الحرب العبثية وضرب المطرقة

محمد أحمد عمر
الحرب العبثية وضرب المطرقة
بين مطرقة الحرب وسندان المعيشة، أصبح حال المواطن السوداني الذي افتقد مقومات الحياة البسيطة، فصار الهامش هو نفسه الوسط، انتشار الخوف أصبح لا يعرف طريقاً بل يستبيح كل المدن وحتى القرى لم تسلم. فلا يشد أحد الرحال إلا ويخشى البطش والسلب والجوع، ذلك إذا سلم من القتل.
أربعة أشهر مضت والتشرد يشد رحاله تماماً كبحار يستكشف أحزان هذه البلاد، التي أهلكت ولم تجد مناصراً أو رفيقاً يدق على قلبها أن اهدئي واطمني.
كما أن طوال سنوات عاشاها الخوف في جحور الظلام يتلاعب بغرب البلاد ويغزوها، وكأنه أنشودة قد أنشدت. وطوال تلك السنوات كان السودان يحلم بالسلم ويناظره بعين المحب، وفي لمح البصر قد خطف الحلم وزج به في زنازين الهزائم المتتالية للحكومات العسكرية التي مرت على البلاد.
ولا ننكر أن هنالك مناصرين من هنا ومن هناك، ولكن يبقى الصمت هو صوت الحكمة، ليس خوفا من أحد إنما خوفاً من مستقبلٍ مجهول لا منتصر فيه، بل كل الهزائم والتحطمات قد طالت الشعب والوطن، فكانت رحلة لا نهاية لها سوا أن نعود بالذكريات لنجدد الأمل ونعتزم أن ننهض بالسودان
رغماً عن العسكريين
سينتهي العبث، ويهزم الجبروت، ويعود الحلم منتصراً إذا شاء من شاء أم لم يشأ، سينتصر الوطن حتماً وتنتهي حقبة الخوف والحروب، وتبدأ رحلة الأمل وصناعة المستقبل.
—
طبيعي الحرب العبثية ستنتهي يوما ما فلم تأتي بجديد ولكن لماذا الانتظار إلى أن تنتهي وليس الاجتهاد في إيقافها اليوم قبل الغد..كل القوى السياسية في حالة بيات شتوي كأن حماية المدنيين ليست من أولوياتها ولا هدف لها غير السلطة والحكم.