إبن البادية.. ذكرى الفنان الثانية تغرق في الدموع

اليوم التالي – علي الطاهر
قبل قليل مرت الذكرى
الثانية للفنان الكبير (صلاح بن البا.دية)، لم تحظ المناسبة الحزينة المتدثرة بالسواد بشيء من الاهتمام يوازي الكم الكبير من عمل عظيم قدمه الفنان الذي ترك إرثاً فنياً ضخماً رفد به الوجدان السوداني وكذلك مكتبة الأغاني التي يوجد في طياتها أغنيات وجدت حظها من الشهرة الباذخة للراحل المقيم مثل (سال من شعرها الذهب – فات الأوان – زي القمر – صدفة غريبة – خاتمي – الأوصفوك – الليلة سار ياعشايا)..
الإرث الضخم من الأغاني الذي تركه صلاح الجيلي محمد أبو قرون الملقب ب(ابن البادية) هي جزء من مواهبه المتعددة، ومثلما كان يجيد الغناء الطروب كان له ملكة عظيمة في التمثيل حيث بدأ هذا النوع من الفن ممثلاً في مسرحية (من أجل التاج) مع الممثلة نعمات حماد، ثم مثل دور المحلق في مسرحية تاجوج الشهيرة حماد. أداؤه المسرحي المميز فتح له الباب فدخل إلى عالم السينما حيث قام بدور البطولة في فلم (رحلة عيون) الذي أثار ضجة كبيرة بحكم أن الفنان ينتمي إلى أسرة صوفية ذات الإرث الديني وهو ذات الأمر الذي أخر ظهوره في بواكير حياته الفنية..
لم تلفت مرور ذكرى إبن البادية أنظار الأجهزة الإعلامية ووسائط السوشيال ميديا، حيث تجاهلت الغالبية من القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية الحدث عدا قناة النيل الأزرق التي أفسحت سهرة كاملة كانت مؤثرة مليئة بالدموع والحزن..
وحول ذكرى رحيل الفنان الثانية الغارقة في الدموع قال حسن ابن البادية نجل الفنان الراحل، إن والده كان مثالاً للمبدع المتكامل من خلال ما قدمه من أعمال متفردة في التأليف الموسيقي وفن الأداء وكتابة الشعر، إلى جانب خوض تجارب درامية على مستوى السودان والوطن العربي..
وحول الذكرى الثانية نفسها كشف الموسيقار والعازف ( أسامة بيكلو) أن الفنان الراحل المقيم ابن البادية بمثابة والده لأنه كان يتعامل معهم من هذه الزاوية لذلك كان ارتباطه به وثيقاً، وقال إن أغنيات صلاح بن البادية تعكس إدهاشاً لامحدوداً لخياله الواسع في التأليف حيث استطاع أن يصور الكلمات من خلال الألحان ،وأضاف (بيكلو) في برنامج بقناة النيل الأزرق أن ابن البادية أول فنان يغني في مسرح قاعة الصداقة عند افتتاحها ،وأن آخر حفل له كان بقاعة الصداقة في توقيع الوثيقة الدستورية..
مرت المناسبة الثانية لرحيل ابن البادية دون أن تجد الالتفات اللائق بها، ولكن ينتظر عشاقه ومحبو فنه أن لا تمر الذكرى الثالثة تحت الظل وأن تكون محتشدة بأعماله ومسيرته الفنية الطويلة المليئة بالإبداع والعمل الإنساني الراقي..
ابن البادية وعبد القادر سالم وغيرهم من ارزقية الطرب السوداني ما عندهم مواقف وطنية يعتد بها كلهم يلبدون في عهود الديكتاتوريات.