انفلات الاحساس بالبيئة

كثرت الملاحظات وكثر الحديث بين الناس جيئة وذهابا عن تكوم النفايات في الطرقات وزيادة الأوساخ أمام المنازل في ولاية الخرطوم وفى كثير من الولايات التي تستقطع أموالا كبيرة من اجل التخلص من النفايات وارى إن زيادة التلوث البيئي وعدم التخلص من النفايات يعمل على تفلت الحس البيئي لدى المواطن
واقصد بالحس البيئي عند المواطن إحساسه بالالتزام على نظافة المكان الذي حوله سواء كان شارعا أم مدرسة أم مستشفى أو منطقة عمل أو مصنع , ويكون الالتزام بالتنشئة المتكاملة في شكل بنية الأفكار والمعتقدات التي تغرس فى المواطن منذ طفولته تعلمه الحرص على الحفاظ على البيئة من اجل الحصول على جو نقى خالي من التلوث من نواتج ثاني أكسيد الكربون ومخلفات النفايات الملقاة , ومن اثر المواد المتخلفة والروائح الخارجة منها , وتكون تلك التنشئة متكاملة مع إحساس متكامل بالعمل المتعاون بين الحكومة والمواطن يحث كل منهما الطرف الأخر إن يقوم بواجبه لجعل منظر المدينة جميلا الشيء الذي لا نجده في السودان , فالسلطة عملت في أوائل فترته على التعامل مع المواطن وكأنه وقود حرب ودفعه لمعارك الجنوب وغير ذلك فهو ليس في حساباتها ولم تلقى بالا لتزكية روح تنظيم المجتمع فيه,فنشأت بين أجيال لم تتعود على الإحساس بالحس الجماعي في العمل واستبدلت بذلك حضور المجموع من الإفراد من اجل التنافس والسعي المبكر للتخلص من المعوقات ولو على حساب روح الجماعة والمحبة.
الحس البيئي المتكامل هو في أصله إحساس بخروجنا نحن البشر من عباءة الطبيعة وتكويننا الجسماني وأجسادنا متشابهة لتكوين الكائنات الأخرى ويزيدنا عليها العقل الذي يجعلنا نخصص سلوكنا بمجموعة من طرق الضبط الاجتماعي من اجل خلق مجتمعات تتعامل وتفكر وتحب وترسم وتغنى وتعمل ,وغير ذلك يكون من السوء عدم تقدير هذا العقل والعودة به للتعامل مع الطبيعة الشبيهة بنا من اجل تدمير الطبيعة فتحطم بذلك الأشجار وتشعل الحرائق وتكوم الأوساخ ورغم إن الطبيعة تعطينا الدروس المجانية لسلوكنا النفسي فتعلمنا متى نغضب ومتى نفرح ومتى تحزن ومتى نفكر وتنظم أحوالنا , إلا إن ضيق المعيشة المتواصل وعدم تعامل السلطة على خلق نظام متواصل يطمئن إليه المواطن جعله يسعى للتعامل مع البيئة وكأنها هاجس وقتي يسعى لمعالجتها بسرعة فائقة سوى برمي الأوساخ أو حرقها أو رمى مخلفات البناء , وبينما نجد إن السلطات لاتسع لتنظيم العمران وتسعى دائما مقابل ذلك لبيع الأرض للمغتربين والوافدين للخرطوم والمدن من القرى ومن الأجانب كل ذلك سارع فى سوء الوضع البيئي وأصبح منظر المدينة قبيحا غير مشجع على التواصل مع الواقع المحيط في الغدو والرواح كما إن سوء الوضع البيئي المتواصل يدفع بالمواطن لمعيشة واقع التخلص من المشاكل التي تواجهه ولو بكل الخسارات وباقل مكسب اجتماعى مغلبا استدامة الحياة على استدامة النجاح
[email][email protected][/email]
ياسر زمراوي؟؟؟