مقالات متنوعة

ويسألونك عن بيت العنكبوت..!!

مِن المدهش أن ترى الناس وهم يحاولون نقض ما تمَّ على يديهم، ويحاولون أن يبدوا خلاف ما هم عليه رغم ظهور الحق واضمحلال الباطل ورغم ضوء الشمس الباهر والذي يناضلون عبثاً في حجبه بكلتا يديهم المكتنزة سحتاً وورماً وشحماً كثيراً!

ومن المستغرب أن يثور الناس ويرغوا ويزبدوا وتنتاش قسور الغاب غضبة مضرية؛ لأن البعض يصادر حرية التعبير ويحجر على الأفكار، ولكن ما أن يعبر أحدهم بفكرة لم ترق له إلا ويصاب بحالة الفصام الضميري ويتناسى ما بشر به وينهي عن الفعل ويأتي مثله وإن كان عار عليه ما فعل وإن عظم.

يأتينا من يعتلي المنابر ويرفع يديه ويعدل نظاراته ليعلن امتعاضه من عدم اللجوء للقضاء لوقف الإصدارات وحجب المواد، ويعتبر ذلك هو السلوك الحضاري المنشود، ولكن ما أن تأتي إصدارة بغير ما يشتهي ولعلمه أنها تسير لكشف ذلك السر الخفي إلا ويتحول إلى أبي نواس رغم ما يبدو عليه من صلاح الظاهر وخراب الباطن.

شربناها فلما دب دبيبيها إلى موضع الأسرار قلت لها قفي
لكيلا يعلم سماري سري الخفي

وما خفي كان أعظم، ويتم تجاوز كل شيء ويتم اللجوء للسلطة والتي أعلنت لهم أنه بعد هذا لا كيل لكم عندي فأنتم توقفون ونحن كذلك فلا تبتئسوا بما نفعل فأنتم السابقون! لقد أقدم هؤلاء القوم على سابقة لم تحدث في العالمين وقضت على إرث أكثر من نصف قرن ليفرح بذلك شرذمة قليلون، وعذراً وجزيل الرحمة والمغفرة للقادة العظام من رعيل الإذاعة الأول والذين لو كانوا موجودين لما تجرأ أمثال هؤلاء من المرور بشارع الإذاعة ناهيك من مقارعتها ومخاطبتها، هذا زمانك يا مهازل فامرحي قد عد كلب الصيد للميدان سابقاً تم بث (نبتة حبيتي) فثار البعض ووصفوا فرناس بأنه الرئيس القائد والكهنة بأنهم أعضاء مجلس، ولكن استمرت وبنجاح، بل ودخلها رئيس ذياك الزمان متنكراً وصفق لها، وحديثاً جاء مسلسل (الشيمة) فغضبت طالبات الداخليات وصندوق دعم الطلاب ولكنه استمر للنهاية وتمت إعادته كماان، وجاء في إثرهم مسلسل(دكين) فثارت ثائرة الشرطة والداخلية والضباط ولكن كاريزما مدير التلفزيون وقتها جعلته يستمر ليتم بعد ذلك تكريم أسرة المسلسل من الحكومة لكشفه الكثير، ولكن الآن انقلبت الآية لعلم الكثيرين إنه لو استمر بث ما أوقفوه لما لبثوا بعده إلا قليلاً.

عن أية حرية تعبير تتحدثون أيها السادة وعن أي شرف كلمة تنافحون وعن أية مهنية تتشدقون ولا تزال دماء كرامة الكلمة تسيل من المقرن إلى الملازمين ولا يزال وجع الحروف يشق ليل الخرطوم البهيم ولا تزال فجيعة الدراما تنكأ بصرخاته صباحات الظلام وإشراقات النواح!

سيأتي اليوم الذي يعلم فيه من خط وسطر وذلك الذي تعاطى فعقر ومن خلفهم ذلك الكذاب الأشر أنهم سيمضون بلا حس ولا خبر وتبتلعهم غياهب النسيان، وأنهم لم يكونوا سوى نار حسد وحبل مسد زاد ذهب الحقيقة ألقاً على ألق..

إذا أراد لله نشر فضيلة طويت بين الورى أباح لها لسان حسود لولا اشتعال النار في ما حولها ما كان يعرف طيب نشر العود وإلى من باعوا أنفسهم واشتروا بثمنها خبزاً وسكنوا في بيوت الزجاج والشاهقات والوثيرات عليكم أن تعلموا أن تلك البيوت كلها ورغم أطنان السيخ والأسمنت إلا أنها أوهى من بيت العنكبوت، هل تذكرونه؟.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..