رجال حول الترابي (1- 10)

بسم الله الرحمن الرحيم

أمانة الشعبي بها خمسة من أعضاء المؤتمر الوطني وصوفي
اللقاء بكم تمليه ظروف هي من جنس ما اصاب البلد الجريح
والمناسبات نوازل تدمي القلب
وعلي قول الحكمة فإن المصائب لاتاتي فرادي
فقد طفح الكيل ووصل مايكفي
ومثلما مر الشاعر بالمسجد المحزون وبكي الأطلال والديار وعتبات المنابر الخاوية والزمرة الصالحة والصحبة الوفية.
قلت في نفسي حين مررت أمس بشارع أوماك قفا نبكي المؤتمر الشعبي القديم ونلقي عليه نظرة الوداع قبل الرحيل الي هناك علنا لا نلقاه في الشهر القادم أو العام الجديد
حينها علمت أن في دواخلنا ثورة لابد أن ننفض عنها غبار السنيين لعلها تفعل في الناس فعلها وفينا أيضا والكلمة لابد أن تقال
لان الثورة التي يطول بها الصمت تصبح كالعدم
فقد مات الوطن والوطني بذات الداء والحوار يحتضر والشعبي يترنح
و الشيخ الترابي يقرر أنه ولدواعي خاصة قرر الهبوط مضطرا في مطار الحكومة وحزبها
والترابي يعرف أن للهبوط لوازم
والترابي أعلن أن الأخوان من من يعرفون أين الخلل وما الأزمة وأين المخرج وكيف السبيل اليه لايصلحون لهذه المرحلة وكل مايحتاجه مجموعة تنفيذية لاتعرف أي شي عن أي شي غير مرافقتها للرجل الذي تحوم حوله الأنظار
ومن حول الترابي من يتسمعون الي الملاء الأعلي ثم يهبطون لتحضير المخترحات التي تقدم للشيخ علي سبيل العفو والصدفة
وكلمات الترابي تنقل للمغضوب عليهم ومن سيطردون من الحظوة بغير رحمة وذلك حتي يقللون عليه كلفة الأعلام
وعلي تلك الطريقة عمل الخدام
فأحيل كبار الأخوان ورجاءات المستقبل وثمرة الجهود وعصارة التجارب الي التقاعد والمعاش الإجباري
وفتح الباب للقادميين الجدد وأصحاب المواصفات الجديدة
وأهل الشعبي كانوا يظنون أن كمال عمر هو أخر الأحزان حتي إستيغظوا عليها والحزن عام .
كان تسويق الرجل تحت دعوي مفخخة أن المهمة الجديدة تحتاج الي رجل لاينتج فكرا من عقله ولايحمل صدقا من قلبه ولايدري ماذا قال أمس حتي يبني عليه اليوم والغد ومع أن المواصفات معلقه علي باب الدخول الا أن جسدة المتنمل من فرحة الصعود الي هذه القمة أفقده الأحساس فصار في القنوات أضحوكة لكل ساخر وماكر
وأبتلعت الخرطوم أنجب الكوادر وأصلب العناصر وأكثرها مراسا في هذا الطريق فقط لانها تكثر من ذكر أفتكر وأعتقد وتدرك المدخل الي حوار القوم ولغتهم وهامش الجدية لحوار منتج محصنة ضد أحابيل الاجهزة الأمنية والتي دارت بالحوار حول نفسه حتي مضي الزمن ولم يخرج بشئ.
لكن الفاجعة الكبري أن الرجل الذي رافق بنت الأمام وتبادل الزيارات الأجتماعية مع عرمان وباقان وأطلق التصريحات النارية لصالح الحركة الشعبية ودولتها ضد أهلنا المسيرية هو ذاته الذي حجز له المؤتمر الوطني مقعدا ليدافع عن الرئيس في ورشة حقوق الأنسان ضد المحكمة الجنائية في القاهرة وقد هتف قبل الصعود الي الطائرة الشعب يريد إسقاط النظام ثم قال أنا كمال وللشعب رب يحمية
وأن كان أهل الشعبي قد أختلفوا في الرجل الي أي المؤائد ينتمي فقد انامه الحوار علي الجنب المريح
ولكن يكون هنالك سؤال لماذا أصبح كمال حلقة الوصل حيث أبعد الواصليين من قبل.
وفقد الشعبي روح الأصلاح المزعوم وإستحالت لحظة التغيير وتحول مشروع الحوار الي أنس
والسودان يمضي نحو المجهول
والشعبة المختصة بالشعبي في جهاز الأمن تكدست ارففها بصحف التسلية والحكايات والكلمات المتقاطعة وتغيرت التعليمات المستديمة من المراقبة والملاحقة الي الحماية والحراسة فقد قضي الأمر ورفعت الاقلام.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..