المغرب .. العقل الحكيم في الجسم السليم ..

رغم ضعف علاقتي في هذه المرحلة من حيث المتابعة وشح المعلومات بالعالم الحديث للرياضة المحلية والإقليمية و العالمية وذلك نتيجة ضغوط الحياة وسرعة إستدارة عجلتها كأستدارة الكرة المجنونة التي إعتزلتها منذ ما يزيد عن الربع قرن و ظلت علاقتي بالرياضة منحصرة في بضع دقايق أقضيها في أحد أندية التربية البدنية للتخلص من الشحوم واللحوم الزائدة في الجسد الذي ظهرت فيه رفارف الكرش و ترهلت التصادم الخلفية وقد إشتكى منهما الحزام المسكين الذي كلما قلت كبيراً هو كان الخصرُ أكبر مع الإعتذار للخصر الصغير لمريا الأستاذين صلاح أحمد ابراهيم وحمد الريح !
رغم كل ذلك التباعد عن هذا العالم الساحر الذي توقف قطارنا فيه عند محطة الأسطورة جكسا وصديقنا الدحيش أمد الله في أيامهما ، إلا أنني تابعت من قبيل الفضول الصحفي بإلحاح رفض المملكة المغربية الشقيقة تنظيم كأس الأمم الأفريقية في يناير من العام القادم في غمرة تخوفها المشروع من خطر تنامي داء الإبيولا اللعين الذي داهم دولاً أفريقية وكأنها ناقصة بلاوي !
كان موقفاً حاسماً بحسابات حكومة المغرب التي فضلت عافية بلادها و مواطنيها وضيوفها على أية مكاسب مادية كانت أو معنوية وإعلامية يمكن أن تجنيها عن ذلك الحدث الذي سالت لتنظييمه عشقاً رغم تلك المخاطر أدمع بعض الدول التي تسعي لتلك المكاسب دون مراعاة للنتائج الكارثية التي يمكن أن تترتب عليه في ظل عجز العالم رغم تكاتفة لمحاربة ومحاصرة ذلك المرض عن إيجاد علاج شافٍ له .. غير تجنب الإحتكاك بالمصابين به أو حتى حامليه الذين يمكن أن ينقلوا العدوى وإن لم تظهر عليهم أعراضه المباشرة !
وهاهي دولة غينيا الإستوائية تضرب على جيبها الخاوي قبل صدرها وتقبل بتنظيم البطولة التي لا نعلم مقدار تحوطات الإتحاد الأفريقي لها وما إذا كانت البطولة ستكون بدون جمهور قادم من خارج الدولة المنظمة .. بعد عمل الفحوصات الدقيقة للعيبة الفرق المشاركة و طواقمها الفنية والإدارية و مسئؤلي الإتحاد وضيوفهم من الإتحادات الآخرى والإعلاميين وغيرهم .. وهو في حد ذاته إجراء شاق ومكلف ربما لن تستطع دولة غينيا المنظمة في حالة عدم تراجع إنتشار الداء حتى تاريخ إنطلاق البطولة القيام به مالم تجد دعماً مادياً وفنياً طبياً ولو جستياً كبيراً ومتكاملاً !
وهو الأمر الذي جعل السلطات المغربية تنفض الكره خارج ملعبها وهي تردد الشر بره وبعيد !
ولم تابه لأية عقوبات قد يفرضها عليها الإتحاد جراء هذا الموقف الوطني الذي لم يكن الأول في تاريخ دولة المغرب التي إنسحبت قبلاً من منظومة الإتحاد الأفريقي السياسية عندما إعترف بدولة الصحراء الغربية قبل أن يحسم أمرها بصورة نهائية الشي الذي إعتبرته حكومتها موقفاً إستفزازياً بل وعدوانيا.
وهي مواقف بغض النظر عن صحتها الكاملة أو النسبية ولكنها تعبر عن إعتزاز هذه الدولة الرزينة المعتدة بكاينها والتي تحترم أرضها وسيادتها ومواطنيها ولاتقبل التضحية بسمعة صناعتها السياحية ذات المردود الدائم في مقابل تجارة آنية عارضة أياً كان مقدار ما تحصده عنها!
والكلام ليك يا المنطط عينيك !
[email][email protected][/email]
( ويل لكل همزة لمزة )