انبطاحة رئيس تحرير التيار .. ومعاودة صدور الصحيفة

انبطاحة رئيس تحرير التيار .. ومعاودة صدور الصحيفة

محمد أحمد وداعة الله
[email][email protected][/email]

1/ بعد أن كان حديث المدينة في الاسابيع الماضية هو موضوع الفساد في شركة الاقطان السودانية واعجاب القراء بتناول صحيفة التيار لهذا الموضوع ونشر الوثائق الخاصة به وكشف المتورطين فيه من القيادات الادارية في الشركة، قامت الصحيفة بنشر مقال البروفسير محمد زين العابدين الذين تناول فيه بالتعليق ما جاء في اللقاء التلفزيوني مع السيد رئيس الجمهورية قبل عدة اسابيع، وقامت على اثرها السلطات الامنية بمصادرة عدد الصحيفة الذي نشر فيه المقال وفي مرحلة لاحقة تعليق صدور الصحيفة لفترة غير محددة.
2/ بيد أن السيد/ رئيس تحرير التيار وبعد التصريحات النارية التي أدلى بها في أعقاب مصادرة عدد الصحيفة المذكور والتي أكد فيها بأنه لن يتوقف عن كشف اوكار الفساد أينما وجد، سرعان ما لحس تلك التصريحات ورفع الراية البيضاء في أعقاب تعليق صدور الصحفة وانبرش تماماً أما “هرشات” السلطات الامنية مقدماً اعتذاراته على نشر المقال ومعللاً بأنه تم من وراء ظهره وبدون علمه، بطريقة فيها الكثير من عدم المصداقية مع نفسه ومع التيم العامل معه في هيئة تحرير الصحيفة ضارباً بكل المثل والاخلاق الصحفية عرض الحائط.
3/ والأدهى من ذلك أنه لم يعتذر عن مبدأ نشر المقال في الصحيفة فحسب، بل انبرش أيضاً بالاعتذار عما تضمنه المقال بالرغم من أنه غير مسئول عن ذلك، الأمر الذي دفع كاتب المقال الى التصدى لذلك التصرف في مقال نشر في صحيفة اخرى مطالباً صحيفته بالاعتذار للشعب السوداني .. ومشيراً الى انه أمضى اسبوعين في المعتقل ولم يعتذرعن محتوى المقال لأحد، كما أنه جدد تأكيد قناعته بما جاء فيه أثناء التحقيق معه شاكراً كل الذين وقفوا الى جانبه ودافعوا عنه. الا أن رئيس تحرير التيار تنصل من مسئوليته من نشر المقال مدعياً أن المقال تم نشره بدون علمه – وهو بالطبع ادعاء مردود عليه وكذب فاضح ? بل ذهب الى أكثر من ذلك وتنكر لبعض الذين عملوا معه ممن كانوا نجوماً سطعت في سماء الصحيفة واعطتها بريقا ولمعاناً وجذبت اليها القراء، وذلك بالخضوع للضغوط الامنية وابعادهم من الصحيفة لكي يضمن لها معاودة الصدور مرة أخرى. هذا الى جانب أن صمت الصحيفة المطبق بعد معاودة صدورها عن التعرض لأي موضوع يتعلق بالفساد يؤكد أن ذلك كان أيضاً واحداً من الشروط التي وافق عليها لضمان استمرار الصحيفة.
4/ وقد أثبتت الايام أن نشر المستندات الخاصة بالفساد في شركة الاقطان والضجة التي صاحبته لم يكن الا محاولة من رئيس تحرير التيار لخلق هلولة وبطولة زائفة لنفسه بايهام الناس بأنه الصحفي الذي يعمل من اجل مصلحة الوطن وشعبه حيث اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن تلك الوثائق لم تكن لترى النور عبر التيار لو لم يكن هناك ضوء أخضر من السلطات الامنية .. ولعل ما ورد على لسان السيد رئيس الجمهورية في اللقاء التلفزيوني والذي أكد فيه أن الوثائق الخاصة بالفساد في شركة الاقطان والتي نشرتها التيار، عرضت عليه قبل أن تصل صحيفة التيار، يؤكد تماماً أن رئيس تحرير التيار لم يكن له أي دور في كشف تلك الوثائق ولا في الاجراءات القانونية التي اتخذت لاحقاً ضد المتهمين كما أدعى هو، انما كان كل شئ مخطط له بدقة من جهات أخرى ولم يمثل هو وصحيفته الا دور الكمبارس في السيناريو قبل الاخير بعلم تلك الجهات ومباركتها. وقد ثبت أن ضجة كشف المستندات الخاصة بالفساد شركة الاقطان تلك لم يكن المقصود منها كشف الفساد في تلك الشركة وغيرها بقدر ما كانت وسيلة لرفع العائد من مبيعات الصحيفة لمصلحة صاحب امتيازها وليس لمصلحة المواطن المغلوب على أمره.
محمد أحمد وداعة الله
الخرطوم

تعليق واحد

  1. عثمان مرغني الرأي فيه سابق كوز انتهازي يحاول تسويق نفسه في المستقبل تنصلاً من ماضيه القذر.
    اما ان يكون هنالك دور مرسوم له لأداءه لخدمات مدفوعه الاجر لصالح اجنه الكيزان المتصارعه وتجاوز بالخروج عن النص فهذه مشاكل عائليه لا تهمنا كثيراً ان عاد عثمان مرغني لبيت الطاعه.
    المعاناه التي يعيشها الشعب السوداني لم يغبش وعيه ويدرك جيداً من تخازل ومن سلم سلاحوا يوم كاتلنا كان مخمور والتحيه لابو عركي البخيت.
    ولا تعاطف ولا تسامح مع الاغبياء

  2. اكاد اجزم بان صحيفة تيار الانقاذقد دفنت نفسها بالحياة بعد فضيحة تنصل عثمان ميرغنى من علمه بنشر مقال البروف زين العابدين.. والذى ما درى بانه كان قلادة فخار فى عنق صحيفته.. الا انه كما يقولون مرمى الله ما بيترفع ..

  3. الاخ محمد احمد وداعة
    التحية والتقدير
    ليس مفروض على الصحفي ان يكون معارضا لنظام الحكم لكي ياتى بمقالات تشبع رغبات القارئ او بطولات تلاقي أشواقه !!
    الصحافة هى السلطة الرابعة لمن يحترمها ويقدرها ويعرف قيمتها !! ولو علم الحكام ان الصحافة هى العين التى يرون بها وهي المرشد والفنارات التي توجههم الى الحكم الرشيد !! لما كان حالها هذا الحال !! فيا اخي عثمان ميرغني لا حول ولا قوة له !! هو يريد ان يكون عين السلطة الرابعة !! ولكن ليس بيده حيلة !! فنامل ان نجد له العذر !! ونطلب من هم اولياء أمورنا وحكامنا تحرير هذه السلطة من كل القيود المفروضة عليها !! حتي تكون المعين لهم فى حكمهم وابراز سلبيات وايجابيات من يحكمون حتي يهتدوا الى الطريق الايجابى ونبذ السلبي !!
    فيا إخوتي الرجل يريد ان يتحدث حتى ولو كان إنقاذي حتي النخاع !! هذا لا يمنعه من ان يمثل السلطة الرابعة الحرة !!
    فلكم الحق فى التوبيخ والصفق على الوجه اذا توفرت الحرية ولم ياتى الرجل بالحقائق والنقد البناء واللاذع لينصلح حالنا !! فرفقا بالرجل !! حتى قناة الجزيرة لها خطوط حمراء لا تتجاوزها فما بالك بالرجل !! والتيار او غيرها !!

  4. للاسف بلادنا ما فيها زول صادق الا من رحم ربي, كل زول عند مركب نقص عاوز يتمه,عثمان مرغني كان عامل فيها بطال المسرحيه,الشي بدون خجلة تنبرش قدر ده والله كان عندي شك,وللعلم فساد الانقاذ اصبح كالشمس في وضح النهار,وكان ما حاربوا الفساد والمفسدين والله ربنا ما بنصرهم.وكل مرة تنفتح ليهم جبهةو وللاسف اهل الراي هم الفاسدين والمفسدين.والله يكون في العون.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..