الى متى سيقف نظام السودان بين اليافطتين ؟

حدثان هامان ..يلقيان بظلالهما على الوضع السياسي المزري لنظام الحكم في السودان..!
الأول حدث فعلاً وهو تنحي الشيخ حمد ال ثاني..عن حكم دولة قطر لإبنه الشيخ تميم .. أما الحدث الآخر ربما يكون في المراحل الأخيرة لمطبخ السياسة المصرية التي إحترقت ثورته في حلة الأخوان بفعل زيادة نار حطب المعارضة.. فكان لابد للجيش أن يلوح بعصا التهديد حماية لمصر التي باتت كالكرة تتقاذفها استقطابات ومشاحنات الأطراف المختلفة حول طريقة حكمها.. ما بين تمكين للإخوان بإسم الاسلام .. وعلمنة من تحالف المعارضة تحت غطاء الليبرالية الرمادية الملمح.. وكانت الأمة المصرية هي الضائعة في عدم تحقق أيٍ من الفرضيتين !
فقد يحتاج أمير قطر الجديد دون شك ٍ وقتاً ليس بالقليل حتى تتجلى معالم سياساته الخارجية الجديدة ، لاسيما و كافة التحليلات تشير الى انه قد يتجه في بداية مهامه لمعالجة الشأن الداخلي في بلاده !
و لذلك فستظل كفالة نظام الانقاذ السوداني ومساعدات قطر المادية والمعنوية و التسهيلات التفاوضية له مع الحركات المسلحة معلقة على مشجب الزمن حتى تتضح معالم سياسات العهد الجديد الخارجية !
أما إذا ما تدخل الجيش المصري و استلم مقاليد الحكم فلن يكون ذلك الأمر بأحسن من استمرار الأخوان المصريين في حكم البلاد ..فذلك سيعطي جيش الإنقاذ مبرراً لدعم الحكم إقتداءً بالجيش المصري مع فارق طبيعة الجيشين واختلاف مبررات التدخل .. وبالتالي لان في استمرارإخوان مصر حكاماً ستكون حبال المودة والدعم التنظيمي المتبادل عاملا ًمؤثراً في إعطاء نظام الخرطوم أيضاً فرصة للبقاء حياً داخل غرفة الانعاش على الرغم من ارتخاء حبل تلك المودة على خلفية موضوع سد النهضة الأثيوبي ..لأن الإخوان في علاقاتهم البينية يقدمون في المبتدأ والخبر قداسة تنظيمهم ..على إعراب الولاء الوطني !
والى أن ينكشف ما تحت العباءة الجديدة في قطر.. ويعاد إعداد طبخة الكشري المصري التي فاحت رائحتها ..إن هي آلت الى أثافي العسكر.. فسيظل مصيرنظام الخرطوم هو الوقوف الإضطراري بين يافطتي الحدثين !
إلا اذا صفّر له حارس الشارع النائم .. هذا إن هو أفاق منتتفضاً.. فأخرج دفتر المخالفات.. وأفضى به الى مجرى الخور الجارف !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تحياتي أستاذ برقاوي
    المتغيرات التي أطلت برأسها في قطر ومصر تنبيء بأن إخوان الشياطين في الوطن العربي ينتظرهم شر مستطير ،، فمصادر التمويل في قطر شكلها بتتقفل بالضبة والمفتاح ، وشياطين مصر ربما يلحق بهم ذات المصير الذي لحق بشيعة مصر ، والمؤكد أن العالم بأجمعه ينتظر كنس التيار الكيزاني الساعي الى سرقة الربيع العربي ، وجماعتنا أصلا ومن غير متغيرات منهارين وبيسلموا في الروح ولولا ضعف وموات المعارضة لبدأ موسم حصادنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..