السكات والموية الباردةف

كنت على موعد مع السيد ضيو مطوك، وزير الدولة بمفوضية السلام، ذات نهار قائظ من أيام منتصف العقد الماضي لإجراء حوار مطول اتفقنا عليه مسبقا، وكان الرجل في ذلك الوقت عضو قيادي بالمؤتمر الوطني، ونشط في الوفود التفاوضية مع الحركة الشعبية. جلست للرجل في الوقت الذي دخل عليه أحد الزملاء الصحفيين واستأذنني في خمسة دقائق يجب فيها على سؤال سريع قبل أن نعود للحوار.
سأل الصحفي السيد مطوك عن مفاوضات أبوجا التي كانت تجري بين الحكومة وحركات دارفور وعن موقف الحكومة التفاوضي. اعتذر ضيو للزميل الصحفي لأنه غير مختص بملف دارفور وليس لصيق ومتابع له. اندهش الصحفي وساله: ألست وزيرا في الحكومة وعضوا قياديا بالمؤتمر الوطني؟، أجاب الرجل الهادئ: نعم، ولكني لست مختصا بملف دارفور ولا أفهم فيه كثيرا لدرجة اعطاء تصريحات. المهم استمر الجدل والصحفي يحاول أن يقنع ضيو مطوك ليقول أي كلام في الموضوع ليتمم تكليفه بالحصول على تصريح عن موقف الحكومة التفاوضي. أعجبني موقف الوزير المنطقي والمفهوم، لكنني لم أتدخل في الحوار حتى لا أسبب حرجا للزميل الصحفي، الذي كنت أعلم أنه تعود على المسؤولين الذين يتحدثون عن كل شئ وفي كل شئ، وبلا أدنى تردد أو حرج.
أهدي موقف السيد ضيو مطوك، الذي لا أعلم أي منصب يحتله في حكومة الجنوب الآن، لكنه يستحق أن يكون في موقع متقدم، إلى مسؤوليننا الكبار، الذي يفتون في كل شئ، ولا يعرفون أين تبتدئ مهامهم وأين تنتهي. المشكلة ليست في مجانية التصريحات، ولكن في آثارها وانعكاساتها على الناس. ويمكن أن نأخذ مثالا بموضوع إشاعة مقتل عبد العزيز الحلو، الذي أفتى فيها البعض وقدم تفاصيل من نسج الخيال، ثم انقلب الأمر وقدمت الجهات الرسمية معلوماتها التي نسفت كل ذلك. قس على ذلك أيضا التصريحات التي أعقبت قصف وتدمير مصنع اليرموك، وما حملته من معلومات متناقضة، ثم المعلومات الاخيرة حول أبوكرشولة وما يحدث فيها.
كل من تحدثوا في هذه الأحداث وأدلوا بمعلومات تبين خطأها، ليس لهم صفة أو علاقة بهذه القضايا، ولا تتداخل أو تتماس مع اختصاصاتهم ووظائفهم، لكن لعلها “الشلاقة”. ونتيجة لعدم الاختصاص، وعدم دقة ومنطقية المعلومات التي قدموها، فإن هؤلاء الاشخاص ستصحبهم صفة الادلاء بمعلومات غير صحيحة لفترة طويلة، وسيؤدي هذا لإفقادهم المصداقية. لن يصدق الناس بعد هذا، كل ما يقولونه، حتى لو كان صحيحا، ولنا عبرة في قصة “محمود والنمر” التي درسناها في مدارس زمان.
لن نقترح على كبار المسؤولين العودة لقراءة كتب المطالعة القديمة المليئة بالحكم والمواعظ والدروس المستفادة، من “محمود والنمر”، إلى “أندرو والاسد” مرورا بـ”الغراب النبيه”، لكننا نقترح عليهم ان يساعدونا بالصمت و”الموية الباردة” كما تقول النكتة القديمة. وأصل الحكاية أن رجل شرب في نهار صيف غائظ، بالخطأ، من قارورة مملوءة بالجازولين، فالتهبت أحشاؤه ورقد يتقلب على الأرض وهو يصرخ، والتف الناس يفتون، من يقترح تدليك معدته، أو اعطاءه لبنا ساخنا، أو إرقاده على بطنه والضغط على ظهره، والرجل يتقلب ويصرخ، وفجأة هب فيهم صائحا “ساعدونا بالسكات والموية الباردة؟….ولعلهم يفعلون.
العزيز فيصل وانت من موقعك المتقدم فى صفوف الساعين لسودن واحد “ما قد كان و ما سيكون” سودان يحتاج لاصحاب رأى و روية و رؤيا ولا نريد ان يكون سودان المطايبات الصحفية و من جهتى اعتقد ان كل ما تواجهه الصحافة و “العاملين عليها” من تحقير هو بفعل ايديهم و لا اقول اقلامهم او عقولهم فايديهم تتحرك بالاقلام بالريموت كنترول لتنسخ ما يريده أى وزير او خفير فى النظام الحاكم . و لهذا لن تجد من بين قادة العمل الصحفى من هو قدر المسئولية الوطنية فى هذه الحقب من الزمن الانقاذى . وإلا قل لى كيف اختار صحفيك المذكور المسئول الخاطى غير المسئول عن ذلك الملف إذا كان فعلا صحفيا مؤهلا يحترم مهنته و يعرف حدودها و اخلاقها و شرفها .و قس على ذلك العماء و اطرحه على رئيسه الذى كلّفه بذلك التكليف دون ان يوجهه للمسؤول الصحيح . و اظن انه كان عليك ان تكشف اسمه ذلك الصحفى “المتعود” حتى لا يصبح نموذجا لصغار الصحفيين و يكون درسا له ولمن ارسلوه . وهذا على ما اعتقد واجب المرحلة التى لا تحتمل المجاملات , اننى على يقين ان مثل هذا الصحفى و من ارسله لن يكون ذا نفع و لن يكون نصيرا لإحقاق الحق او الوقوف مع طالبيه و ان لم اقول بانه عدوا له . و بمناسبة كتب المطالعة القديمة فقد قال فيها نظام الانقاذ ما قال و فعل فيها وزير التربية سبدرات ما فعل حين كان يتلمس طريقه لدهاليز الانقاذ غير المرئية له ليتمكّن . قال طه القرشى المريض هو الرسول الكريم و هو و من “عمله”وزيرا يعرفون طه القرشى شهيد اكتوبر من النيل الابيض و يعرفون ان بخت الرضا التى وضعت المناهج فى النيل الابيض و ان قرى ومدن الجزيرة كلها تعج باسم طه والقرشى بل ان هنالك مدينةاسمها القرشى , قالوا ايضا ان محمود الكذاب انه اسم اسلامى والمقصود هو ان المسلمين كذّابون و حتى حليمة بائعة اللبن جعلوها من الصحابيات ، و بدلا عن حذف الاسماء و الابقاء على المغزى و الهدف التربوى و التعليمى هدموا كل ذلك الاثر الجميل و هم قد تعلموا به و لم يخرجوا عن دين الاسلام و لكنهم خرجوا عن طبائع السودانيين وروح العصر و ميزة العقل و التعقل .و عليه ارجو ان تسحب اقتراحك الموارب لكبار المسئولين بقراءة تلك الكتب فهم اصلا لا يقرأون سوى التقارير التى تروقهم
الاستاذ فيصل محمد صالح – تحية طيبة وبعد
هولاء العلوج اتوا الي الحكم بكذبة واستمروا في الكذب الي يومنا هذا وتنوع الكذب بتنوع المواقف مثلا بالكذب بماكينة لحام وبالكذب بطافية الانوار وكذب الطفل المعجزة بتاع الاستثماروكذب النعجة بتاع دخل الفرد 1800دولار ياخي ديل فقعوا مرارتنا وانشاءالله يخلصنا منهم الحلو قريباً، بعد ما دفنوه في واو يجي يدفنهم كلهم مرة واحدة يريحنا من كذبهم ونفاقهم الي الابد
ينصر دينك استاذ فيصل..ياليت هؤلاء القوم يمارسون فضيلة الصمت فقد تكون الوحيده التي تجمعهم والاسلام وقد تكون الوحيده التي قد تكتب في ميزان حسناتهم المختل..
يا أستاذ فيصل سكتوا أو شربوا الموضوع انتهى و سوف نأخذ حقنا وإياكم عفا الله عما سلف
وما رايك اخي فيصل في اهازيج ( امريكا دنا عذابها) التي نقلت الرئيس اخيرا الي المحكمة الجنائية وتصريحات كثر غيرها علي لسان نافع وكمال عبيد واحمد هارون وغيرهم بقيادة البشير التي مزقت النسيج الداخلي ودمرت علاقاتنا مع العالم الخارجي لسنوات قادمات والله المستعان.
كثرة الوسائط و تعددها فى عالم اليوم جعلت من المعلومة شيئا متاحا للجميع .. ترتب على هذا الآمر ان اصبحت الصحافة مهنة صعبة لا يقنع فيها سوى المتميزون فقط .. قلم الآخ فيصل يجبرك على قراءة ما يكتب وهو من القلائل الآن ممن يستحقون شرف الكتابة فى الشأن السودانى … السودان كدولة وكيان مهدد بالتشرزم والآنقسامات و من ثم التلاشىء .. الصحافة لعبت دورا اساسيا فى الوصول لهذا الوضع .. عراب الشمولية مختار الآصم و مجموعة اضرب وأهرب من الآنتهازيين امثال البلال و حاشيته والهندى ورهطه والخال وقطيعه الذين كرسوا اقلامهم و صحفهم لتمكين فئة ضالة مفسدة تتاجر بالدين وغرسوا العنصرية والجهوية والقبلية لتنبت الكراهية والآستعلائيةفى ربوع الوطن وتحيله الى كيانات تقاتل بعضها بل واصبحت كلمة ابادة و تطهير عرقى من الآلفاظ المعروفة والمتداولة فى المجتمع السودانى .. الصحافة كسلطة رابعة وحقيقية مناط بها ان تكون رقيبة على كل يد تحاول ان تعبث بالوطن ولكن وللاسف الصحافة الآن يقف على رأسها من دخل اليها من اجل الثراء فقط!!!