مقالات، وأعمدة، وآراء

السودان منتصب القامة يمشي ملكاً

(1)
وتتوالى الضربات المشبعات المتلاحقات على التحالف الكيزايني الذي لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع.. وتتوالى عليه ليالي الشتاء المحزنة والطويلة الساعات وتتناسل عليه ساعات الشقاء من كل حدب وصوب ويحق لهم وبعد هذا النجاح المنقطع النظير، الذي حققته الحكومة التنفيذية (قانون السلام العادل) ورفع اسم دولة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فيحق للكيزان والمكتوزنين نصب سرادق العزاء وإقامة المناحات وشق الجيوب ولطم الخدود ونثر الرماد على الروؤس فالمصيبة عظيمة والخسارة فادحة..
(2)
وفي مجالس عزائهم و مناحاتهم نراهم يتساءلون كيف استطاع هؤلاء الخونة والمأجورين وعملاء الدول الأجنبية، كيف استطاعوا وخلال عام ونصف من الحكم أن يحققوا مافشلنا في تحقيقه طوال سبعة وعشرين سنة؟ كيف استطاعوا تحقيق ذلك، برغم اننا بذلنا لامريكا كل مافي وسعنا وقد قدمنا لها من التنازلات مالم يقدمه أي نظام؟وقدمنا لامريكا ولكل روسائها من الانبطاحات والانبراشات ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر ببال أحد!!واستجبنا لكل شروطها، وعملنا بكل أوامرها واجتنبنا كل نواهيها، ولكن فشلنا فشلاً ذريعاً في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب!!
(3)
انها كرامات الثورة والثوار، ودعاء الصالحين من عامة الشعب السوداني، انها كرامات شعب رفض الظلم وثأر وأقسم أن يزيل من تاريخه النضالي والبطولي الذي لضخته هذه الفئة الباغية التي دنست ولوثت ذلك التاريخ ان يثور ليزيل ذلك الخزي والعار وتلك الاتهامات التي لا ناقة له فيها ولا جمل.
(4)
فاستمسك الشعب بالأمل والفال، وتشبث بالتفاؤل وعمل بنية خالصة على تحقيق أهدافه والوصول الى مراده.. وبفضل من الله أولاً، ثم جهود أبناء السودان بامريكا والدول الأوروبية ودول أخرى الذين سخروا كل جهودهم وإمكانياتهم وعلاقاتهم ليجعلوا رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب أمراً ممكناً بعد ان ارادت لنا تلك الطغمة البائدة أن نظل طوال العمر نعيش بين الحفر.
.(5)
وراح كل استهزائهم وسخريتهم وتحريضهم على حكومة الفترة الانتقالية هباءً منثورا.. واتهموها كيف انها بددت 335مليون دولار امريكي في(الفارغة)، بل ارتدوا لباس الناصح الامين، وافتوا أن تلك الدولارات كان (حقو والمفروض) ان تذهب الى كذا وكذا! وكأن قلبهم كان يتجه الى شطر الوطن، مع العلم انهم كانوا الرعاة الرسميين، للإرهاب واحتضنوا قياداته ومولوه.
(6)
وكان رفع اسم بلادنا من تلك القائمة السوداء، كان هو يوم الفصل، مابين حقبة شديدة الاظلام كالحة السواد، أدخلتنا فيها تلك الشرذمة من النبت السرطاني المسمى الكيزان ومن تبعهم ووالاهم، فخرجنا الى ضياء العالم الفسيح وعادت لنا سيرتنا العطرة وأصبحنا دولة ذات سيادة ودولة طبيعية، دولة لها شخصيتها الاعتبارية، واليوم السودان منتصب القامة يمشي ملكاً، برغم انف الكارهين لثورة ديسمبر المباركة.
الجريدة
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..