مقالات وآراء

الشيء بالشيء يذكر

الرشيد العطا

 

جنودنا الأشاوس يسطرون صحائف المجد في حدنا الشرقي. يعيدون لنا بعضاً من ثقتنا فيهم بعد أن عبث بها (البشير) وجنده طيلة ثلاثين عاماً عجافا . فقد كرسوا كل استراجياتهم في جيوبهم. وافساد الشعب وجيش الشعب معاً. قاتلهم الله… وما عافين ليهم.

الآن وبعد أن أحيت ثورة شباينا الرائعة، بعضاَ من  نخوة بعضٍ من ابطال جيشنا. فارت النخوة فيهم فانتصروا لإخوانهم الذين كمن لهم الأحباش الخبثاء وقتلوهم… لكنهم أحياء عند ربهم يرزقون.

ما يشغل البال. تلك الأصوات التي بدأت تثبط الهمم. وتدعي أنه لا يجب قتال الأحباش (الحبايب!). الأصدقاء… أهل (أبي احمد). نعم.. هم (سمحين… ورقاصين!!)… بس احتلوا أرضنا!! الفايده شنو من زولا سمح وحقار؟!. فيا أهلي أتركوا العاطفة جانباً. جنودنا يضحون بأرواحهم في الجبهة… مدافعين غير معتدين. إسندوا ظهورهم… تذكروا الحبوبه مهيره.. غنوا ( يجوا عايدين ضباطنا المهندسين)… أعيدوا للجيش فتوته…. تعالوا ننسى خلافاتنا بجميع أشكالها.. نتوحد هناك في الحدود الشرقية. أما رأيتم أقوى دولة في العالم… ومثلها كل الدول.. يتوحد خطابها خلف مقاتليها.عندما تذهب جيوشها لقتال في غالب الأحيان معتدين غير مدافعين!! فما بالنا وقد أُعتُدي علينا واستبيحت أرضنا وأموالنا؟

ولا يخدعنكم حديث الأحباش الناعم الطري. هم يعلمون تمام العلم أنهم في هذه الحرب حتى إن طردوا فإنهم فقط أبعدوا من أرض غير أرضهم. ثم إنهم يعلمون (طيبة) أهل السودان. وعواطفهم الجياشة… وبالكلام الناعم (تشيل اللقمه من خشومهم)… فلنعلم نحن أن صفات مثل تلك في موقف كهذا.. إنما هي (هبالة وعوارة) وعدم مسؤولية بل خيانة عظمى. فلنقف بالغالي والرخيص خلف رجالنا… نسندهم… ونجود معهم حتى بالمهج إن دعى الداعي.

والشيء بالشيء يذكر…

جار السؤ في الشمال!! أقولها بملء الفم (جار السؤ)… لم لا.. ونحن لم نجد على طول تاريخنا سوى النظرة الدونية… والشتم.. وإغراق تاريخ (كوش) الذي زعموا أنه لهم. وتهجير شعب عزيز. جذوره ضاربة في عمق التاريخ. وسرقة منتجاتنا. وثرواتنا الحيوانية لتسويقها للعالم بعد أن يضربوا عليها ختم (مصر).. يا سادتي كل تلك الجرائم حقيقة لا ريب فيها. فكيف بالله عليكم.. ينهض فينا من يغني (مصر يا أخت بلادي… يا شقيقه!!)… أي هبل هذا… وأي (ماسوشية) تلك؟ أن (تسردب) لمن يجلد ظهرك… تستمتع.. وله تغني.

أعرف أن سودانيين كثرٌ سيهبون مدافعين عن (أم الدنيا).. سيقولون أنهم علمونا. ناسين أن كل موظف لهم انما هو جاسوس يبذل الجهد ليعرف بماذا فطرنا في يوم عزموا فيه أن يعرفوا. ويضيف آخرون أن عدة ملايين منا لاجيئون عندهم.. وتلك حقيقة.. ولكن نحن نذهب اليهم لنأخذ ونعطي. نأخذ العلاج ونعطيهم ثمنه. نشتري منهم بثمن… من البيوت والشقق حتى صحن الفول والعدس. وربما فقد بعضنا كلاهم!!

السؤال التي تخجل إجابته… وتفضح… لماذا أصلاً لجأنا إليهم؟ وأرضنا واسعة معطاءة.. معلوم عطاؤها عند العالم أجمع… لو كان فينا رجال!!

رجال ليسوا ك(البشير) وزمرته!! يا للأسف ويا للقبح والفضيحة والخجل. يا قوم يجب أن نغير سلوكنا نحو وطننا. يا أهل السودان شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً.. لا عزة لكم ولا كرامة ولا شرف. إن لم تعزوا وتكرموا وتشرفوا وطنكم. يكفي!! فقد أشبعتموه (تلطيشاً ونخشمة وركلا).. بحق السماء يكفي.

الشيء بالشيء يذكر.. حلايب وأختها الفشقة حكاية أخرى..

كل الخرائط حول العالم تقول أنهما سودانيتان. حتى في أرشيف الأمم المتحدة التي تفصل بين المتخاصمين. أخذها جار السؤ عنوةً! جرجرنا ذيول الخيبة وتركناها لهم. لكن الخيبة حاشا لم تكن بسبب الشعب ولا جيش الشعب. فقد قاوم الجيش حد الموت. ولكن!!!! الشعب والجيش ابتلاهم الله بقيادة وحكام تافهين.. همهم بطونهم.. لا كرامة عندهم ولا شرف. تركوا الشعب يتضور جوعاً. والجيش بلا سلاح ولا ذخيرة.. ولا صديق في كل العالم يقف الى جانبه. كل الذي استطاع (البشير) وزمرته… الطلب الخجول بالتحكيم. ولأن (جار السؤ) يعلم جيدا أنه محتل. وأن التحكيم في غير صالحه، رفض التحكيم.. (رجاله كده وحمرة عين).

ولكن السودان وطن قد يمرض لكنه لا يموت… الموجع أن المرض من بنيه.. الأمل في ثورة الشباب الرائعة التي تحدث بها العالم قاصيه ودانيه… عربه وعجمه.. وهناك من يحاول من (بني السودان) إفراغها من محتواها السامي… وعرقلة وصولها الى مبتغاها. بالله يا قوم ليه؟ بالله عليكم ليه؟ كل شعوب الأرض تحب أوطانها. من أي كوكب نحن ومن أي طينة خلقنا؟

بس ليعلم المثبطون والخائنون الفاسدون.. أن الثورة بالغة أهدافها وإن طال السُرى.. فهي من الشارع ولدت. والشوارع لا تخون. فأين تذهبون؟

 

الرشيد العطا

مسقط

[email protected]

30 / 12 / 2020

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..