الشعر

قصيدة في رثاءِ الأخ الأديب الأستاذ / عبدِ الله القِطي

البروفسور هاشم البشير محمد

حُمَّ القضاءُ واجتالتْ مرائرُهُ **

بفقدنا عَلماً فاضَت مآثرُهُ

وافقد مَن حَسُنتْ في الناسِ سيرتُهُ   **

فذاً أديباً قد قلَّتْ نظائرُهُ

يسعى معَ الناسِ في كربٍ وفي فرحٍ **

لا يألو جَهداً بلا مَنٍّ يُخامرُهُ
كَنزٌ من العلمِ والتثقيفِ ديدنُهُ           **

بذلُ المعارفِ ما نضبتْ ذخائرُهُ
موسوعةُ الفكرِ والتاريخِ نادرةٌ          **

عزَّ في الناسِ أنْ تُحصى مفاخرُهُ
وواسعُ الصدرِ لا يُؤذي مخالفهُ          **

بنابيءِ القولِ، بل رِفْقاً يُحاورُهُ
قد عاشَ مُصطبراً لم يَشكُ من عنتٍ  **

مسامحُ القلبِ قد طابتْ سرائرُهُ
حُريّةُ الرأيِ قد نادى بها زمناً           **

لم يَخشَ بطشاً ولا كفَّتْ منابرُهُ
بكَتكَ عطبرةُ الفيحاءُ في ألمٍ            **

وأرزمَ النيلُ من حُزنٍ يُساورُهُ
كم من صديقٍ بَكاكَ اليومَ في حُرقٍ    **

كم من قريبٍ فما جفَّتْ محاجرُهُ
ابكِ القَطيَّ وهذا باسمِ شهرتِه           **

قد سارَ في الناسِ بالتحريفِ سائرُهُ
لكنَّ نسبتَهُ إلى قومٍ ذوي حَسَبٍ        ** هُمُو القَطينابُ قد عزَّتْ عناصرُهُ
يا ابنَ مَن عمروا أرضَ البلادِ ندىً      ** يبقى على الدهرِ لا تُمحى دفاترُهُ
هذي المساجدُ والخلواتُ شاهدةٌ       ** تَنداحُ في ألقٍ يسبيكَ باهرُهُ
فما تَبقَّى لعبدِ اللهِ من أثرٍ                 ** تظلُّ في وهجٍ حيٍّ ذواكرُهُ
أسألُ اللهَ ربَّ العرشِ خالقَنا             **

يلقي عبيداً من الغفرانِ غامرُهُ
يحيا سعيداً في الجناتِ مُبتهجاً        **

موضونةً رُفِعَت عُليا سرائرُهُ
وباركَ اللهُ في نَسلٍ وفي رَحِمٍ          **

وفي صديقٍ قد صافتْ ضمائرُهُ
صلَّى الإلهُ على المختارِ سيدِنا          **

ماسحٍ للغيثِ في روضٍ هوامرُهُ

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..