مقالات وآراء سياسية

ابوهاجة، و البيان الاول للإنقلاب علي الثورة..

خليل محمد سليمان

الآن فقط، علينا، و علي القوى الثورية، و قوى التغيير، و الثوار ان نشمر عن سواعد الجد، للمتابع ما يدور من احداث متسارعة، و اخبار متواترة ..قد تمايزت الصفوف، و اصبح للكيزان منابر، و غرف للتخطيط للإنقلاب علي ثورة الشعب السوداني التي تكالبت عليها الاهواء، و المصالح، و الاغراض، و عملاء محاور الخزي، و العار.

يمكن ان نقبل بايّ عمل سالب في حدود ان الثورات في الاصل عمل فوضوي عفوي حميد ليهزم ماضي، و حاضر بغيض ليستشرف مستقبل زاهر بالتغيير الجذري.

الذي لا يمكن ان نقبله ان يخرج علينا سدنة النظام البائد بالتهديد، و الوعيد، و الثبور، و تشويه الثورة، و إستحقاقاتها، بباطل الثلاثين العِجاف.

اليوم قرأت اخطر ما كتبه ابوهاجة مستشار البرهان، و هو يعيد ذات اسطوانة معتز موسي في آخر ايامه التعيسة، ليحدثنا عن حرية التعبير، و المسيرات، و التظاهرات السلمية، و ضرب موسى مثلاً إستحى ابوهاحة ان يردده حيث قال في الدول العظمى، و الديمقراطية لا تخرج تظاهرة إلا بتصديق.

حسب ما جاء بين سطور ابوهاجة ستخرج في الغد القريب قوانين، و لوائح تقيّد حرية التظاهر، و إغلاق مناطق، و شوارع، و ميادين، و غداً لناظره قريب.

ليعلم ابو هاجة ان حق الإنسان في التجمع، و التظاهر كفلته كل الدساتير المحترمة، و لا احد يمتلك التصديق او عدمه، بل يتم إخطار الشرطة لأغراض الحماية، و التنظيم فقط، يعني للعلم، و ليس للموافقة.

بالنسبة للمناطق العسكرية، و ممنوع الإقتراب، و التصوير، يزيد ابو هاجة ان يجعل من الوطن مناطق محرمة، علي الشعب ان يصلها، و كأنها قلاع حصينة.

يا ابو هاجة.. عندما نثق ان من بداخل هذه القلاع قادة وطنيين، و همهم الوطن لا التنظيم الكيزاني المجرم ستكون مهمة حمايتها علي عاتق الشعب قبل الجيش نفسه لأن الجيش هو نبض الامة، و هذا ما يحدث في كل دول العالم المحترمة التي تجهل عنها الكثير.

ارجو ان لا تتحدث بما تجهل، في الدول المحترمة، لا توجد وحدة عسكرية، او مقر لمليشيا، او تاتشرات محملة بالاسلحة الثقيلة في الشوارع، او محشورة بين ازقة الاسواق، و الحواري، و بيوت المواطنين.

هل تعلم ان المتظاهرين في امريكا يقطعون آلاف الكيلومترات ليتظاهروا عند ابواب ناسا القلعة الاهم في الكرى الارضية علي الإطلاق؟

هل تعلم ان المواطن دافع الضرائب له الحق، و يتظاهر امام ابواب مناطق مغلقة لا تعلم عنها شيئ في عمق صحراء نيفادا؟

ما قرأته اليوم لأبو هاجة هو بداية بيان الإنقلاب علي مكتسبات الثورة، و اولها حرية التعبير، و حرية التظاهر السلمي.

الشماعة الخيبانة.. نمنع التظاهر السلمي للخوف من المندسين، و المخربين.. إذن لماذا لدينا جيش، و شرطة، و امن، و مليشيات، تستهلك 80% من مقدراتنا، و قد انهكنا الوقوف في الصفوف، و طوابير الخبز، و غاز الطبخ، و الوقود، و الصيدليات.

آليات الحرية، و سلمية التظاهرات هي التي إقتلعت رأس النظام البائد، و ستقتلع اذياله بإذن الله، و هذا ما يخيفهم.

الاكيد ان سدنة النظام البائد ميدان معاركهم، هو الحروب الاهلية، و تجييش المليشيات، و تسليح القبائل، و الطلاب بالسيخ، و العصي، و الطبنجات، و الخراطيم.

لم، و لن ننجر إلي ميدانكم القذر، فبالسلمية، و التظاهر الحضاري، و الإعتصامات المدنية فقط سنحرر بلادنا من الإحتلال الكيزاني البغيض، و سنحرر قواتنا المسلحة الباسلة، درعنا الواقي، و سيفنا البتار.

هذه الحريات لم ولن تكن منحة من ابوهاجة، او سيّده البرهان، الذي تحرسه مليشيات قبلية، بل هي إستحقاق إنتزعناه عنوة، و إقتداراً، و قدمنا لأجله دماء طاهرة، فلا يجرؤ كائن من كان ان يحرمنا منه مهما كانت الاسباب، و التداعيات.

عبثاً ابوهاجة تحدث عن المسيرات الحضارية، و يدعوا لها، و كأن كل اعمال الثورة كانت عشوائية، و شيطانية.

السؤال..

ايها المتعامي عن الحقيقة هل هناك سلمية، او تظاهر حضاري في التاريخ اعظم، و انبل من إعتصام القيادة العامة؟

لماذا تم فض هذا المشهد الحضاري، الذي، ابهر كل العالم؟

ألم يكن سلمياً؟

للأسف عقلياتكم الخربة لا يمكن ان ترى الحقيقة، و الجمال، و الحضارة إلا عبر موازين الفكر الضال، و المناهج الشاذة التي لا تؤمن بالحرية، و الديمقراطية، و التعدد.

يجب ان تخرج كل المؤسسات العسكرية، و المليشيات من داخل العاصمة، و المدن، و هناك اكتبوا ما شئتم، و ذلك لا يعني انكم احرار في ما تفعلون.

المؤسسة العسكرية هي ملك الشعب، و يمولها من حر ماله من رباط البوت الي الطيارة، لذلك من حقه ان تعمل بشفافية، وان تكون كل اعمالها، و افعالها متاحة للنقد، و التقييم، حتي نضمن منعتها، و تقدمها، لطالما هي الدرع، و السيف.

احاديث ابوهاجة، او عقلية الكيزان لا يمكن ان تجعل من جيشنا جيش محترم، و قوي، بل ستزيد إتساع المسافة بينه، و بين حاضنته الشعب السوداني العظيم.

كسرة..

البرهان .. ماذا عن مكتبكم حيث الكيزان، و سدنة النظام البائد من مدير مكتبكم كاتم اسرار المأفون المخلوع إبن عوف، و كل طاقم المستشارين؟

برهان.. قائد لا يستطيع تغيير طاقم مكتبه غير جدير بالقيادة، و غير جدير بالإحترام.

البرهان.. مفاصل القوات المسلحة يسيطر عليها الكيزان، و سدنة النظام البائد، و نبحث عبثاً عن القتلة، و المجرمين

تعليق واحد

  1. وااااهم الله ينور عقلك…. اين تعيش انت لا اظن انك تقف في صفوف حفظ الحياة وتجنب العذاب جوعا حتي الموت. كن عقلانيا لتجدمن يستمع اليك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..