مقالات وآراء

تجربتى مَع الْكِيزَان (الجزء الاخير

مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ مُحَمَّدُ عُثْمَانُ

كَانَ ذَلِكَ أَيَّامَ الدِّيمُقْراطِيَّة وَبَدَأ الْكِيزَان فِى تَنْفِيذ مخططهم فِى نَقَل الصِّرَاع فِى الْجَنُوبِ مِنْ خَانَه الصِّرَاع السياسى إلَى خَانَه الصِّرَاع الدينى وَهَذَا أَيْضًا نَوْعٌ مِنْ إِشْعَال الفَوْضَى تَمْهِيدًا لانقلابهم وَلِفَصْل الْجَنُوب وَفِى تِلْكَ الْأَيَّامِ نَزْح الْكَثِيرِ مِنْ أَهْلِنَا فِي الجَنُوبِ وَجِبَال النَّوْبَةِ مِنْ مَنَاطِق الْحَرْب للخرطوم بَحَثَا عَنْ الْأَمَان وَاسْتَقَرَّت مَجْمُوعِه كَبِيرَة مِنْهُمْ فِى الْخُور الَّذِى يَفْصِلُ بَيْنَ الْحَارَّة ٢١ وحارات الثَّوْرَة الشَّمَالِيَّة وَيُطْلَقُ عَلَيْهِ خَوْر شمبات وَفِيهِم الْمَرْضَى وَكِبَارٌ السِّنّ اسْتَقَرُّوا فِى سَلَام وَأَقَامَت الْكَنِيسَة مَشْكُورَةٌ مَجْمَع فِى الْحَارَّة ٢١ تَتَوَلَّى الصَّرْفُ عَلَيْهِ يَجْمَع مابين مُسْتَشْفَى وَمَرْكَز عَجْزِه يُأْوَى كِبَار السِّنّ وَيُطْعِمُهُم وَيَسْقِيهِم ويعالجهم مجاناواتت لَه بأطباء وممرضات مِن إِيطالِيا يَقُومُون بِرِعَايَة الْمَرْضَى والعجزه مِن مرتادى الْمَرْكَز وَلَمْ يَنْظُرْ الْكِيزَان لِكُلّ هَذِه الْجَوَانِب الْمُضِيئَة فِى هَذَا الْعَمَلِ الانسانى الْجَمِيل وَلَكِنَّهُم نَظَرُوا فَقَطْ إلَى أَنْ السسترات الايطاليات يَلْبَسْن الْقَصِير مِنْ الْمَلَابِسِ وَهَذِه فِتْنَةٌ لِلرِّجَال وَمِثْل لِلنِّسَاء ليحتذن حذوهن تَخَيَّلُوا هَذَا التَّفْكِير الْمَرْضَى ايطاليه لاتعرف غَيْر لغتها تَأَتَّى مِنْ بَلَدِهَا الْجَمِيل وَتَتْرُك وَطَنَهَا لتغرى رَجُلٌ افريقى جَائِع أَوْ مَرِيضٍ تعالجه وتطعمه وكمان تَغْرِيَة جِنْسِيّا ! ! ! ! وَقَالُوا إنَّ هَذَا مُنْكَرٌ يَجِبُ أَنْ يُزَالَ وَالْغَرِيب بَيْنَهُم مَجْمُوعِهِ مِنْ أَسَاتِذَةٌ الْجَامِعَة الْإِسْلَامِيَّة يَحْمِلُون دَرَجَة الْأُسْتَاذِيَّة والدكتوراه وتداعوا فِى يَوْمَ جُمُعَةٍ لِإِزَالَة هَذَا الْمُنْكِرِ فَخَطَب فِيهِم هَؤُلَاء الْأَسَاتِذَة وَخَطَب فِيهِمْ إمَامٌ جَامِع الْحَارَّة ٢١ فهللوا وَكَبّرُوا وَحَمَلُوا السِّيخ والعصى وهجموا عَلَى الْمَرْكَزِ وَضَرَبُوا كُلٍّ مِنْ فِيهِ فَهَرَبَ مِنْ اسْتَطَاعَ مِنْ الْمَرْضَى وَأُصِيبَ مِنَ أُصِيبَ وَنَقَل الْبَعْض للمستشفيات وَمِنْهُم إحْدَى السسترات الإيطاليات أُصِيبَت بِأَذًى جَسِيمٌ وَأَتَذَكّر اننى ذَهَبَت لزيارتها لِأَخْذ أَقْوَالِهَا وَكَانَت تَسْأَلُ عَنْ سَبَبِ ثورتهم عَلَيْهَا وَضَرَبَهَا بِهَذِه الْقَسْوَة وَأَسْبَاب ذَلِك فخجلت أَنْ أَقُولَ لَهَا إِنَّك متهمه بِأَنَّك تَرَكْت إِيطالِيا الْجَمِيلَة وَجِئْت لِهَذَا الْبَلَدِ لتغرى رِجَالَنَا الْمَرْضَى والجوعى مِن الجنوبيين ! ! لِأَنَّهَا كَانَتْ سَتَمُوت لَيْسَ مِنْ الْإِصَابَةِ وَإِنَّمَا مِنْ الدَّهْشَةِ

وأواصل حِكَايَة تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَقَدْ جَاءَ لِى رِجالُ الشُّرْطَةِ فِى حوالى الْوَاحِدَة صَبَاحًا واخبرونى بِمَا حَصَلَ مِنْ الْكِيزَان وَإِن الجنوبيين كَرَدّ فِعْلٌ قَدْ تَسَلَّحُوا بالأسلحة الْبَيْضَاء وَعَلَى وَشَكّ الْهُجُومُ عَلَى الْحَارَّة ٢١ وَأَهْلُهَا نِيَامٌ وَذَهَبَتْ إلَى مَوْقِعِ الْحَدَث وَوَجَدْت اللّوَاء ابوحراز سبقنى إلَى هُنَاكَ كَعَهْدِه وَمَعَه مَجْمُوعِه كَبِيرَةً مِنْ الشُّرْطَة شَكَلُوا حَاجِزٌ بَيْنَ الجنوبيين وَالحَارَّة ٢١

وابوحراز مِنْ أَوْعَى ضباط الشُّرْطَة وَرَجُلٌ وطنى ومثقف وَنَزِيهٌ وَمِثَال لِضَابِط الشُّرْطَة المثالى وَلَا أَعْرِفُ لِمَاذَا لَمْ يَرْشَح كَوَزِير للداخليه بَعْد الثَّوْرَة وَهُوَ أَحَدُ أَنْسَبُ مِنْ يَتَوَلَّى هَذَا الْمَنْصِبِ وَنَزَلَت وَمَعِى اللّوَاء ابوحراز إلَى دَاخِلِ الْخُوَار واستطعنا إقْنَاعٌ النازحين بحيدتنا وَإِن القَانُون سياخذ مجراه وَأُمِرْت بِالْقَبْضِ عَلَى إمَامٍ الْجَامِعِ وَمِنْ حَرّضُوا عَلَى الشَّغَبِ مِن الْأَسَاتِذَة فَوْرًا وَتَمّ الْقَبْض عَلَيْهِمْ جَمِيعًا وَشَاهِد الحَشَد الْمُتَّهَمِين وَهُم مَقْبُوض عَلَيْهِم فِى عربات الشُّرْطَة فَتَفَرّقُوا فِى سَلَام وَفِى الصَّبَّاح تَمّ جَلْب الْمُتَّهَم الْأَوَّل إمَامُ الْجَامِعِ للمحكمه فَتَمّ إِصْدارٌ حُكِمَ عَلَيْهِ بِالسِّجْنِ شَهْرَيْن سُجِن وَأَتَت نَفْسُ هَذِهِ الْوُجُوهِ مِنْ محامين الدِّفَاع الَّذِين تشاهدونهم فِى قَضِيَّة الْمَخْلُوع يَحْمِلُون العرائض لِإِطْلَاق سَراح الْمُتَّهَمِين مِن الْأَسَاتِذَة فرفضت كُلّ طَلَبَاتِهِم لِأَنَّ بَعْضَ الْمُصابِين مَازالُوا فِى المستشفيات وَتَقَدَّمُوا باستئنافات ضِدُّ الْحُكْمِ عَلَى إمَامٍ الْجَامِعِ وَلَكِن تَمّ تَأْيِيدٌ الْحُكْمِ عَلَى الْإِمَامِ وَقَضَى شَهْرَيْن فِى السِّجْنِ وَمَكَث أَسَاتِذَةٌ الْجَامِعَة أَيَّامًا فِى الْحِرَاسَة وَلَمْ يُطَلِّقْ سراحهم إلَّا بَعْدَ أَنْ تَقَدَّمَ محامو الْكَنِيسَة بطلبات تَنَازَل نِيَابَةً عَنْ المعتدى عَلَيْهِم تَنَازَل وَعَفْو عَن الْمُتَّهَمِين وَكَذَلِك الْعَفْوِ عَنْهُمْ فِيمَا سببوه مِن خَسَارَة مَادِّيَّة جَرَّاء تَكْسِيرًا الْمُعَدَّات الطِّبِّيَّة والثلاجات وَالسَّرَائِر وَكَثِيرٌ مِنْ الاثاثات الطِّبِّيَّة وَمَن صفعك عَلَى خَدَّك الْيَمِين أَدْر لَه خَدَّك الْأَيْسَر

تعليق واحد

  1. يا مولانا ديل عواليق عطالي ،،، يا ريتم لو رجال ديل مكسورين في نفسهم و شواذ من كبيرهم الذي علمهم السحر الي صاحب الروح الطاهرة ،في جسد نجس ،،، ياخي الهطلات ديل حسرتم ما بتجي مرتين ،،،، قرف اقرفهم ،،،،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..