مقالات وآراء سياسية

الحصة وطن يا ثوار ولا وجود للوطن بدون علم

ناجي سيد احمد 

التاريخ يعيد نفسه

في نهاية الستينات لم يستطع تجار الدين ( سلفيون وأخوان مسلمون وهلمجرا ) الفوز بأكثر من ثلاثة مقاعد في البرلمان/ الجمعية التأسيسية , ثم جاءت حكومة نميري 1969-1985 فحاولوا إزاحتها بالقوة في 1973 ثم 1976 دون جدوى وبفطنة المرحوم الإمام الصادق المهدي عليه رحمة الله تم حقن دماء ابناء الوطن بالمصالحة الوطنية فدخل الأخوان المسلمون واذنابهم من تجار الدين – الظلاميين أعداء الفكر , والدين منهم براء كبراءة الذئب من دم إبن يعقوب , دخلوا دولاب الدولة والنقابات كما السوس تحت (فقه) التمكين من الداخل ثم الإنقضاض , وزعموا أنهم اشترطوا على الرئيس نميري أن يخلي بينهم وبين الناس , أي يتركهم يمارسوا نشاطهم السياسي دون حجر , ولكن معروف أن جعفر النميري لا يشرط عليه أحد شرطاً ولكن كان حري بهم أن يقولوا طلبنا أو التمسنا من الرئيس السماح لنا , فهل ياترى كانوا يؤمنون بالفكر والحوار أم كانوادعاة عنف ضد كل من خالفهم الرأي ؟
إن أدعياء الدين وأعداءه لا يؤمنون بالحوار ومقارعة الحجة بالحجة , فهم لا يملكون حجة لأنهم جاهلين حتى بالدين الذي يدعو إلى التفكر والتدبر , ويشهد عليهم التاريخ بمؤامرتهم في حل الحزب الشيوعي وطرده من البر لمان في عام 1968 على الرغم من صدور قرار من المحكمة العليا ببطلان قرار البرلمان بحله, فهؤلاء لا يؤمنون بسيادة حكم القانون.

وفي فترة المصالحة التي أهداها إياهم الإمام الصادق المهدي في طبق من ذهب لم يكن لهم أسلوب غير أسلوب العنف فكان أن فرخوا كوادر الإرهاب مثل الطيب سيخة وأمثالهم الذين سعواا للإطاحة بحكومة دولة رئيس الوزراء الراحل السيد الإمام الصادق المهدي , ثم أذاقوا البلاد والعباد ما أذاقوه خلال ثلاثين عاماً من صنوف العذاب .

خلال فترة المصالحة كان تيار اليسار السوداني والتيارات الليبرالية الأخرى داخل الجامعات وسوح ونوادي وميادين المدن والأسواق في كافة أنحاء السودان تنشر الفكر الحر عبر الندوات والمحاضرات وأركان النقاش التي تفضح جهل وضحالة فكر تجار الدين الذين لا دين لهم ولا خلق , فكانوا يقابلون الحجج بالسيخ والعصي والسلاح الأبيض وقد تصدى لهم آنذاك الطلاب النابهون أمثال القراي طالب كلية الإقثصاد بجامعة الخرطوم والطالب أحمد المصطفى دالي الطالب بكلية العلوم بذات الجامعة ومثلهم كثر بالجامعات والمعاهد العليا والخدمة المدنية تعرضوا للضرب والأذى ولكن برغم كل تلك المعاناة وفي فجر الثمانينيات تمكن تحالف تلك الكيانات الحرة بالتضامن مع مؤتمر الطلاب المستقلين آنذاك ( المؤتمر السوداني اليوم ) وحزبا الأمة والإتحادي والبعث والشيوعي والناصري وغيرهم , تمكنوا من هزيمة أعداء وأدعياء الدين والحرية في إنتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ثم تلتها الجامعات والمعاهد الأخرى التي كان يفوز فيها الظلاميون بالتزوير .

فما اشبه اليوم بالبارحة , حيث وجه الشبه بين حكومة الطلاب آنذاك وهي تنتصر على الظلاميين حملة السيخ وحكومة ثورة 19 ديسمبر حيث المكون المدني يضم ( الطالب آنذاك ) و ( الدكتور عمر القراي اليوم ) بينما بعض حملة السيخ اليوم يختبئون وسط المكون العسكري ,
إن مسئولية الإعتداء الذي وقع نهار اليوم على مقر مدير المناهج عمر القراي تقع على عاتق وزير الشئون الدينية أولاً ثم النائب العام ثانياً ثم وزير الداخلية ومدير عام الشرطة ثالثاً ,
هذا الإعتداء إعتداء على الثورة وعلى وزير الأوقاف أن يصدر فوراً قراراً بإيقاف كل ائمة المساجد الذين حرضوا أو كفروا مدير المناهج صراحةً أو كناية وفتح بلاغات في مواجهتهم وإحالتهم إلى المحاكم فورية وعلى النائب العام ووزارة الداخلية القيام بواجباتهم لأن الإعتداء ليس على شخص بل إعتداء على الدولة ومستقبل أجيالها.

وعلى وزير التربية عدم قبول إستقالة مدير المناهج بل الوقوف إلى جانبه والتضامن معه , وعلى الثوار بكل تشكيلاتهم حماية ثورتهم , فإذا انتكست راية التعليم فأي راية للثورة بقيت.

إن هذه المؤامرة من ورائها أصحاب المطابع وكتب الجهل التي ستبور في أيديهم بعد أن نزل المنهج الجديد إلى المدارس يدفعون لهؤلاء الأراذل الذين يعتلون المنابر ليحرضوا عامة الشعب , كما يدفعون للفيف من صناع المظاهرات والهتيفة من أزلام النظام البائد من أجل مصالحهم الضيقة , كل هذا باسم الدين الذي باسمه نهبوا وباسمه قتلوا وباسمه زنوا واغتصبوا وباسمه فصلوا الجنوب الحبيب.

ناجي سيد احمد

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. ياناجى سيد احمد انحنا عارفين المعلومات اللتى سردتها . ونقدر لك ذلك ولكنك تجنبت { خوفا لاادرى اوسهوا } أى ذكر لمن اقصى د القراى . هذا الرجل المدعو حمدوك واللذى ضحى اللاطباء والمهندسون والمحامون والصحفيون وطلاب الجامعات بدمائهم وقدمو الشهداءمن اجل تنفيذ مبادئ الثورة وآثروه على انفسهم للقيادة هذا الرجل مافتئ يقدم الصدمه تلو الصدمه للجميع —-على اتحاد المهنيين وقحت ورجال المقاومه اثبان انهم صناع الثورة وحماتها يجب اقالة هذا الرجل اليوم وقبل غد

  2. يا اخ ناجى مقالك يخلو من اهم معلومه { لاادرى خوفا اواسقاطا متعمدا} من اللذى خذل د.القراى وارتجف لصياح احد المأفونين داخل احد المساجد. ؟ خذلان القراى هو خذلان لدماء الطلاب اللذين استشهدو فى ديسمبر—لم اكن اتخيل ان من وثق به الثوار وسلموه شيك على بياض لقيادة الثورة يقابلهم بالجحود ويصدمهم بالقرار تلو القرار—على رجال المقاومة واتحاد المهنيين وقحت اقالة هذا الرجل اليوم قبل غد هنالك العشرات من الرجال الشجعان الجديرون برئاسة الوزارة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..