مقالات وآراء سياسية

الانتخابات هي الحل ..

يوسف السندي

قبل تقديمه لمبادرته رسم رئيس الوزراء بالأمس صورة قاتمة للواقع السوداني، وألمح إلى وجود اختلافات عميقة بين المدنيين والعسكر وبين المدنيين والمدنيين في السلطة وهي ما يعلمه الجميع من الخلاف بين قحت والعسكر، والخلاف داخل قحت بين اللجنة الفنية والمجلس المركزي، ولكن الخطير هو ما ذكره رئيس الوزراء بوجود خلاف مشابه في الأجهزة العسكرية، هو لم يسم هذه الأجهزة ولكن الجميع فهم ان المقصود هو الجيش والدعم السريع، خاصة وأن رئيس الوزراء قدم في مبادرته فقرة تتحدث عن توحيد الجيش، وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها قيادي في الحكومة الانتقالية عن خلافات العسكر فقد سبقه في ذلك ياسر عرمان الأمين العام للحركة الشعبية.

رغم ان رئيس الوزراء تحدث عن ازمة وطنية تاريخية، الا ان جوهر الأزمة الوطنية التي يتحدث عنها هي أزمة راهنة تتعلق بتعدد بؤر القرار في السلطة الانتقالية، السلطة الانتقالية بلا مركزية قرار حقيقية، تسيطر فيها أطراف متعددة على القرار، المجلس السيادي، مجلس الوزراء، المجلس المركزي للحرية والتغيير، اللجنة الفنية وحزب الأمة القومي، الدعم السريع، الجبهة الثورية، لجنة إزالة التمكين، كل هذه الأطراف تملك سلطة اتخاذ القرار وتمارس فعلا قراراتها، وبالتالي أصبحت السلطة الانتقالية عبارة عن جذر معزولة، وفقدت بذلك الدولة أهم ما يميزها وهو وحدة القيادة ومركزية القرار النهائي.

منذ وقت ليس بالقصير تعاني حاضنة الفترة الانتقالية من أزمات متلاحقة، بدأت بانقسام تجمع المهنيين ثم تجميد حزب الأمة عضويته في قحت ، ثم انسحاب تجمع المهنيين من قحت، ثم انسحاب الحزب الشيوعي من قحت، ثم اختلاف اللجنة الفنية والمجلس المركزي، مضاف إليها الخلاف المدني العسكري والخلاف العسكري العسكري يصبح الواقع بالفعل غير جيد، والمقاربة الراهنة عبر مبادرة رئيس الوزراء قد لا تجدي نفعا، فالكثيرون كما يبدو غير مستعدين للتنازل عن امتيازات او مواقف تخصهم، وهو ما يجعل الطريق قاتما ومظلم.

مبادرة رئيس الوزراء ستكون الطلقة الأخيرة في محاولة إيجاد علاج لهذه الخلافات وتوحيد قيادة الثورة، وبعدها ليس هناك خيار سوى الانتخابات، اذا فشلت هذه المبادرة فخطوات الحل يجب أن تمضي بوتيرة متسارعة نحو تسليم الشعب صاحب الحق الاصلي سلطته، وذلك عبر تحويل الحكومة الراهنة لحكومة تصريف اعمال لمدة سنة، خلالها، إجراء التعداد السكاني، إقامة المؤتمر الدستوري، وضع قانون الانتخابات وتكوين مفوضية الانتخابات، تقسيم الدوائر الجغرافية، ثم إجراء الانتخابات، واختيار الشعب لمن يحكمه. هذا الحل سيوحد السلطة في يد رئيس واحد يملك كل السلطة وكامل الصلاحيات، فتنتهي الازدواجية ويختفي تعدد القوى داخل السلطة الواحدة.

‫4 تعليقات

  1. فعلا فى حال فشل مبادرة رئيس الوزراء , و هو ما سيحدث فى الغالب , سوف لن يكون هناك خيار أفضل من الإنتخابات عشان ممثلي الشعب يستلموا زمام الأمور و كل حد يعرف حجمه الحقيقي و يلزم مكانه .

  2. نزع السلاح ..دمج قوات الدعم السريع والحركات المسلحة تحت قيادة موحدة لجيش موحد..وضع جهاز الأمن والمخابرات والقوات المسلحة تحت إمرة رئيس الوزراء..أو الجمهورية أو اي مسمى.. دا اصل الحكاية..اللف والدوران والونسة بتاعت مؤتمر دستوري ..وكل حزب يطرح رؤية..والشعب يختار…دا كلام ناس بتحلم ..باختصار لو فاز اي بشر ما سيتغير شيء..يجب نزع السلطة بأمر الشعب اولا..ومن ثم الانتخابات…ياخ السيسي جاب واحد اسمو عدلي ختاهو رئيس جمهورية بعد خلع مرسي..الراجل قعد سنة كاملة وكل السلطات والسفريات المهمة كان يقوم بها السيسي..واتعملت انتخابات وفاز السيسي وسيستمر….كلامك التقول فيهو دا معنا و تفويض الجيش..لمدة سنة وبعدها يترشح عسكري ويزور الانتخابات.

  3. العسكر كلهم عاجزين عن حماية المواطنين في دارفور وكردفان..عاجزين عن نزع السلاح..وبالتالي هم عاجزين عن تأمين انتخابات …أما إذ ا كان المقصود هو ابعاد دارفور عن الانتخابات لعدم عودة النازحين لقراهم ..واعتبار أن غرب وجنوب كردفان خارج الموضوع.حكم ذاتي وكدا ..وتجميد الانتخابات في الشرق بسبب تجميد مسار الشرق..وتجاوز النيل الأزرق باعتباره منطقة حكم ذاتي تحتاج لوقت أطول لترتيب أوضاعها.. دا اسمو ببساطة شديدة إعلان تقسيم البلاد

  4. اى حديث عن انتخابات مبكرة يخدم خط قوى الثورة المضادة …و انتم يا دكتور كحزب امة ربما تعتقدون انكم سوف تكتسحون الانتخابات القادمة و لكن جرت مياه كثيرة من تحت الجسر منذ عام 1986 و حتى 2019..دوائركم المغلقة بالغرب صارت من نصيب ( الحركات الدارفورية ) و مناطق دنقلا ( حيث مولد المهدى)..تبرطمت مع برطم..و شباب النيل الابيض..صاروا لا يقراون راتب المهدى..///نعم ان قيام اى انتخابات فى ظل الوضع الراهن ستخدم الفلول و السدنة لانهم اكثر تنظيما بالاضافة الى سيطرتهم للجهاز و الجيش و الشرطة و الامن و ( الدولار)……….كيف تقام انتخابات فى ظل معسكرات اللاجئين و جيوش بالعاصمة للحركات و ظرف اقتصادى فظيع؟؟؟ مالكم كيف تحكمون؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..