بالجودة وحدها تحيا الأوطان!ا

اوراق متناثرة

بالجودة وحدها تحيا الأوطان!!

غادة عبد العزيز خالد

المتابع لنشاطات دولة قطر في الآونة الأخيرة لا يملك إلا ان يجد في نفسه إعجابا شديدا. فلقد نالت قطر حديثا شرف تنظيم مباريات كأس العالم للعام 2022، لتكون اول دولة عربية تنال هذا الحظ. ولكن لم يكن فوز قطر بناءً على حظ فقط، بل كان القرار مبنيا على ترتيب وتنسيق وعلى خطط موضوعة استطاعت قطر بها إبهار اللجنة التي صوتت لصالح قطر. ولم تكن استضافة مباريات كأس العالم هي اولى نجاحات قطر، فلقد فازت قبلها بترتيب دورة الألعاب الآسيوية في2006، واستطاعت قطر ان تقوم بافتتاح ابهر العالم الذي تابع فعاليات حفل الافتتاح.
ولا يقتصر نجاح دولة قطر خلال السنوات الماضية على المجال الرياضي فقط، فنجدها اليوم تعمل بكل همة ونشاط من اجل ان تحدث تأثيرا ظاهرا وملموسا في خارطة طرق سلام للدول العربية. فتحاول قطر ان تقوم بدورالمصلح بين حماس ومنظمة التحرير في فلسطين، بينما تقوم بدور كبير في محاولة إحلال السلام بالسودان. فلقد قامت قطر بترتيب مفاوضات بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة ادت إلى توقيع اتفاق الدوحة في خلال فبراير 2010،
وبالإضافة إلى النجاحات الرياضية وعملها على ان تكون عاملا فعالا في القضايا العربية، تحدث قطر نجاحا اقتصاديا كبيرا. فربما كانت قطر قد استفادت من ارتفاع اسعار البترول العالمية خلال الأعوام 2006-2009 إلا انها لم تكتف بتحصيل عائداتها تلك. بل قامت الدولة باستثمار تلك الارباح في برامج ومشروعات اقتصادية كان لها نجاح كبير، فمن ناحية توسعت القاعدة التي تستند عليها قطر في اقتصادها حيث صارت لا تعتمد على البترول بحسب بل صار هنالك تنوع في مصارد دخلها. وادى هذا التنوع والتوسع في المشاريع الاقتصادية بالتالي إلى إزدهار حياة المواطنين حيث يعتبر معدل دخل الفرد في قطر حوالي الخمسة والثمانين الف دولار سنويا، وهذا من اعلى المعدلات في العالم اجمع.
المتابع لحال قطر ونجاحاتها التي تنجزها، ليس على المستوى المحلي او الإقليمي فقط، بل وعلى المستوى العالمي لا يملك إلا ان يجد مشاعر بالغبطة تملؤه. فبينما انظر حولي واجد الدول تتقدم وتزدهر، اشعر بالحزن ايضا على حال بلادي الذي لا يتغير. وكان في الماضي نجد بعضا من عزاء في اننا قد لا نتمكن من الوصول إلى التطور الذي وصلت إليه دول الخليج بسبب تمتعها بموارد البترول التي تجعلها في مصاف الدول الغنية، لكن ما عذرنا الآن وقد صار لدينا مثلهم وما يزيد. إن الفرق يكمن في الطريقة التي يدير بها الحكام بلادهم فبينما نجد ان قطر حقا دولة صغيرة لكنها تمكنت ان تنجز إنجازات كبيرة بينما يعتبر السودان اكبر دولة افريقية لكنه ينجز انجازات كبيرة في مجال الحرب ويتصدر اخبار الانقسام والانشطار والـ(جلد) كمان. ليس هذا حديثا للتشفي فأنا عضوة في هذا المجتمع الذي يئن تحت عجلات الفقر والتفرقة، لكنني اثبت ان هنالك كثيرا من الدول تنمو وتتحرك وتوفر اسباب العيش الكريم لشعوبها. لقد صدقت المقولة انه بالكيف وليس بالكم تتحدد الجودة التي بها وحدها… تحيا الأوطان.

الصحافة

تعليق واحد

  1. عشان نعرف اننا شعب بتاع كلام شابكننا من اتولدنا السودانيين احسن ناس بفهموا واحسن ناس متدينيين واحسن ناس بلعبوا كورة واحسن ناس بفهموا سياسة وده كله طق حنق ساكت فالواقع عكس ذلك نحن ما بنعرف اي شئ ومفترض نعترف بالحقيقة المرة دي ونبداء في التغيير

  2. الاخت غادة :-
    تحية واحترام
    نحن شعب السودان اتحدىمن هو مثلنا في الاخلاق ، الكرم ، الشجاعة ، الشهامة ،،،،،الخ سواء في اميركا او الخليج وعلى الرغم من المحنة الكارثية التي تعيشها بلادنا والي لم نسبق ان تعرضنا لها في تاريخ دولة السودان الحديثه إلا أننا سنعود رغم كيد الكائدين
    و
    لا تأسفن على غدر الزمان لطالما رقصت على جثث الأسود كلاب
    لاتحسبن برقصها تعلو على أسيادها تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب
    تموت الأسد في الغابات جوعاً ولحم الضأن تأكله الكلاب
    وذو جهل قد ينام على حرير وذو علم مفارشه التراب

  3. ما قلت الا الحق والتجربة لمدة 55 عاما هي البرهان فماذا يريد السودانيون من دليل علي فشلهم أكثر مما هو كائن لان . عندما يحكمنا جيم تلاتة مثل البشير فهذا يعني ان هنالك خلل ما في التركيبة السودانية .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..