مكنة قديمة

1
كثيرا ما لفت انتباهي اصرار بعض “شيوخ الاسلامين” القدامى التحرك وسط الناس بذات المكنة القديمة (مكنة بداية التسعينات ) حيث كان الخطاب وقت ذاك يحتشد بالعبارات الدينية وتبني اخراج الناس من عبادة الهوى الى عبادة رب العباد ، ثم يصر هؤلاء الشيوخ على وصف انفسهم بانهم قيادات (سياسية) في المؤتمر الوطني وهو امر مثير للتناقض بالطبع كما سأبين..
2
المعروف ان المؤتمر الوطني حزب سياسي يتعاطى السياسة مثله مثل بقية الاحزاب ،وهذا يعني انه حزب يتحرك وفق مصالحة ،اي انه يعد الناس بالخدمات والرفاه الاقتصادي حال انتخابه وتشرقه القبطة اذا رضيت عنه امريكا الصليبية ويسعى ليل نهار لاسترضاء روسيا الالحادية ويتعامل في جميع شؤنه الى درجة تطابق الرؤى مع الصين الشيوعية وكل هذا امر مشروع بالطبع اذا علمنا ان المؤتمر الوطني يعرف نفسه بانه حزب سياسي حاكم وليس جماعة دعوية..
3
اما ان يكون هناك بعض (الشيوخ) يمتطون سيارات المؤتمر الوطني ويغشون دوره بكرة وعشية ،ثم يعرفون انفسهم بانهم اصحاب دعوه وجهاد وخوف على بيضة الاسلام ولهذا يجب على المواطنين مؤازرتهم وانتخابهم (لهذا السبب فقط) ولاتعنيهم خدمة الناس المادية في شيء فهو امر مدهش بحق..فاما ان هؤلاء الاماجد لايتابعون سياسات حزبهم ولايعرفون شيئا عن ما استجد بها واما انهم لايفهمونها واما انهم يكابرون وفي كل فالكارثة ماثلة..
4
وسأسوق لك هذا المثال الحي عزيزنا القارئ لترى درجة التناقض التي لاتصدق لامثال هؤلاء موضوع كلمتنا هذه..
في محلية بحري وفي بحري شمال تحديدا يطلب رئيس المنطقة وهو رئيس المؤتمر الوطني (المنطقة تمثل عشرون حيا ) يطلب من رؤساء المؤتمر الوطني بالاحياء القيام بحصر العضوية استعدادا لمؤتمرات الاساس التنشيطية،الى هنا والموضوع عادي.. الا ان غير الطبيعي هو انه حين يشرع مسؤلي الاساس في الحصر يجابهون ببعض الاشكالات تتمثل جميعها تقريبا في طلب ـ العضوية ـ توفير بعض الخدمات الضرورية لاحيائهم وتسأل العضوية عن عدم وفاء مرشحي الحزب السابقين بالاتزاماتهم تجاه هذه الاحياء منذ انتخابات 2010 و2015 ..
واستدراكات المواطنين هنا تبدو منطقية بل غاية في الوجاهه لكل ذي لب،اذ أن مرشحي المؤتمر الوطني عندما يأتونهم في موسم الانتخابات لايعدونهم “الجنة” بل يعدونهم بخدمتهم في الدنيا بتوفير الماء والطرق والمدارس ، ثم يلوزون وكما العادة بكراسيهم الوثيرة في المجلس القومي والتشريعي الولائي متناسين وعودهم لمن اجلسهم على هذه الكراسي كما هو في علم الكافة..
5
عندما ووجه الشيخ بهذا الامر(امر تزمرالعضوية بسبب نقص الخدمات) وهومسؤل المؤتمر الوطني في هذه المنطقة (عشرون حيا ) ارغى وازبد وطفق متحدثا عن حراستهم للاسلام من الاعادي وانهم ناس دعوة وليسوا اناس خدمات .. زاعما أن الخدمات ( العادية )ليست من مهام المؤتمر الوطني او مرشحيه.هم فقط ناس دعوة واستعداد للدفاع عن الامة ..تأمل.
6
الشاهد ان ما لم يتحسب له هذا الشيخ الجليل في تقديرنا ان قاعدته من البسطاء (انتخبوا مرشحيه ) من اجل الخدمات وليس شيئا آخر ..فاما أن يجتهد في جلبها لهم او ان يأخذ أوراق حصره هذه وينصرف في هدوء ..كما ويحتاج هذا الشيخ دون أدنى شك الى من يهمس في ازنه بأن حزبه الذي يتسنم قيادته في هذه “المنطقة” قد غادر هذه اللغة التي يتحدث بها واتجه كلية الى محاولة تدبير معاش الناس بالانفتاح على كل العالم بما فيهما التي “دنا عذابها” ولكن يبدو ان الشيخ لم يغادر تلك المحطة الى الآن وهذا هو الخسران المبين..فهل يعلم المؤتمر الوطني بحال مناصريه هؤلاء ام ان شيخنا الجليل قد عبر عنه خير تعبير ..؟
[email][email protected][/email]