مقالات سياسية

وزارة المالية من (قلم الكوبيا) إلى البرمجيات

 أسامة ضي النعيم محمد

قلم الكوبيا هو قلم يكتب باللون الازرق النيلي ويشبه قلم الرصاص ولا يكتب  الا اذا رطب بالبصاق عبر غمس رأسه بطرف الفم من بين شفتين مضمومتين . ذكراه عادت عندي وأنا استمع الي حديث معالي الدكتورة هبة محمد علي- حفظها الله- وزير المالية المكلف وحماسها الشديد مبشرة برفع العقوبات وعودة السودان الي النظام المالي ، تذكرت أننا في العمل المالي تقطعت بنا السبل وحبستنا الانقاذ تحت (جزمتها) لثلاثين عاما ظللنا نواصل الكتابة بقلم الكوبيا في سجلاتنا المالية والعالم حولنا يتعامل عبر(السويفت) وتتصارع شركات مايكروسوفت وغيرها في تسويق أنظمة أوراكل وأخري  تنافسها حول العالم.

تأثير العقوبات الامريكية علي الاداء المالي في السودان لا يمكن تصور حجم الدمار فيه ، انتقل العالم الي برامج تنقل عمل موظف البنك الي المحاسب  المختص في الشركة أو الجهة الحكومية ويقوم ذلك المحاسب عبر تطبيقات برمجيه معينه بعمل حوالة بنكية الي مستفيد مباشرة في المانيا أو اليابان سدادا لاقيام فواتير وبضائع اكتملت اجراءاتها ، ذات العملية تتطلب في السودان تقديم طلب ورقي الي بنك السودان للمصادقة علي تحويل عملة أجنبية ثم اجراءات داخلية مطولة الي أن يقوم البنك التجاري بتحويل العملة الحرة الي المستفيد في الخارج، هذا مثال بسيط للمحطة التي تفصلنا عن العمل المالي  في تطبيقاته الحديثه حول عالم اليوم. المستثمر الاجنبي أو فلنقل شركة جنرال الكتريك لا تتصور الاجراء المطلوب منها مقابل تحويل مالي من السودان.

أعان الله الدكتورة هبه في سعيها لتحسين بيئة العمل المالي وجذب الاستثمارات  في وحدات وزارة المالية ، اجراء طلب رخص استيراد من مصلحة الجمارك يحتاج الي جهاد يقوده طالب الرخصة ، ينام عند حوش المصلحة ليتمكن من (المدافرة ) عند الخامسة صباحا للحصول علي رقم معاملة حيث العدد الاقصي هو مائة شخص ثم بعد السابعة صباحا يزحف أيضا في صف طويل يسير الهويني  مع غياب تام للتباعد الاجتماعي  ، في  بلاد أخري تتم عملية اصدار رقم المعاملة الكترونيا عبر النظام ومراجعة الشخص بنفسه في أضيق نطاق ثم تصدر الرخصة. الدفع الالكتروني تعترضه عقبات بشرية تتمثل أكبرها في ضعف المام الكادر البشري بحسن التعامل مع التكنولوجيا الحديثه لضعف التدريب  ، حالة جهل فرضتها سياسة التمكين حيث يعلو الولاء علي تجويد العمل والسعي لرفع مهارات الموظف في تطبيقات وبرامج الحاسب الالي.

قلم الكوبيا وحالة التخلف في عمل جهاز الخدمة المدنية  لاتقف عند العمل المالي ، هي حالة مرضية تقعد بالعمل العام . حالة كساح مثل جائحة ضربت الخدمة العامة في السودان ، تغيير بيئة العمل في جهاز الخدمة المدنية تحتاج الي قرارات شجاعة ، بنك السودان يحتاج الي هزة شديدة وتعيين مدير أمريكي أو أوربي بالإعارة من أحد البنوك العالمية في السني بلندن أوجس مانهاتن والهدف اعادة العالمية لطرائق العمل التي أزالتها الانقاذ عندما كان البشير هو المحرك الفعلي لبنك السودان وأحوانه لهم الحظوة والكلمة العليا في توزيع العملات الحرة.

استقطاب شركات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح للعمل بالسودان يساهم في استدامة امدادات التيار الكهربائي لضمان عمل برامج الحاسب الالي ، (السستم داون)  صارت عبارة تعطيل دولاب العمل في السودان ولا بد من أن تختفي حتي لا يهرب المستثمر ونعود الي مرحلة (السودان داون) وبكسب الخدمة المدنية لا بفعل أمريكا وعقوباتها  هذه المرة ، والعياذ بالله.

وتقبلوا أطيب تحياتي

أسامة ضي النعيم محمد

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..