الدينمو المحرك للجالية السودانية في فيينا

صندوق المرأة في فيينا
سلمى ياسين
صندوق المرأة السودانية في فيينا من المنظمات الصغيرة المفتوحة لكل السودانيات واسرهم بكل أعراقهم وثقافاتهم وإنتماءاتهم. هذه الجمعية كانت ولا تزاال المتنفس لكل السودانيات وأسرهن، يتبادلن فيه أخبار مجتمعهن الصغير في النمسا وأخبار الوطن ويبرزن الثقافة السودانية الجميلة للسودانين ولغير السودانيين.
وكما يحكى لنا، فقد أتت فكرة صندوق المرأة من مجموعة صغيرة من النساء اللاتي لم يستسلمن لظروف الغربة وقسوتها فرأين أهمية أن يكون لهن رابط يجمعهن ويستطعن من خلاله أن يتواصلن.كان ذلك قبل أكثر من عشرين عاماً عندما كانت الجالية السودانية في فيينا تتألف من مجموعة قليلة من الأُسر لاتتجاوز أصابع اليد، وكانت أهداف الصندوق قليلة و بسيطة لكن بسسبب الهجرة المستمرة من السودان استمرت الجالية في ازدياد ومع هذه الزيادة كبر حجم الصندوق وازدادت أهدافه وتطورت أنشطته. فنجاح الصندوق يعزي أساسا إلى تفاني المسؤولات عن الصندوق وعملهن الشاق مع المساندة الدائمة التي يتلقينها من عضوات الصندوق.
صندوق المرأة لديه العديد من الأنشطة، فلم ينظم برنامج إلا ولصندوق المرأة يد فيه. وسوف اذكر بعض البرامج التي يقوم بها؛ وتشمل، على سبيل المثال وليس الحصر: تنظيم برامج للأطفال مثل القيام ببعض الرحلات إلى مختلف ملاعب الأطفال داخل فيينا خصوصا خلال الإجازة الصيفية، وتنظيم بعض المحاضرات الخاصة بالنساء التي يتبادلن فيها مختلف الآراء ووجهات النظر.
ومن أهم الأنشطة التي يقوم بها صندوق المرأة تنظيم إفطار جماعي سنوي في رمضان، تتسابق فيه النساء على تجهيز الموائد الرمضانية الشهية مثل التقلية، النعيمية والعصيدة. ولا أنسى المشروبات اللذيذة من كركدي إلى حلو مر، وغيرها من أطعمة ومشروبات تتميز بها مختلف مناطق السودان. وفي مثل هذا اليوم تتجلى روح التعاون والمحبة والألفة الأصيلة التي يتميز بها السودانيون.
وأضف إلى ذلك مشاركة صندوق المرأة السودانية في فيينا في البازار الدولي السنوي الذي تنظمه جمعية نساء الأمم المتحدة، وهو مهرجان سنوي تشارك فيه مختلف الجاليات العالمية المقيمة في فيينا بعرض ثقافاتها ومنتجاتها ويستخدم دخله لدعم مشاريع لمساعدة الأطفال في مختلف أنحاء العالم. ومن خلال هذا البرنامج تُبرز المنتجات السودانية لزوار البازار الذين كثيرا ما يبدون إعجابهم وانبهارهم بها.
وكذلك لصندوق المرأة له دور بارز في مساندة ومؤازرة عضواته في حالة حدوث أي من الظروف المأساوية مثل وفاة أحد أفراد الأسرة. فالدعم لا يكون ماديا فقط بل معنويا عندما تكون العضوة في أشد الحاجة لأي شخص يواسيها في مثل هذه الظروف الأليمة.
وما يميز صندوق المرأة ازدياد أنشطته وتنوعها يوم بعد يوم، فأي قادمة من أرض الوطن تستقبل ويُحتفي بها فبعد ذلك لا تتردد في أن تصبح عضوة في الصندوق. فهو الحضن الدافئ لها الذي يعوضها عن فقدانها لأهلها وأصدقائها ويعطيها فكرة بأن السودانيين لم تتغير طباعهم الجميلة اينما كانوا.
ومن التجارب التي تشهد للصندوق بتميزه تجربتي أنا شخصيا. فأنا كنت إحدى النساء اللاتي مكثن قرابة العشرة سنوات في فيينا، ومنذ الأسبوع الأول عُرفت بصندوق المرأة وذلك من خلال تنظيم شواء على نهر الدانوب فأنا عاجزة عن التعبير عن مدي فرحتي وكيف هذه الخطوة كان لها دور عظيم في تمكني من التعرف على جميع السودانيات في فترة قصيرة. وبنفس القدر عندما غادرت فيينا أقام صندوق المرأة برنامج وداع صغير تمكنت فيه من وداع معظم الأخوات كما هو ديدنهن في مثل هذه المناسبات.
المغزي من كل هذه الأنشطة هو ترسيخ العادات السودانية السمحة وغرسها في نفوس الأجيال التي لم تُتح لها الفرصة أن تنهل منها داخل المجتمع السوداني في وطننا الحبيب وكذلك تمكين أطفالنا من تعلم اللغة العربية التي لا يختلف اثنان على أهميتها من خلال اختلاطهم ببعضهم البعض.
وصندوق المرأة مثله مثل أي منظمة أخري لديه العديد من الأعضاء اللاتي لهن مختلف الأراء، لكن الشيء الوحيد الذي يمكنه من تخطي أي من العقبات التي تواجه هو احترام الآخرين وتقبل آرائهم.
أنا الأن بعيدة عن فيينا، وما أريد أن أقوله شكرا لصندوق المرأة في فيينا وأتمنى له النجاح التوفيق وأن يستمر في هذا الطريق وعلى هذا المنوال إلى أن يصبح من المنظمات التي يشار لها بالبنان في يوم من الأيام إن شاء الله، ويكون غدوة لغيره من الجاليات السودانية في الدول الأُخرى. وكذلك أن يهتم بتقديم بعض البرامج التي تساعد الأسر السودانية على الاندماج في المجتمع النمساوي.
ياصندوك فينا عايز عروس صندوك شركه