مقالات وآراء

العم (حسن سالم) له الرحمة “قامة وطنية وانسانية لا تعوض”

اعتقد أنه ليس من الممكن أن تستدعي الذاكرة تلك الأيام الخوالي عن مدينة الكاملين وولاية الجزيرة عموما دون أن يكون من بينها العم الراحل “حسن سالم” فهو عندي العنوان الأبرز لكل ماهو جميل عرفته عن انسان الجزيرة .. يقابلك مبتسم دائما لدرجة أنني تسأءلت في يوما…! متى يحزن العم حسن او يغضب !!؟

كان مناضلا من طراز رفيع وفريد في عبقريته وطريقة تعامله مع الناس، وكان ايضا سياسيا لبقا محنكا ونصيرا لحقوق المستغلين والمستضعفين.. استطاع بخبرته النضالية أن يواجه أجهزة نظام المخلوع عمر البشير في ذروة ايام عنفوانها وبطشها بثبات اسطوري.. ظل العم حسن يبشر في القرى والحلال بمشروع (السودان الجديد) الذي كان يؤمن به..
التقيت به في ضروب العمل السياسي عام ٢٠٠٥م أثناء تكوين مكتب حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان بمدينة الكاملين وقتها القى العم حسن إمامنا محاضرة دسمة عن أهمية الرفقة والتعاون والعمل الجماعي بروح الوطنية والهم المشترك.. لم يحفل يوما بشغل منصبا تنفيذيا في الحركة لان ذلك لا يهمه بالرغم أنه اهل لذلك بالإضافة الى كونه اكثر الاعضاء نشاطا ورشاقة بالرغم سنه المتقدم.

مثل كل الذين عرفوه …تعلمت منه الكثير في الحياة وليس في السياسة وحسب .. نعم.. كان قدوتي بكل ما في الكلمة من معنى .. واذكر جيدا تلك المواقف عندما كان مظاليم نظام الانقاذ المباد يقصدون مكتب الحركة الشعبية في الكاملين ليرفعوا له الشكاوى عن الظلم الذي لحق بهم.. مع العلم ان معظم تلك الشكاوى ذات طابع قانوني محلها سوح المحاكم وليس مكتب سياسة مثل مكتب الحركة السعبية.. هنا كان يبرز اهمية دور العم حسن الذي كان يتكفل باقناع وافهام كل من حضر شاكيا، يصوبه على ما عليه القيام به في مثل هكذا مواقف، وهذا باسلوب ومهارة يفتقده اعتى محاضري الجامعات العالمية.

لا ادري ما آلت اليه الاحوال بعدي مع العم حسن .. ياترى هل لا يزال مؤمناً ومناصرا لمشروع السودان الجديد! ام حدث طلاق ابدي بينه وبين رفاق الحركة الشعبية التي أدارت ظهر المجن لرفاقه وقناعاته وضرب بمشروعه السياسي عرض الحائط هنا (في نسخته الجنوبية).. كل ما اعرفه ان العم حسن مهما تبدلت الظروف سيظل نصيرا لقضايا الغابة والمقهورين.

من غير تفاصيل.. وردني مساء امس نبأ الفقد الجلل، لقد رحل العم حسن عن دنيانا الي الرفيق الى الاعلى بعد مسيرة حافلة بالعطاء والعمل والتفاني ونكرات الذات… اعتقد انني فقدت شخصا عزيزا ومهما في حياتي ولن يعوض غيره الفراغ الذي تركه خلفه.

الي الاهل في مدينة الكاملين الجميلة وقرية “سلطان عجبنا”، الكسمبر، التكينة، المسعودية، التي، الباقير، ودراوة… الخ، عظم الله أجركم وأحسن عزاءكم، ونسأل الله أن يسكن الفقيد الفردوس الأعلى.. لا تنسوه من الدعاء وصالح الأعمال.
الرب أعطى والرب أخذ .. فليكن اسم الرب مباركا.

سايمون دينق: رئيس مكتب الحركة الشعبية بمحلية الكاملين سابقا
(جوبا ـ جنوب السودان)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..