هذ العبارة (لحوم العلماء مسمومة) للحافظ بن عساكر الدمشقي الذي عاش في القرن السادس الهجري وهو من مفسري الحديث وصاحب الكتاب المشهور (تاريخ دمشق) .ومن شدة ذيوع هذه العبارة والإستشهاد بها ظن البعض إنها حديثاً نبوياً العلماء ليسو معصومين من الخطأ كما يستدرك عليهم ويحق نقدهم. العلماء بشر كغيرهم ولا يمنع ان يكون الإستدراك والنقد عليهم بعلم وأدب وكلما اقتربوا من السياسة وربطوا فتاويهم بالتسيس كلما زاد القدح فيهم وستغتابهم الناس ويكثر الحديث عنهم وغيبتهم والحديث عنهم فيه ضرر للإسلام وللعقيدة .وإذا كان للأنبياء حق التبجيل والتعظيم والتكريم من الطبيعي لورثتهم وهم العلماء نصيب من ذلك وفي توقيرهم توقر الشريعة التي يحملونها وبإهانتهم تهان الشريعة وفي إذلالهم وسقوطهم أمام أعين الناس سوف يذل العلم الذي يحملونه في صدورهم ولم يبق لهم قيمة ..وكثرة إحتقارهم والإذدراء عليهم وكثرة انتقادهم فيه ضياع للشريعة وتمزيقها وتجريحها تكون لحومهم مسمومة بأن لا يكونوا علماء لاغراضهم الخاصة وطوائفهم وينظروا ماذا يرضيهم. إذا رأوهم على شئ أفتوا بما يرضيهم, ثم يحاولوا أن يحرفوا النصوص من أجل موافقة أهواءهم .. وأيضا بأن لا يكونوا علماء الدولة والسلطان ينظروا ماذا تريد الدولة فيفتوا بما تريده ولو كان في ذلك تحريف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والمتابع لعلمائنا ولمواقفهم منذ ثلاث عقود وأكثر وحتى الان هم كانوا يعظون المسلمين فى كل شىء الا فيما يحتاجون اليه حقا. لن تجد شيخا واحدا منهم يتكلم عن التعذيب ولا القتل في المعتقلات ومن تحدث عن الفساد والقتل لم يكن حديثه بقدر الجريمة وعظمتها .. ومنهم من لم يكتفوا بالسكوت عن الحق بل أعانوا الظالم على الظلم. هؤلاء السبب الأصيل فى تخلفنا، إذن فكيف تكون لحومهم مسمومة ؟؟ ومن شأن هذه السياسة للعلماء والبعيدة عن الأحداث ستقلل من قيمة العلم الذي في صدورهم والذي يعلمونه للناس وبالتالي لا يقبل الناس بما يأتون به من العلم وهذا فيه ضرر كبير على الدين مما يضطرّ الناس أن يخوضوا في الحديث عنهم ويكثر نقدهم
|
ما معنى مسمومة وكيف؟ ولماذا العلماء لحومهم كذلك ولحوم غيرهم ليس !؟
ولكن يجب توضيح المراد بالعالم من هو ؟
وقال سفيان الثوري ، عن أبي حيان التميمي ، عن رجل قال : كان يقال : العلماء ثلاثة : عالم بالله عالم بأمر الله ، وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله ، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله . فالعالم بالله وبأمر الله : الذي يخشى الله ويعلم الحدود والفرائض . والعالم بالله ليس بعالم بأمر الله : الذي يخشى الله ولا يعلم الحدود ولا الفرائض . والعالم بأمر الله ليس بعالم بالله : الذي يعلم الحدود والفرائض ، ولا يخشى الله عز وجل .