مبارك الكوده لمنتقدي مراجعاته: عقلي إمامي قبل الأئمة الأربعة

للذين يُخْضِعُون ما أكتبُ من مراجعات فكرية للموروث من كتب تاريخية ويقولون أن مثلي لا يحق له أن يراجع نفسه بحجة أنني لم أرْتَقْ في علمي لفلان أو علان ولم أنِل من العلم ما يؤهلني للمراجعات، وعَلَيّ أن أكون تابعاً لزيد أو عبيد من الفقهاء الأوائل، أقول لهولاء إنّ العِلم الذي تَدّعُونه ليس هو العِلم الذي يُعْرَف به الله، ولم يكن الرسول (ص) بقارئٍ، ونشأ في بيئة تفتقر للحد الأدني من مظاهر التطور والرُقي، الّا أنه عَرِفَ ربه بعقله وبقلبه قبل أن يوحي اليه، بالاضافة الي أني لا أجد فرقاً بيني وبين من درس الفقه وعلوم الحديث في أي جامعة إسلامية، فهذه علوم إنسانية متاحة للجميع.
كما أن مراجعاتي ليست نتيجة لقراءة في كتب السَلف، ولا بحثاً أكاديمياً يَعْتَمِدُ علي مناهج البحث العلمي، إنما هي (حالة) خاصة جداً ب (إنسان) سَوَّاه ربه في أحسن تقويم، ونفخ فيه من روحه، وسجدت له الملائكة، ومَيَّزه علي سائر المخلوقات بعقلٍ يؤهله أن يكون خليفة في الأرض ومن ثم يمَيِّز الخبيث من الطيب، فأنا وبهذه الكيفية من التقييم والتقويم الرباني لا أحتقر نفسي، ولا أقلل من شأنها، بعد أن كرمها الله بهذا القدر.
بهذا (الوجود) وجدت نفسي إنساناً مُقَيّماً ومكلفاً بالخِلافَة في الارض، وسآتيه يوم القيامة فرداً كما خلقني أول مرة، وبعَدْله المطلق لن يسألني يومئذٍ عن ابن كثير ولا ابن تيمية أو الطبري وغيرهم من الناس، مع تقديري لهم أجمعين، فيومئذٍ يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، لكل إمرءٍ منهم يومئذٍ شأن يغنيه. ولذلك، لن أُجَرّدَ نفسي من هذه القيمة الانسانية الربانية العظيمة بمقولات الرجال واجتهاداتهم، ولن أجعل من نفسي دميةً في إيدي مَنْ هم مثلي مِن الناس، لسيتغلني باسم الدين من نَصّبَ نفسه وصياً علي الآخرين، وسأتدرج لمعرفة الله بفطرتي المسلمة التي فطرني الله عليها، وبالتجربة الإنسانية الممتدة في الزمان والمكان، وبهدي محمد (ص) الذي بُعِث بشيراً ونذيراً يأمرنا بالمعروف الذي تعارفنا عليه، وينهانا عن المنكر الذي تناكرناه، ويحل لنا الطيبات ويحرم علينا الخبائث ويضع عنا اصرنا والأغلال التي كانت علينا، ويرفع عنا الحرج في الدين (وما جعل عليكم في الدين من حرج) فإن شئت آمنت به رباً، وإن شئت كفرت به رغم أنف مَن نصب نفسه شريكاً لله (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).
وجدت نفسي بعد المراجعة حراً في عالمٍ تحكمه سُنَن وقوانين ربانية ويتنافس فيه الإنسان مع أخيه الإنسان في أرض الله الواسعة دون محاباة، فالخلق كلهم عياله (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) والصالحون هم الذين لا يفسدون في الأرض وهم المؤهلون للخلافة وعمارة الأرض ولو كانوا من الكافرين فسُنَن الله لا تجامل أحداً وتنتصر للحق أينما كان ومن أي وعاء خرج.
وجدت نفسي بعد المراجعة حراً بلا وصايا من متنطع أو متفيقه أو متشدد، وإذا صَغُرت نفسي وزَنيت فأنا مُسْلِم، وإن ضَعُفت نفسي كذلك وشربتُ خمراً أو سرقت مالاً فأنا مُسْلِم، رغم أنف الصحابي الجليل أبو ذَر الغفّاري، فلا تُضيقوا واسعا ولا تجعلوا من أنفسكم أنداداً لله في حكمه.
ومن أدب الدعوة أن خطابها عام (ما بال اقوام يفعلون كذا وكذا) كما للنصيحة أدب خاص فهي كالنفقة لا تَعْلَم يدك اليُسْرى ما تصدقت به اليُمْنى، فالنصائح التي توزع يُمْنةً ويُسْرى وتُقَدَّم أمام كل الناس ليست بنصيحة إنما استعراض رخيص من الناصح وتزكية للنفس لا علاقة لها بالدِّين.
مراجعاتي ليست بدعاً من المراجعات التي سبقتني بل وربما هَدَتْني السابقات للتي هي أحسن، فأنا أحترم جداً فكر الشيخ راشد الغنوشي وحزبه الذي فصل السياسية عن الدين بفكرٍ جعل من المجتمع حاضنة لدين الله، ومن الدوله والسياسة وفنونها خادمة للمواطن المسلم وغير المسلم في معاشه وأمنه وخدماته، وتقف الدولة ومؤسساتها وهي تَطّلِعُ بهذا الدور وبهذه المسئولية الأخلاقية على مسافة واحدة من كل الناس بلا تمييزٍ في الدين، وأن أردت أن تكون ناصحاً أميناً فعليك بالحكمة ومنهج الرسل فقد قال الله سبحانه وتعالي لموسي وهارون (اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ) فعلينا إن شئنا أن نلتزم منهج (ليناً).
ونسأله التوفيق والسداد.
مبارك الكوده
أمدرمان الثورة الحارة (20)
31 يوليو 2018

تعليق واحد

  1. سبقك الترابي يا هذا في مثل هذه الديماجوجيات ولم يصنع الا الماسي التي نحن فيها اعادة الاسلام السياسي بصورة جديدة بضاعة قديمة لن تجد اذنا صاغية .

  2. الاستاذ / الكودة– السلام عليكم ورحمة الله وبركاته– أحترم مراجعاتكم ومن خلالها خرجت من عباءة الحوار لشيخ ما الي رحاب العقل الانساني الذي كرمه الله كما تفضلت بالقول وهذا ما ظللنا نقوله نحن من خارج ( حظيرةالاخوان) حيث نعيش الاسلام كما جاء في القران والسنة ولا نتخذ ( فكي ) أو ( شيخ) ليعطينا الاشارة لاطلاق النبال وصيد المناصب لتمكين الشيخ و من ثم يمكننا في رقاب العباد ويجنب المال العام ليغتني ( المريديين) من صفوة ( الاخوان)— لكم التحية وعلي الدرب الصحيح نشد علي اياديكم

  3. مع احترامي لمراجعة الاستاذ مبارك الكودة الشخصية و لكن طالما انه نشرها فعلينا التعليق على ما نراه غلطا .
    يبدو ان الكودة من اتباع نظرية العلم دون تعلم و هي نظرية خاطئة و سببت الكثير من القواصم , قال الكودة في هذا المقال : (لم يكن الرسول (ص) بقارئٍ، ونشأ في بيئة تفتقر للحد الأدني من مظاهر التطور والرُقي، الّا أنه عَرِفَ ربه بعقله وبقلبه قبل أن يوحي اليه، )
    طبعا نبينا محمد صلى الله عليه و سلم خير البشر و بالتالي لا يمكن المقارنة , هذا من جهة و من جهة أخرى فإن معرفة العبد ربه دون علم لا تمكنه من عبادة الله سبحانه و تعالى كما يحب ربنا و بسبب ذلك انزل الله الوحي و أرسل الرسل , فلو كانت المعرفة الذاتية و الشعور النفسي بالخالق كافيا لما ارسلت الرسل , قال الله سبحانه و تعالى مخاطبا نبينا الكريم : “وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ ۚ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عظيما” وقال تعالى : “و وجدك ضالا فهدى ” .
    و ورد في الحديث : “إنما العلم بالتعلم ” بل من المعروف من قول العلماء : لا تأخذ القرآن من مُصْحَفِيٍّ ولا العلم من صُحُفِيٍّ و يحكى عن أحدهم حيث لم يأخذ القرءان من الحفظة و انما اعتمد على قراءته من المصحف أنه قرأ قوله تعالى ” فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ” بالجيم محل الحاء من كلمة رحل فأصبحت رجل اخيه بدلا من ( رحل أخيه )

  4. مع إحترامي الأكيد بمراجعاتك وأطروحاتك وإحترام حريتك في التفكير والبحث والإجتهاد للمعرفة وغيرها , هذا الأمر يخصك وهي أمورك الدينية ولكن : متي تعتذر عن الدمار الذي شاركت فيه !! متي تعتذر عن تغييب وعي العامة (بدغمساتكم ) وخلطكم الدين بتميكن السياسة والجلوس علي أجساد السودانيين أين هذه الأخلاق وأنت تتحدث عن (الفطرة السليمة ) كنتم أوصياء علي (أبي وأمي ) إذ خرجا من المنزل يحملا وثيقة زواجهم وهم في عمر السبعين . أستاذ الكودة إذ كنت حراً بلا وصايا بعد مراجعتك عليك بالإعتذار لعامة الشعب السوداني وفقط .

  5. نعم من حقك أن تكتب ما تشاء من مراجعات ما دمت ترى إنك تملك الأدوات اللازمة ولكن هناك قولان لك لا يدعوان للطمأنينة:
    إعجابك بـ محمود محمد طه مع انحرافه الواضح عن المنهج القويم
    احترامك الشديد،كما تقول، لفكر الشيخ راشد الغنوشي وحزبه الذي فصل السياسة عن الدين. أنت هنا تلتقي مع ما يدعو إليه العلمانيون الذين يريدون أن يبقى الدين فقط بين العبد وخالقه وفصله عن السياسة وهذا منهج خاطئ لا يجوز لمسلم أن يتبناه.

  6. فصل الدين عن اي جانب من جوانب الحياة الجادة الشريفة أمر خطير و ربما قاد الى الخروج عن الاسلام و بالتالي لايمكن ان نأخذ بتجربة الغنوشي او غيره فالحق لا يقاس بالرجال و الرجال يقاسون باتباعهم الحق .

    واذا كان الكودة يدعو الى التحرر من تبعية الفقهاء , فعلام يتبع هو شخصا ءاخر ؟
    اما بالنسبة لتجربة الغنوشي فعلى أساس انه فعل ذلك مضطرا اي بسبب عدم القدرة على القيام بغير ذلك فإنه يبدو أن التجربة قد فشلت , حيث لا يرى اليوم أثر لحزبه او حركته.

    أمر ءاخر فلقد قال الله تعالى : ” أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ”
    لاحظ مخاطبته سبحانه و تعالى لنبيه الكريم :” فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ” غالاقتداء بأهل العلم واجب و ذلك لا يعني التبعية لأن الاقتداء يكون في الهدى بينما التبعية تكون في التقليد الاعمى و التعصب المقيت.

  7. برأيي أن ما يقوله دكتور الكودة هو عين الصواب. إن نحن لم نتحرر من تقديس الموروث الديني الذي كتبه السابقون، فسيعود الاسلام غريبا” كما بدا.
    هؤلاء قوم اجتهدوا لزمانهم، وكتبوا وشرحوا حسب عقولهم المحدودة بذلك الزمان.
    إنسان اليوم المجتهد، أكثر علما” ونضجا” وأوسع أفقا” من الطبري والبخاري ومسلم وابن كثير والبغوي وغيرهم، هؤلاء كان الواحد منهم يركب بغلته ويجوب المدائن ويتشافه مع معلمه ويكتب بالريشة على الرقاع، الآن يمكن للمرء ان يكون مستلقيا” على ظهرة حاملا” جهازا” صغيرا” يقرأ منه ما قال افلاطون والتبريزي والمقريزي وابن سينا والرازي وابو العلاء وابو الأعلى وابن رشد وخلافهم، وينتسخ من انتاجهم ما يشاء ويحفظه في اداة لا تزيد عن حجم الابهام.
    مثل هذا الانسان يمكنه ان يتفوق على جميع من ذكرنا وأن يتثاقف مع الإغريقي والهندي والفارسي والاوربي بكل يسر مما يمكنه من توسيع مداركه بصورة اكبر كثيرا” مما كان متاحا” للسلف.
    في تلكم الكتب ما يجعل انسان اليوم يسخر منه، وينفر عقله الراشد من قبوله، هل منكم من يستطيع اقناعي بأن الامانة التي عرضها الله على السموات والأرض والجبال هي الصوم والحج والغسل من الجنابة، وذلك قول كبار المفسربن، ابن عباس وابن عمر والضحاك ومجاهد وقتادة، هل يمكن ان يكون ابن عباس (حبر الأمة وترجمان القرآن) ساذجا” ليقول مثل هذا الكلام السخيف، هل يتوقع أن يعاشر جبلا” (جبلة”) وتخرج منه الجنابة ثم عليه الاغتسال منها على سبيل المثال، أو أن تحرم السموات و تأتي الى مكة لتطوف حول البيت وتقبل الحجر الأسود، هل من منكم يقنعني بحديث الجساسة الوارد في الصحاح؟ هل منكم من يقتنع برجم القرود للقرد الذي زني قردة”؟ كيف يمكنني كداعية اسلامي ان أقول هذا الكلام الغث لياباني أو صيني أو سويدي أو فلبيتي اريد ان ادخله الاسلام؟
    هذه التفاسير وهذه القصص الغريبة لا يمكن ان تصدر من عقل سليم ناهيك عن صدورها من اناس لهم ما لهم من العلم والتقوى، ولذلك يصبح أغلبها في حكم المنحول الذي يجب نبذه وراء ظهورنا.
    محصلة الكلام أننا اذا لم نتحرر من هذه القيود فلن نخدم الاسلام، ونقول لدكتور الكودة أن مذهبك هو عين الصواب ، وأن التفكير الديني ليس مقصورا” على من درس العلوم الدينية في الجامعة، فامض في طريقك ولا تلفت للمخذلين والمنغلقين ،، سدد الله خطاك وثبتك على مواقفك.
    01/أغسطس/2018

  8. مما قمنا لم نرى واحد عنده عقل إلا فئة قليلة جدا ولم يسمح لها بتطبيق ما تملكه من عقل وزيرالمالية عبدالوهاب رحمة الله عليه والشريف حسين الهندي رحمة الله عليه

    وحتى الآن السودان خالي من عقول والحاكمين بلا عقول حتى الآن عقولهم = صفر

    بالدليل من يحصل الآن في السودان من انهيار ووفساد مقنن حسبنا الله في كل من حكم السودان إلى يوم القيامة .

    البلد كان فيها ناس لها عقول لما آلت للسقوط كما يحدث الآن .

  9. متى تعتذر يا مبارك الكوده عن افقارك للمعاشين من الخدمه المدينه من معلمين وغيرهم بسبب التجربه الفاشله للاسواق الشعبيه التى عملتها بكل من الحصحيصا وسنار والقضارف الذين تحولوا الى فقراء بسبب الاكشاد والدكاكين التى اصابها البوار والتى تم بيعها لهم بمبالغ خرافيه وهي تعتبر احدى ماسي الانقاذ المؤلمه التى يجب الوقوف عندها

  10. سبقك الترابي يا هذا في مثل هذه الديماجوجيات ولم يصنع الا الماسي التي نحن فيها اعادة الاسلام السياسي بصورة جديدة بضاعة قديمة لن تجد اذنا صاغية .

  11. الاستاذ / الكودة– السلام عليكم ورحمة الله وبركاته– أحترم مراجعاتكم ومن خلالها خرجت من عباءة الحوار لشيخ ما الي رحاب العقل الانساني الذي كرمه الله كما تفضلت بالقول وهذا ما ظللنا نقوله نحن من خارج ( حظيرةالاخوان) حيث نعيش الاسلام كما جاء في القران والسنة ولا نتخذ ( فكي ) أو ( شيخ) ليعطينا الاشارة لاطلاق النبال وصيد المناصب لتمكين الشيخ و من ثم يمكننا في رقاب العباد ويجنب المال العام ليغتني ( المريديين) من صفوة ( الاخوان)— لكم التحية وعلي الدرب الصحيح نشد علي اياديكم

  12. مع احترامي لمراجعة الاستاذ مبارك الكودة الشخصية و لكن طالما انه نشرها فعلينا التعليق على ما نراه غلطا .
    يبدو ان الكودة من اتباع نظرية العلم دون تعلم و هي نظرية خاطئة و سببت الكثير من القواصم , قال الكودة في هذا المقال : (لم يكن الرسول (ص) بقارئٍ، ونشأ في بيئة تفتقر للحد الأدني من مظاهر التطور والرُقي، الّا أنه عَرِفَ ربه بعقله وبقلبه قبل أن يوحي اليه، )
    طبعا نبينا محمد صلى الله عليه و سلم خير البشر و بالتالي لا يمكن المقارنة , هذا من جهة و من جهة أخرى فإن معرفة العبد ربه دون علم لا تمكنه من عبادة الله سبحانه و تعالى كما يحب ربنا و بسبب ذلك انزل الله الوحي و أرسل الرسل , فلو كانت المعرفة الذاتية و الشعور النفسي بالخالق كافيا لما ارسلت الرسل , قال الله سبحانه و تعالى مخاطبا نبينا الكريم : “وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ ۚ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عظيما” وقال تعالى : “و وجدك ضالا فهدى ” .
    و ورد في الحديث : “إنما العلم بالتعلم ” بل من المعروف من قول العلماء : لا تأخذ القرآن من مُصْحَفِيٍّ ولا العلم من صُحُفِيٍّ و يحكى عن أحدهم حيث لم يأخذ القرءان من الحفظة و انما اعتمد على قراءته من المصحف أنه قرأ قوله تعالى ” فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ” بالجيم محل الحاء من كلمة رحل فأصبحت رجل اخيه بدلا من ( رحل أخيه )

  13. مع إحترامي الأكيد بمراجعاتك وأطروحاتك وإحترام حريتك في التفكير والبحث والإجتهاد للمعرفة وغيرها , هذا الأمر يخصك وهي أمورك الدينية ولكن : متي تعتذر عن الدمار الذي شاركت فيه !! متي تعتذر عن تغييب وعي العامة (بدغمساتكم ) وخلطكم الدين بتميكن السياسة والجلوس علي أجساد السودانيين أين هذه الأخلاق وأنت تتحدث عن (الفطرة السليمة ) كنتم أوصياء علي (أبي وأمي ) إذ خرجا من المنزل يحملا وثيقة زواجهم وهم في عمر السبعين . أستاذ الكودة إذ كنت حراً بلا وصايا بعد مراجعتك عليك بالإعتذار لعامة الشعب السوداني وفقط .

  14. نعم من حقك أن تكتب ما تشاء من مراجعات ما دمت ترى إنك تملك الأدوات اللازمة ولكن هناك قولان لك لا يدعوان للطمأنينة:
    إعجابك بـ محمود محمد طه مع انحرافه الواضح عن المنهج القويم
    احترامك الشديد،كما تقول، لفكر الشيخ راشد الغنوشي وحزبه الذي فصل السياسة عن الدين. أنت هنا تلتقي مع ما يدعو إليه العلمانيون الذين يريدون أن يبقى الدين فقط بين العبد وخالقه وفصله عن السياسة وهذا منهج خاطئ لا يجوز لمسلم أن يتبناه.

  15. فصل الدين عن اي جانب من جوانب الحياة الجادة الشريفة أمر خطير و ربما قاد الى الخروج عن الاسلام و بالتالي لايمكن ان نأخذ بتجربة الغنوشي او غيره فالحق لا يقاس بالرجال و الرجال يقاسون باتباعهم الحق .

    واذا كان الكودة يدعو الى التحرر من تبعية الفقهاء , فعلام يتبع هو شخصا ءاخر ؟
    اما بالنسبة لتجربة الغنوشي فعلى أساس انه فعل ذلك مضطرا اي بسبب عدم القدرة على القيام بغير ذلك فإنه يبدو أن التجربة قد فشلت , حيث لا يرى اليوم أثر لحزبه او حركته.

    أمر ءاخر فلقد قال الله تعالى : ” أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ”
    لاحظ مخاطبته سبحانه و تعالى لنبيه الكريم :” فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ” غالاقتداء بأهل العلم واجب و ذلك لا يعني التبعية لأن الاقتداء يكون في الهدى بينما التبعية تكون في التقليد الاعمى و التعصب المقيت.

  16. برأيي أن ما يقوله دكتور الكودة هو عين الصواب. إن نحن لم نتحرر من تقديس الموروث الديني الذي كتبه السابقون، فسيعود الاسلام غريبا” كما بدا.
    هؤلاء قوم اجتهدوا لزمانهم، وكتبوا وشرحوا حسب عقولهم المحدودة بذلك الزمان.
    إنسان اليوم المجتهد، أكثر علما” ونضجا” وأوسع أفقا” من الطبري والبخاري ومسلم وابن كثير والبغوي وغيرهم، هؤلاء كان الواحد منهم يركب بغلته ويجوب المدائن ويتشافه مع معلمه ويكتب بالريشة على الرقاع، الآن يمكن للمرء ان يكون مستلقيا” على ظهرة حاملا” جهازا” صغيرا” يقرأ منه ما قال افلاطون والتبريزي والمقريزي وابن سينا والرازي وابو العلاء وابو الأعلى وابن رشد وخلافهم، وينتسخ من انتاجهم ما يشاء ويحفظه في اداة لا تزيد عن حجم الابهام.
    مثل هذا الانسان يمكنه ان يتفوق على جميع من ذكرنا وأن يتثاقف مع الإغريقي والهندي والفارسي والاوربي بكل يسر مما يمكنه من توسيع مداركه بصورة اكبر كثيرا” مما كان متاحا” للسلف.
    في تلكم الكتب ما يجعل انسان اليوم يسخر منه، وينفر عقله الراشد من قبوله، هل منكم من يستطيع اقناعي بأن الامانة التي عرضها الله على السموات والأرض والجبال هي الصوم والحج والغسل من الجنابة، وذلك قول كبار المفسربن، ابن عباس وابن عمر والضحاك ومجاهد وقتادة، هل يمكن ان يكون ابن عباس (حبر الأمة وترجمان القرآن) ساذجا” ليقول مثل هذا الكلام السخيف، هل يتوقع أن يعاشر جبلا” (جبلة”) وتخرج منه الجنابة ثم عليه الاغتسال منها على سبيل المثال، أو أن تحرم السموات و تأتي الى مكة لتطوف حول البيت وتقبل الحجر الأسود، هل من منكم يقنعني بحديث الجساسة الوارد في الصحاح؟ هل منكم من يقتنع برجم القرود للقرد الذي زني قردة”؟ كيف يمكنني كداعية اسلامي ان أقول هذا الكلام الغث لياباني أو صيني أو سويدي أو فلبيتي اريد ان ادخله الاسلام؟
    هذه التفاسير وهذه القصص الغريبة لا يمكن ان تصدر من عقل سليم ناهيك عن صدورها من اناس لهم ما لهم من العلم والتقوى، ولذلك يصبح أغلبها في حكم المنحول الذي يجب نبذه وراء ظهورنا.
    محصلة الكلام أننا اذا لم نتحرر من هذه القيود فلن نخدم الاسلام، ونقول لدكتور الكودة أن مذهبك هو عين الصواب ، وأن التفكير الديني ليس مقصورا” على من درس العلوم الدينية في الجامعة، فامض في طريقك ولا تلفت للمخذلين والمنغلقين ،، سدد الله خطاك وثبتك على مواقفك.
    01/أغسطس/2018

  17. مما قمنا لم نرى واحد عنده عقل إلا فئة قليلة جدا ولم يسمح لها بتطبيق ما تملكه من عقل وزيرالمالية عبدالوهاب رحمة الله عليه والشريف حسين الهندي رحمة الله عليه

    وحتى الآن السودان خالي من عقول والحاكمين بلا عقول حتى الآن عقولهم = صفر

    بالدليل من يحصل الآن في السودان من انهيار ووفساد مقنن حسبنا الله في كل من حكم السودان إلى يوم القيامة .

    البلد كان فيها ناس لها عقول لما آلت للسقوط كما يحدث الآن .

  18. متى تعتذر يا مبارك الكوده عن افقارك للمعاشين من الخدمه المدينه من معلمين وغيرهم بسبب التجربه الفاشله للاسواق الشعبيه التى عملتها بكل من الحصحيصا وسنار والقضارف الذين تحولوا الى فقراء بسبب الاكشاد والدكاكين التى اصابها البوار والتى تم بيعها لهم بمبالغ خرافيه وهي تعتبر احدى ماسي الانقاذ المؤلمه التى يجب الوقوف عندها

  19. لم أجد جملة “عقلي إمامي قبل الأئمة الأربعة” الواردة في العنوان داخل موضوع الأستاذ الكودة…على العموم إن كان قد قالها فقد صدق!!

  20. احييك علي التحرر افضل ما يملكه الانسان هو عقله فان سلمه لفلان وعلان فالحيوان افضل منه

  21. الكودة زول سطحى حائر به الدليل ميزته الوحيدة على بقية الكيزان انه اختلف معهم فى توجههم والحقيقة انه يختلف مع جميع المسلمين وياريت يختصر ويعلن انه علمانى او جمهورى او اى شيئ ويبطل هذا الحشو والاسهاب الهراء الذى يسميه مراجعات

  22. اقترح بان تقام للشيخ الكودة تمثال بحجم تمثال الحرية بواشنطن وهو يرتدي العمة والجلابية والسروال الطويل ودموعة سايلة علي خده رافعا زراعة للاعلي ومن امامة ابريق وضوء فارغ من الماء . مكان وضع التمثال امدرمان امام المجلس الوطني

  23. ماهي الخطورة في أن يخرج الاسلام من حياتنا السياسية؟ بل بالعكس أنا أجد كل المكسب إذا خرج الاسلام من السياسة للمتدينين ولغيرهم..نحن لا نحتاج للاسلام ولا لاي دين لنبلغ التطور ..لماذا لا نسأل أنفسنا بصدق لمذا نهضت الصين ونهضت كوريا وسنغافورة وروسيا وهي مجموعة شعوب معظمها لا دين لديها ؟؟؟؟ بالعكس أنا ار إقحام الاسلام في السياسة يضر بالاثنين معاً

  24. لم أجد جملة “عقلي إمامي قبل الأئمة الأربعة” الواردة في العنوان داخل موضوع الأستاذ الكودة…على العموم إن كان قد قالها فقد صدق!!

  25. احييك علي التحرر افضل ما يملكه الانسان هو عقله فان سلمه لفلان وعلان فالحيوان افضل منه

  26. الكودة زول سطحى حائر به الدليل ميزته الوحيدة على بقية الكيزان انه اختلف معهم فى توجههم والحقيقة انه يختلف مع جميع المسلمين وياريت يختصر ويعلن انه علمانى او جمهورى او اى شيئ ويبطل هذا الحشو والاسهاب الهراء الذى يسميه مراجعات

  27. اقترح بان تقام للشيخ الكودة تمثال بحجم تمثال الحرية بواشنطن وهو يرتدي العمة والجلابية والسروال الطويل ودموعة سايلة علي خده رافعا زراعة للاعلي ومن امامة ابريق وضوء فارغ من الماء . مكان وضع التمثال امدرمان امام المجلس الوطني

  28. ماهي الخطورة في أن يخرج الاسلام من حياتنا السياسية؟ بل بالعكس أنا أجد كل المكسب إذا خرج الاسلام من السياسة للمتدينين ولغيرهم..نحن لا نحتاج للاسلام ولا لاي دين لنبلغ التطور ..لماذا لا نسأل أنفسنا بصدق لمذا نهضت الصين ونهضت كوريا وسنغافورة وروسيا وهي مجموعة شعوب معظمها لا دين لديها ؟؟؟؟ بالعكس أنا ار إقحام الاسلام في السياسة يضر بالاثنين معاً

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..