسب – الحكومة السودانية تحاول علاج المشكلة الاقتصادية عبر القروض وهذا فى تقديرى المتواضع مزيد من التردى و التدهور الاقتصادى – الطاقم الاقتصادي أن كان يدرى بالبرنامج المفروض عليه من المستعمر فهذه مصيبة و إن كان لا يدرى فالمصيبة أكبر!!! ويمكن أن يلاحظ القارئ الكريم فى العراق تم تخفيض القيمة الشرائية للدينار تخفيض مباشر وفى السودان قاموا بتخفيض الجنيه السودانى عبر البترول وكل دولة لديها وصفة علاجية وجرعة معينة يتطلبها و ضعها الراهن !!!( علما بأن فى العراق بترول و فى السودان ذهب وحاجات تانية ما نعانى!!!) ويمكن أن تشاهدون بأن زيادة أسعار البترول فى السودان مرة تقوم بها وزارة الطاقة !!وتارة آخرى تقوم بها وزارة المالية !!! وهذه الوصفة صنعت خصيصا للسودان !!! ما يحدث فى العراق و فى لبنان و فى السودان و فى جميع دول العالم الثالث هو فى حقيقته عمل مؤدلج و مبرمج حسب المنظومة الاقتصادية الامبريالية الاستعمارية الحديثة – هذا الاستعمار الحديث يتم تنفيذه عبر قطع حجارة الشطرنج المحلية الحاكمة والتى تحركها القوة الخفية – ويا للاسف الشديد …..هم أناس يدعون الوطنية ويفقرون شعوبهم ويقفزون فوق إرادة الشعوب وما عليهم سوى السمع و الطاعة العمياء لا يميزون بين المعقول و اللامعقول عبر وصفاتهم التى تخدم أجندة المستعمرون الجدد ولا حول و لا قوة لهم و لا لشعوبهم و إنما حضورهم فى ساجة العمل السيادى لتنفيذ الاجندة و البرنامج الموضوع وهو إضعاف عملة البلد المحلية !!! لم نر اونشاهد خطط أو برامج أو دراسات وطنية سودانية فى جميع الوزارات الاقتصادية منشورة فى الصحف السيارة تمت مناقشتها و إجازتها من مختصين فى المجال سوى إجتهاد برنامج وخطة وزير المالية السابق المدعو / ابراهيم البدوى برنامج ال 200 يوم وفقاعة الدعم النقدى بدلا عن السلعى !!!! وكل أمراء الاقتصاد فى بلادى لا يعلمون فى الاقتصاد سوى خمسة عناصر رئيسية فقط :- 1/ رفع الدعم 2/ القروض 3/. زيادة الجمارك و الضرائب 4/ زيادة الرسوم5/ سمعا وطاعا للاجندة الخفية !!! السودان ليس أفضل من العراق ويتمتع البلدان بالاراضى الخصبة و الموارد الاقتصادية المهولة التى لا تعد و لاتحصى ولكنه الاستعمار يا سيداتى و سادتى وأدلجة الشعوب بما يتوافق ومصلحة الاستعمار الحديث!!! وعلى الشعب السودانى الانتظار و الصبرومسك الريح !! ثلاث عقود آخرى ….!!! حتى يأتيهم العام الذى فيه يغاث الناس و فيه يعصرون !!!!! كرونا وبس …..!!!
|
لقد صارت الليبرالية الجديدة عقيدة للكثير من السودانيين بتأصيل و مباركة و تقديس الكيزان