يكبُر الصغار .. ولكن هل يصغُر الكبار .. !

على مستوانا نحن كأفراد بسيطين حينما يلفنا جفاف الكبر يقفز الى منصة دورنا شبابُ أبنائنا الأخضر ، فتتأخر خطواتنا وراءهم سيراً في دروب ماتبقى لنا من سنوات العمر إن كان فيها بقية ، بعد أن كنا نقودهم وهم أطفالاً أو صبية لنرتقي بهم مدارج النجاح في دراستهم حتى غدوا رجالاً عاملين حملوا عنا الرأية بامانة وثقة !
هذا الأمر يحدث على مستوى الأفراد بحكم دوران دولاب الحياة المتقلب الى الأمام !
ولكن هل يمكن إسقاط تلك الفرضية على ناموس الحياة في عالم السياسة ، حيث يتقازم الكبار أمام تطاول الصغار ، فتتحكم الدول التي حباها الله بنعمة الثروة على صغر حجمها الجغرافي وقلة عدد مواطنيها الديموغرافي في مسار سياسات الدول الكبيرة حجماً وعدداً حينما يتقلص تأثير دورها والتي لم تحافظ على نعمتها في شبابها فمدت يدها لينتشلها الآخرون وقد اقعدتها الشيخوخة في قاع جب العوذ ، وكأنها تفقد في خجلٍ وعجز إستقلالية قرارها بعد أن تسولت قوتها جراء تبديد مواردها بأيد حكامها وعقوق بنيها !
وصدق الشاعر حينما لاطف سيدة كانت في زمانها حسناء عصرها ، فجارت صروف الدهر على عودها الذي جف بعد أن كان غضاً ندياً ، فخاطبها معزياً في الذي مضى ومطمئناً بإمكانية أهمية دورها في قادم الأيام إن كان فيها بقية عزم لإستعادة بريقها ولو في أجيال أحفادها !
قائلاً لها ..
الدهرُ لو تعلمين خؤونُ ,,
وكم ذُبلت أزهارٌ وحسانُ ..
لكّن جمال الروح كالتبر ..
براقٌ وإن تقضّى زمانُ..
فربيعُ الحسن إذا ولى ..
يبقى قي عودك إنسانُ..
وخريف العمر له غيماتٌ..
تحيا من نشرها أغصانُ..
***
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مساك الله بالخير استاذ برقاوي
    يقال ( ان الانسان كلما تقدم به العمر اصبح اكثر تشبثا بالحياة ) وزماااان لما الناس كان عندها دين بيقولوا ( فلان طوى فراشه ) وهذا دليل على أنه ترك النوم واصبح يتهجد استعدادا لآخرته.
    السياسيين السودانيين عطلجية ما عندهم شغله غير السياسة ( والغريبة انهم فاشلين فيها ) عشان كده ما بيتزحزحوا الا للمقابر .
    شيح حمد تنحى لابنه الشاب تميم / الصادق المهدي ركب ولدو في عربية وحلانه وهو سائق واحده بدون عجلات / الميرغني ركب ولدو مع ولد الصادق ( مافيش حد احسن من حد ) والميرغني حاااااايم
    لك الله يا شعب بلادي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..