أخيراً..الإنقاذ تَبِلُّ رأسها..اا

تراســـيم..

أخيراً..الإنقاذ تَبِلُّ رأسها!!

عبد الباقي الظافر

قبل نحو شهر ولجت مساءً نادي التنس بالخرطوم.. عندما وصلت مبتغاي هممت بالرجوع.. ظننت أنني اخطأت العنوان.. المناسبة كانت حفل تخريج لطلاب جامعة معروفة.. ولكن كل المظاهر تأخذك بعيداً.. الطلاب والطالبات كانوا يرقصون بصورة هستيرية.. بدأ نفرٌ من الطلاب يحملون زميلاتهم على كراسي طائرة.. الطالبة المحمولة تبدو وكأنها ترقص على حواف موج هادر.. مقاطع الأغنيات كلها مستوردة.. بعضها عربي وقليل منها ملمحة غربية.. إذا كنت (دقة قديمة) مثل أبناء جيلى ستغضب.. وإن كنت عجوزاً مواكباً ستهز رأسك مبتسماً وتقول (أولاد الزمن دا). في مصر الثورة الشعبية لم تبدأ فى الخامس والعشرين من يناير.. بدأت قبل بعامين.. فى ظهر يوم السادس من إبريل 2008م اقنعت الشابة المصرية أسماء محفوظ عدداً من أصدقائها على الشبكة العنكبوتية على التظاهر أمام مجلس الشعب.. وبالفعل تجمع عدد محدود من الشباب.. وتم قمعهم بكل يسر.. أسماء وقت ذاك كان عمرها ثلاثة وعشرين ربيعاً.. رفضت التراجع.. هددوها بالاغتصاب و(الجرجرة) ولكنها كانت متمسكة بحقها في أن ترى رئيساً جديداً.. منذ مولدها كان الرئيس مبارك هو الحاكم المطلق لأرض الكنانة. مشكلة (أولاد الزمن دا ) في عالمنا العربي أن لا أحد يسمع صوتهم.. ولا حزب يتبنى قضاياهم.. هم أنفسهم بعيدون عن السياسة في شكلها التقليدي.. ولكنهم عندما يغضبون سيعيدون ترسيم الخارطة السياسية.. التغيير الذي عم تونس وفي طريقه ليشمل مصر.. كان عملاً شبابياً خالصاً. ويبدو أن الحكومة السودانية قد انتبهت لثورة الشباب.. الفريق صلاح قوش الذي هدَّد يوماً بقطع أوصال المؤيدين للمحكمة الجنائية الدولية.. استدار في مواقفه وخرج بتصريح قوي دعى للتفاوض مع ثوار (الفيس بوك).. وذات الوقت وضع المستشار قوش يده على الجرح ودعى أهل حزبه لمحاربة الفساد.. الفساد الذي أزكم الأنوف يمنح المطالبين بالتغيير زخماً هائلاً.. ويكتسب الإقرار الضمني بوجود فساد فى مفاصل الدولة أهميته من مصدره الذي كان حفيظاً على كل المعلومات في عهد الإنقاذ. ليس قوش وحده الذي اشتم رياح الانتفاضة الشعبية.. أمين حسن عمر مفكر الإنقاذ الذي استهتر يوماً بالمعارضة وقال إن حاصل جمع الأصفار يساوي صفراً.. الدكتور أمين حسن عمر يكتب مقالاً جريئاً في الزميلة السوداني.. وينصح القابضين على مفاصل السلطة أن يهتموا لرياح التغيير الهابَّة من أكثر من اتجاه.. ويرفض أمين فكرة ترقيع الدستور الحالي ويطالب الحكومة للاستماع لمختلف وجهات النظر. والي الخرطوم كان عملياً..فقد أوضح أن قانون النظام العام يحتاج إلى مراجعة. وبالفعل بدأ التشاور مع علماء الدين.. وأَأْمل أن تتسع مواعين الشورى للاستماع لضحايا هذا القانون من الشباب الذي تتلقفه عربات (الكشة) من الحدائق العامة والنساء اللائي يجلدن بكثير من التشفي والغلظة . الثورة القادمة إن لم يحدث تغيير حقيقي سيشعلها الشباب الذين فتحوا أعينهم على الدنيا ولم يجدوا إلا الإنقاذ.. سيكون وقودها الحالمين بوظيفة وبيت زوجية في زمن عزَّت فيه مثل هذه المطالب.

التيار

تعليق واحد

  1. بالامس القريب كتبت زميلتك شمائل النور موضوع تيبُس فكري…وانت اليوم كاتب او لاطش او سارق نفس الفكره..تحت عنوان أخيراً..الإنفاذ تَبِلُّ رأسها…الحكايه شنو خلي الموضوع ياخد ليهو يومين تلاته وبعد داك اقتبسوا الطشوا اسرقوا
    وهذا ما كتبته شمائل النور امس وعليكم الله قارنوا

    العصب السابع

    تيبُس فكري..!!

    شمائل النور

    إنّ الفرق المترامي الأطراف بين فكرنا وطرائقنا في التعامل مع متطلبات العصر الحديث وبين فكر حكوماتنا المُعمّرة وأساليبها ومسالكها في التعامل معنا لن تسده (مقاربات) عصام البشير، ولا (فتاوي) القرضاوي ولا حتى (تقدمية) عمرو خالد، ولن يستوعب هؤلاء الديناصورات كيف نفكر، وكيف نُدير أفكارنا، وماذا نريد وكيف نريد، نحن الشباب، لا زالت حكومتنا تنظر إلى الثورة التي شرارتها مواقع التفاعل الاجتماعي وتحديداً موقع الفيسبوك بسخرية واستهتار يخطف شفقتك على هذه الطريقة المسكينة في التفكير، متناسين ومتجاوزين أنّ مواقع التفاعل الاجتماعي ماهي إلا وسيلة حرة وحيّة للتفاعل. أحد الشباب المنتمين للحكومة فكراً وتنظيما ومن المدمنين على الولاء للطريقة التي تُفكر بها الحكومة حيال هذه التكنولوجيا قال لي رداً على ما كتبته هنا عن أنّ التغيير قادم وسيشمل كل المنطقة والثورات التي اشتعلت من لوحات مفاتيح الحواسيب وقادتها شباب الفيسبوك هي التي ستفعل التغيير، قال لي ساخراً من شباب الفيسبوك: إذاً الثورة خرجت من الفيسبوك إذاً جهزوا (تي شيرتاتكم، إسقاط قانون النظام العام أول المطالب) في اختزال مُخل لثورة قائمة على مطالب شعبية خالصة، وأدرك تماما أنّ هذا المنظار هو منظار الحكومة الذي تنظر به إلى ثورات الفيسبوك التي ألحقت بمبارك هزيمة فاحشة لن يستطيع بعدها ابتلاع ريقه، حتى وإن لم ينتصر الشعب المصري حتى النهاية ولم يصل إلى مبتغاه. المشكلة، هي المسافة البعيدة بين الحكومات وبين ما يريده شباب العصر الحالي وكيف يريده، لذلك نحن نريد حكومات تفهم متطلبات عصرنا وتواكب تطور الوسائل وتستوعب احتياجاتنا نحن الشباب، وتؤمن بأهمية هذه التكنولوجيا، وتؤمن كذلك بأنّ مستخدمي هذه التكنولوجيا كلّهم بشر يأكلون ويمشون في الأسواق، وأحياناً لا يأكلون، فهم ليسوا كائنات أخرى، أيضاً هم مثقفون ويشغلون وظائف وبعضهم باحث عنها وبعضهم يعمل في السوق، بالضبط المجتمع الإسفيري هو صورة حيّة من المجتمع الخارجي، والذين يقبعون في الشبكة العنكبوتية لساعات طويلة لا يعني بالضرورة أنّهم غارقون في غرف الشات أو المواقع الفارغة المضمون، لأنّ الشبكة العنكبوتية ما هي إلا وسيلة للتفاعل. لكن كيف يحدث هذا إذا كانت حكومتنا وأحزابها المعارضة كل واحد منهم لا يبرح كرسيه حتى يدخل سن الشيخوخة، ويظل هو المشرع والمنفذ والمفكر لكل المراحل، هي أزمة حقيقية ومساحة شاسعة بين فكرنا وفكر حكوماتنا. إذا كانت الحكومة ترى وتختزل مستخدمي المواقع الإلكترونية في أنّهم مجرد شباب غير مسؤول يرتدي (التي شيرتات) ذات الكم القصير والبناطلين التي تكاد أن تقع ويستعملون الدهان المحسن لمنظر الشعر، إذا كانت الحكومة تنظر بهذا المنظار فعليها أن تصحو، لأنّ ما ترى فيه الحكومة عدم مسؤولية واستهتار ما هو إلا متطلبات عصر ظاهرية، وهؤلاء هم من أوصل مصر إلى المرحلة التي فيها الآن، وغيرها من الدول التي تعيش نفس الحراك الشعبي، وإذا كان هؤلاء المُستهترون هم من سيفعل التغيير فعلى الحكومات أن تراجع نفسها.

    التيار

  2. اخيرا عبدالباقي قد اقتنع بضرورة الالتفات لمطالب الشباب ، والشباب هو الشعب والمتحدث باسم الشعب.
    سبحان الله مغير الاحوال حتى الصحفيين بدأوا في تبديل قناعاتهم بعد ان اشبعونا وهما بأن حكام الانقاذ هم ازهد خلق الله ياكلون الزبادي والعدس كعامة الناس ولا يستحون في حمامات بها دش وتقطع موية الحمام كما عامة الناس.
    نشكر الشعب التونسي والشعب المصري الذي علم الطغاة والمطبلين لهم بان الشعب هو صاحب الارادة الحقيقية في التغيير وليس اجهزة الامن ولا الاعلام الكاذب.
    برضو الرجوع للحق فضيلة

  3. to GOSH

    إِنَّ مُلْكاً فِيهِ «فُلانٌ» وَزِيراً لَمُبَاحٌ لِلْخَائِنِينَ وَبِلُّ

    أَهْوَجٌ، أَحْمَقٌ، شَتِيمٌ، لَئِيمٌ أَغْتَمٌ، أَبْلَهٌ، زَنِيمٌ، عُتُلُّ

  4. فليعلم هذا النظام ان هؤلاء الشباب قد ماتوا فعلا عندما وزعت الوطائف بالولاء وليس الكفأءة فبتالي ليس لديهم ما يخسرونه فعندما تهب العاصفة فلن تبقي ولن تذر.

  5. السودانيين زمان بقولو نحن أشجع شعب عربي بالكلام بس
    اليلة المصريين أثبتوا هم الأشجع والاقوى والاحرار وصناع التاريخ
    سمعتو بصحفي مصري اسمه احمد محمد صالح من الاهرام ضحى بعمره وشبابه عشان حرية مصــر

  6. أخى عبد الباقى الظافر..عجبتنى بلة الراس….دا لو اصلا الانقاذ عندها راس او عندهم ريسين!! اما عن امين حسن عمر ومجموع الاصفار وانها لاتساوى شيئا اقو له لولا الاصفار لما كانت ال……..
    تسعة مليييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييار!!!!.

    الى لقاء فى انتفاضة أحفاد على عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..