يا برهان، لن تتوقف الاغتيالات في دارفور طالما رفضت محاكمة موسي هلال!!

١-
اكبر خطأ ارتكبه الرئيس البرهان، ويصر عليه باصرار شديد وعدم تصحيحه ، ان وقف الي جانب “حميدتي” في رفضه تقديم موسي هلال زعيم قبيلة “المحاميد” للمحاكمة المسجون في السجن العسكري منذ شهر نوفمبر عام ٢٠١٧، وهو الامر الذي ادي الي اشتعال حدة المواجهات المسلحة بين انصار موسي هلال المنضوين تحت في “مجلس الصحوة الثوري” وبقية الفصائل المسلحة الاخري سواء كانت تابعة للقوات المسلحة او قوات “الدعم السريع” او رجال الشرطة والامن، لقد طالت الاغتيالات في دارفور اكثر من (١٣٠٠) دارفوري خلال الفترة من ابريل عام ٢٠١٩ وحتي اليوم – (حسب ماجاء في الصحف المحلية)- ، اغلبهم من السكان المسالمين الذين شاء حظهم العاثر انهم يعيشون في مناطق لم تعرف الامن والامان منذ عام ٢٠٠٣ – اي قبل (١٧) عام وتحت اليوم.

٢-
الرئيس البرهان يعرف حق المعرفة وعن خبرة ودراية بحقيقة الامن الفالت والفوضي العارمة في دارفور، ان ما يدور هناك في كثير من مناطق دارفور من اقتتال واغتصابات وخطف وحرائق وسرقات للمواشي، سببها انتقام جماعات موسي هلال من السلطة الحاكمة في الخرطوم التي رفعت يدها عن موسي هلال وناصرت “حميدتي” الذي ابقي ابن عمه في السجن واستفرد هو وشقيقه عبدالرحيم بالثروة وامتلاك مناجم جبل عامر، وطرد من مناطق التعدين كل شخص له علاقة بموسي، ولم يكتفي “حميدتي” بذلك بل تعمد اذلال اسرة موسي هلال واولاده بصورة مهينة امام جميع الناس في المنطقة كنوع من (كسر عين) الزعيم، وتم ارسال موسي الي الخرطوم مخفورآ مكبل بالحديد ومعه عدد من أفراد أسرته ومقربين منه تمهيدآ لمحاكمته امام محكمة عسكرية، ونشرت الصحف المحلية في يوم ٣٠/ نوفمبر ٢٠١٧ صور مؤلمة عن حال موسي وهو قابع داخل عربة بوكس، وتعمدت السلطة في الخرطوم السماح بنشر الصورة كنوع من الاذلال والحط من قدر زعيم.

٣-
لم يسكت “مجلس الصحوة الثوري” من تذير مغبة التمادي في الظلم، فقام المجلس في اليوم الاول من شهر نوفمبر٢٠٢٠ بتحذير قوات “الدعم السريع” من اعتقال أو اختطاف أو إخفاء أو قتل وجرح منسوبيه ونهبهم أو إرهاب أي شخص من حواضنهم الاجتماعية، وهدد المجلس في بيان صادر عن الناطق الرسمي باسمه بأنه في حالة التمادي والإقدام على أي عدوان ستكون العين بالعين والسن بالسن.

٤-
وكما قالوا في المثل المعروف “لا يفل الحديد الا الحديد”، سارعت جهات مسلحة مجهولة – وكل لبيب بلاشارة يفهم من هي هذه الجهات – الي اشعال فتيل الحرب، وستبقي الاوضاع المزرية كما هي ما لم يجنح البرهان الذي يخضع لتوجيهات “حميدتي” الي تطبيق مبدأ العدالة الحقة، وان كل متهم له الحق في تقديمه لمحاكمة عادلة.

٥-
لا يهمني في هذا المقال من قريب او بعيد شخصية موسي هلال، ولكن يهمني بالدرجة الاولي ضياع ارواح لا ذنب لها في معارك دموية بين الفصائل المسلحة، وكان يمكن لبرهان بكل سهولة ويسر ان يوقف نزيف الدم ويحمي دارفور من الكوارث والنكبات في المنطقة ، وان يبسط الامن والامان في كل ربوع دارفور، ولكن هذا البرهان الغريب العجيب في تصرفاته المشينة رفض ان يجنح للتعقل وابقي دارفور علي نفس الحال كما في زمن الرئيس المخلوع!!

٦-
مرفقات لها علاقة بالمقال:
(أ)-
مجلس الصحوة: محاولة فاشلة لاغتيال موسى هلال…
https://tasetinews.com/news/9685/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%88%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%81%D8%A7%D8%B4%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89-%D9%87%D9%84%D8%A7%D9%84
(ب)-
السودان.. مظاهرة أمام وزارة العدل تطالب بإطلاق سراح زعيم قبلي…
(ج)-
(الخيار والفقوس) في تنفيذ الاعتقالات: علي عثمان، نافع، طه عثمان وموسي هلال (مثالآ)؟!!
http://rss.mesbahey.com/posts/explIWh2T7
(د)-
اخر خبر عن دارفور – اليوم ٧/ يناير ٢٠٢٠:
بينهم نظامي.. مقتل وإصابة 3 أشخاص بإطلاق نار في دارفور

بينهم نظامي.. مقتل وإصابة 3 أشخاص بإطلاق نار في دارفور

بكري الصائغ
[email protected]