اليوم العالمي للغة العربية

احتفل العالم الاسلامي والعربي قبل ايام قليلي باليوم العالمي للغة العربية وجاء الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة كمثل كل مرة هزيلا وهشا ومتواضعا ولايرقى لمستوى الحدث والمناسبة (لغة الضاد والقرآن الكريم) ومر مرورا عابرا كذكرى حزينة تؤطر لتاريخ ومجد أمتنا العربية والاسلامية بعكس ماتشهده بعض المناسبات غير ذات الاهمية من زخم واعلام يظل صداها عالقا بالذاكرة لعشرات السنين .
ويعزى السبب في ماتقدم لجهلنا وانظمتنا وحكوماتنا العربية والاسلامية بالقيمة الحقيقية لهذه اللغة وماتشتمل عليه من روعة معاني وطباق وجناس وتصوير وفهم وثبات واستقرار وكيف لاتكون كذلك وهي لغة القرآن الكريم وعندما نقول القران الكريم يجب أن تصمت كل الاشياء وتغلق كافة المعايير وتوصد جميع المقاييس لأنه لاشي يعلو على كلام الله سبحانه تعالى حيث فيه القوة والعزة والمنعة والعطف والرحمة والعدل والامانة والانسانية والسمو بالنفس البشرية فيه كل شي يتعلق بالحياة باختصار شديد
لقد أهملت شعوبنا وحكوماتنا لغة الضاد الراقية وانصرفت باكملها الى لغة الفرنجة وصار التباري والتنافس على اجادة لغة الفرنجةاكبر من التنافس على لغتنا العربية السمحة الخالدة
وصار تعلم اللغة الانجليزية مثلا اكثر اهمية من تعلم العربية نفسها وان من لايعرف الانجليزية جاهل ومتخلف وغير متحضر ولايستطيع مواكبة ومجاراة العالم المتحضر بينما أهل هذه اللغة يدركون تماما إن اللغة العربية هي اعظم لغة وانها سيدة اللغات بلامنازع وان تعلمها وادراك وفهم معانيها هي غاية أمنياتهم .
وليت الشعوب العربية والاسلامية تنظر للكثير من الدول غير الناطقة بهذه اللغة ومدى حرصهم على لغتهم الاصل وعدم التهاون أو التلاعب او الاستهتار بها او الحد والانتقاص من قدرها وقيمتها ودونكم شعب الصين العظيم أكبر دولة ناشطة اقتصاديا في الوقت الراهن وتسيطر منتجاتها وتنتشر في كل دول العالم هولاء الناس لايجاملون بلغتهم ولايتنازلون عنها قيد انملة في كافة اجتماعاتهم ومؤتمراتهم العالمية لايتحدثون غير لغتهم ولايفهمون غير لغتهم ومن أراد التحاور والنقاش معهم عليه أن يحضر خبيرا يفهم مايقولون ومايودون الوصول اليه .
وكذلك إخواننا الأوربيين لايتنازلون قيد انملة عن التحدث بلغتهم الام والتفاوض والتفاهم على ضوئها بينما نتنازل نحن العرب عن لغتنا (لغة الضاد والقران الكريم) رغم اتساعها وشموليتها التامة وروعة معانيها وانها لغة لاتحمل اكثر من معنى ويبدو فيها تناغم المعنى والسبك اللغوي وتحديد المقصود بدقة متناهية وليس فيها اي احتمالات او مزالق تفسير .
نتنازل عن لغتنا الخالدة ببساطة متنهية وكانها لغة لاننتمي اليها او لاتشرفنا او لاتشبهنا ونتحدث مع القوم بلغتهم هم بدلا من ان نعلي من رايات لغتنا الخالدة ونعمل على رفعتها وتطويرها ودعمها بجميع المعينات وإعلاء رايات سيادتها بين كافة اللغات وان نتحدث بها في اي محفل وفي اي مؤتمر أو تجمع عالمي او اقليمي او محلي ، ونجبر الاخرين على فهم معانيها ، او يحضروا من يشاءوا من المترجمين الملمين بخفاياها والعارفين بسبر غور أعماقها .
لقد آن الاوان لإحداث ثورة حقيقية تعيد للغة الضاد هيبتها وقيمتها وان يلتفت مجتمعنا العربي والاسلامي لأهمية اللغة العربية وضرورة أعلاء شأنها بين جميع اللغات والاعتزاز والفخر التام بها وان يقدس مناسباتها وشعاراتها وان تتبنى حكوماتنا نهجا ثابتا في تعظيم هذه اللغة وتعليم فائدتها وقيمتها للاجيال الناشئة وان تتولى هيئة اليونسكو والمنظمات الدولية الناشطة في مجال لغة الضاد ووزارات التربية والتعليم ووزارات التعليم العالي افراد حيز واهتمام مقدر باللغة العربية ومناهجها ومفرداتها ووسائل تعليمها ودعم اقسام اللغة العربية بالجامعات والمعاهد العليا وتشجيع الدراسات العليا في مجالاتها المختلفة وتجهيز الخبرات والكفاءات القادرة على وضعها في مكانها السليم ودعم وتحفيزوتشجيع معلمي اللغة العربية وخريجي كليات واقسام اللغة العربية ودعم المكتبات بالجوانب الايجابية المفيدة التي تخدم هذه اللغة وان يكون يوم الاحتفال بها يوما خالده في ذاكرة الامم والشعوب
أضطرت لكتابة هذا المقال لأنه أحزنني بالفعل مرور هذه المناسة على القوم مرور الكرام
والله الموفق والمستعان
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..