مقالات، وأعمدة، وآراء

تاريخنا المحصور في الوتر والكفر!!

(1)
طوال عقود الحكم البائد المنقطع عن كل خير، وعند نهاية العام الميلادي، كنا نسمع ونقرأ عن تلك البدعة التي جاء بها مايسمى مجلس الصحافة والمطبوعات(مع كامل احترامنا للاساتذة الكبار الذين كانوا على سدة رئاسة المجلس ولكن كانت صلاحياتهم مغلولة الى أعناقهم، ويأتمرون بأوامر الباب العالي، المخلوع البشير، وصاحب الزبدة، اذا عاوز الزبدة مشوية، فعليهم أن يشوها له)، أي بدعة الصحيفة الأكثر توزيعاً والأكثر انتشاراً، والأكثر دخلاً، وباقي أفعال التفضيل (أكبر، أكثر، أفضل، أروع، أحسن الخ)، فالصحيفة الافضل هي التي تفوز برضا وقبول القارئ، الذي لا ينافق ولا يجامل صحفي أو كاتب رأي أو صحيفة على أخرى، الا بالاداء الممتاز، واحترامها لعقله قبل جيبه!!
(2)
لا اعتراض لنا، ان تقوم فضائية (Z) أو إذاعة( X )، وتفرد يوما (ان شاء الله تفرد له اربعة اشهر وعشر)، لتحتفل وتحتفي بالمطرب والفنان فلان الفلاني وبذكرى رحيله (الاولى أو المية)، وذات الفضائية أو ذات الإذاعة، لم نر أو نسمع أنهما افردتا ولو ساعة أو ساعتين ثلاث، لأي بطل سوداني قاتل المستعمر الاجنبي، أو المستعمر الوطني (الحزب البائد)او كاتب أو أديب أو سياسي راحل، بل للأسف الشديد، لا يتم تذكره ولو عبر باب(حدث في مثل هذا اليوم) والفضائيات والإذاعات، وبهذه الطريقة، يرسخون في أذهان الأجيال الحالية والمستقبلية، بأن الفنان وأيضاً لاعب كرة القدم (مع كامل تقديرنا لعطائهما)هم أفضل الشخصيات وأعظمها في تاريخ الأمة، وويل لأي فضائية أو إذاعة، تحصر كل تاريخ امتها في الوتر والكفر.!!
(3)
سمعنا وقرأنا بأن الرئيس الأمريكي ترامب، المنتهية ولايته وصلاحيته، سعى بكل جد واجتهاد، واحتال احتيال الثعالب، من أجل تعين بعض القضاة المحسبين عليه، لتعينهم في المحكمة العليا، ليعينوه وقت،(الحارة) وعند (الكتمة) وبالفعل استعان بهم من أجل أن يوافقوه الرأي بأن الانتخابات الرئاسية شابها كثير من التزوير، ولكن أولئك القضاة الشرفاء، رفضوا الوقوف مع الباطل، وعملوا على مايرضي ضمائرهم، ووقفوا بجانب الحق، هذه الواقعة، لم ترض السيد ترامب، فخرج على الملأ من مناصريه، ليعلن لهم أن القضاة الذين تم تعيينهم بموافقته ورضاه، قد خذلوه، ولكن ليت السيد ترامب يعلم أن هؤلاء القضاة نصروا الحق، وخذلوا الباطل، ولو كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ذاته!، ونحمد الله أن القضاء السوداني، وبعد ثورة ديسمبر المباركة، استطاع أن يسترد كثير من أراضيه المستلبة، ماعدا بعض الحبوب الصغيرة، التي نطالب لجنة إزالة التمكين وتفكيك النظام البائد، العمل على تصفية تلك الجيوب، بالمناسبة لجنة إزالة التمكين وتفكيك النظام البائد، وجدت القبول الضخم والمتابعة الكبيرة من غالبية الشعب السوداني، ولا تبالغ اذا قلنا إن شعبيتهم تنافس شعبية أي شخصية عالمية مشهورة.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..