كل هذا كان حصاد علي عثمان محمد طه للسودان، فهل من حصاد أسوأ من هذا ؟

د. هاشم حسين بابكر

تناول الأوساط السياسية وشبكات الأخبار العنكبوتية نبأ استقالة علي عثمان محمد طه وباهتمام فاق الاهتمام بالتعديل الوزاري والذي يقال عنه إنه جذري!!

وأعتقد أن هذه الضجة والاهتمام بالاستقالة في غير مكانها؛ فالدولة لا تقوم على أشخاص بل على مبادئ ومنهج وقوانين ومؤسسية، فالشخص مهما طالت إقامته فإنه على آلة حدباء محمول!!

ولا أعتقد أن علي عثمان قدم للسودان ما يستوجب كل هذه الضجة؛ فالرجل الأقل التصاقاً بالجماهير والأقل مخاطبة لها، بل إن الأمور كانت ولا تزال تُدار بواسطته من وراء حجاب، فالرجل لم يكن يمتلك الكاريزما التي تجذب الناس إليه!!

وبما أن الشيء بالشيء يُذكر، أضرب مثالاً بالجنرال ديجول الرئيس الفرنسي السابق والذي قاد المقاومة الفرنسية من وراء الحدود لمقاومة الاحتلال النازي حتى تم تحرير فرنسا!!

الشعب الفرنسي مجَّد ديجول أيما تمجيد وحتى اليوم إن ذكرت في فرنسا كلمة «لُو جنرال» فإن المعنى هو ديجول. ديجول كان من أكثر الرؤساء شعبية حتى خارج فرنسا، الرجل في أوج عظمته هذه قدم استقالته من رئاسة الجمهورية!!

لم تشهد فرنسا تغييراً يُذكر في سياستها بل لم تنل استقالة ديجول مثقال ذرة من الاهتمام الذي نالته استقالة علي عثمان مع الفارق الشاسع بين ما قدم كل منهما لبلده!!

أفذاذ حكموا فرنسا بعد ديجول منهم بومبيدو ومتران على سبيل المثال لا الحصر كانوا من تلاميذ ديجول فمن يا ترى من يشار إليه ويقال إنه تلميذ علي عثمان!!

أعتقد أن عصر القادة الأفذاذ ذوي الكاريزما قد انتهى، فما عادت الدول تبنى على أشخاص والتاريخ يقول إن الدول التي تبنى على أشخاص دول زائلة رغم عظم من انشأها كالإسكندر الأكبر وفرعون وكسرى وقيصر، وقد كان آخرهم هتلر الذي أدخل العالم في حرب ما زال يعاني من ويلاتها حتى اليوم!!

وما بنيت دولة على شخص مهما كانت مكانته وقد نوَّه القرآن الكريم وحذّر المسلمين قبل ممات سيد خلق الله عليه الصلاة والسلام «وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم»

ماذا قدم علي عثمان للسودان؟! أقولها وبالفم المليان لا شيء!! وإذا كان يعتبر أن مجرد توقيعه لنيفاشا هو أجلَّ ما قدم للسودان فإن الأحداث أثبتت بعد ذلك إنما توقيع نيفاشا كان البداية لتفكيك السودان، ويدعي من يدعي أن الاتفاقية جلبت السلام، لكن واقع الحال أثبت أن ما وقعه إنما كان لتوسيع الحرب وتدويلها!!

علي عثمان المحامي والقانوني يوقع على منح الجنوب تقرير المصير في حين أن ذلك مخالف للقانون الدولي الذي يقول في إحدى مواده إن تقرير المصير يمنح للأمم ذات اللغة والثقافة المشتركة!! هل ينطبق هذا على ما وقعه علي عثمان؟! وقد وافق في اتفاقية نيفاشا على سحب الجيش السوداني رمز السيادة من أرض الجنوب فهل بقي بعد هذا رجاء وأمل في الوحدة؟. بهذا أعطت الاتفاقية استقلال الجنوب قبل ست سنوات من إعلانه. إقليم بيافرا والذي طالب بالاستقلال من نيجيريا، والتي رفضت استقلال الإقليم ووقف كل العالم وإفريقيا مساندة لنجيريا حتى قهرت التمرد! لماذا وقفت إفريقيا مساندة لنيجيريا؟!

الإجابة بسيطة حتى لا تقوم حركات مشابهة في إفريقيا وما أكثرها إن قبلت بمثل هذه الانقسامات!!!. واليوم وبعد توقيع نيفاشا ظهرت حركات مشابهة في مالي والنيجر وإفريقيا الوسطى والقائمة تطول، وقد عجبت لبعض أقلام النفاق وهي تكتب مطالبة منح علي عثمان جائزة نوبل للسلام ورغم أن اتفاقية نيفاشا كثيرة الشبه في أوجه عدة خاصة في القوانين التي أشرف عليها خبراء من جنوب إفريقيا، فقد دافعت اتفاقية جنوب إفريقيا ظاهرياً عن السود لكنها في ذات الوقت حافظت على حقوق البيض وثرواتهم التي اغتصبوها من السود الذين بقوا على حالهم!!

أما نيفاشا فقد دافعت عن الجنوب واتهمت الشمال بكل ما هو قبيح وأخذت منه وأعطت للجنوب، وخلفت ألغاماً وفخاخاً ما فتئت تنفجر، وكلما ظن الناس أنهم قضوا على فتنة إلا واندلعت أخرى ألعن منها!!

كل هذا كان حصاد علي عثمان للسودان، فهل من حصاد أسوأ من هذا أعتقد أن هذه الاستقالة قد تأخرت خمسة وعشرين عاماً بالتمام والكمال!!.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الكلام دى خلى اقولوا فى المحكمه دى لو حصل امشى محكمة لان الاعواد سوف تاتى من كل صوب
    خليك جاهز يا عمك

  2. لا يوجد رجل له اخلاق يرضى ان يحكم من خلف الكواليس
    ويدبر الدسائس ويسكت عن اشياء تتعارض مع المنهج الربانى
    الذى استغله كذبا كقضية مجدى وغيرها من سفك الدماء بغير
    الحق …انه فعلا تلميذ الترابى جبن وخسة

  3. كان ياما كان
    فى قديم الزمان
    فى سالف العصر والاوان
    حين كان المنهج السوى
    يدرس فى مدارس السودان
    كان الطاهيان
    قردان من اذكى القرود
    تعودا حسن النظام
    قد رتبا البيت الجميل
    واتقنا صنع الطعا م
    هذا كان قبل مجئ الكيزان
    الطغاة البغاة اللعان
    من ضيقوا الوطن الفسيح
    و حنظلوا عيش الانام
    من ادمنوا الكذب الصريح
    حتى فى شهر الصيام
    من شيدوا للاشباح بيوتا
    اذلوا فيها الكرام
    من شنقوا مجدى وبطرس
    فى ابشع جريمة عرفها الانسان
    من اعدموا رفاق السلاح
    فى آخر يومين من رمضان
    من اختلسوا المال
    من القطاعين الخاص و العام
    وتطاولوا فى البنيان بالمال الحرام
    من غطوا رؤوس الفتيات
    و نزعوا الثوب والفستان
    باسم الاسلام
    ورقص رئيسهم
    على انغام الطاغيه الامريكان
    من خربوا الذمم البريئة
    طال تخريبهم حدائق الحيوان
    فالفيل مات مغبونا
    يشكو للديان مع رفيقه الدب
    قسوة الانسان
    والكواسر الفتيه
    قضت نحبها فى سكة امدرمان
    والظبى والوعل والزرافة الوديعة
    اختنقوا جميعا بسحائب الدخان
    والزواحف و السلاحف
    فرت مذعورة تسابق الطوفان
    والبلبل الصداح هوى مذبوحا
    تنتف ريشه اصابع الصبيان
    وفرس البحر حين جف الماء
    جرجر ثقله منسحبا
    فله فى النهر مكان
    وانتحر الشمبانزى اسفا
    على ما حل بكوخ العم عثمان
    انطوى على نفسه مكتئبا
    يتمتم فى سره منقبضا
    يشكو بلسان حال الشعب الغلبان
    مالى وتجار المخدرات فى افغانستان
    مالى والشيعة فى ايران
    مالى والموساد وكارلوس
    ورجال المافيا الروس و الطليان
    يا للعنة يا للعار يا للشيطان
    رمقه الشيخ بتوجس
    وتفرس فيه بامعان
    وصاح مهللا
    وجدته وجدته
    انه الانموذج
    طبقا لما كان فى عالم الاحلام
    ابتليته اختبرته
    فاجتاز اصعب امتحان
    ازجره عمدا يتودد
    ادفعه قسرا يتقرب
    وفى مرة ركلته
    فهوى على قدمى مقبلا
    فرفعته وضممته بحنان
    واسندت ايه صياغة الانسان
    واغلب المهام
    الصعب منها والمستهان
    فانكب عليها مجتهدا
    يبشر بها منفعلا
    وفى دواخله يضمر الغدرا
    ويحشد الشرا
    فقد علمته كيف يتآمر
    ولما اشتد ساعده تجاسر
    وكان منه ما كان
    تمترس خلف العسكر
    والعشرة اللئام
    فهو كعهدى به دوما جبان
    يخشى الوغى
    ولا يغشى الطعان
    ولم يقف فى عمره
    مواقف الشجعان
    حكيم من قال قديما
    مقولة المفاضله
    بين جنى الشايقى
    وجنى الثعبان

  4. تآمر مع شيخه وتنظيمه وقوضوا النظام الديمقراطى .
    هذه التهمة التى يجب ان يحاكم بها هذا المجرم هو وحزبه قريبا.
    اضافة لتدمير هذا الشعب وافقاره وتجويعه وقتله وتشريده.
    تدمير الوطن وفصله ونشر الفتن فى كل ارجائه.

    هذا المتآمر الخبيث فعل الاعاجيب هو وحزبه فى هذا الشعب الصابر الذى قابل اجرامهم وتآمرهم بالصبر وحسن النوايا.
    وسيثمر صبر هذا الشعب ونواياه الحسنة دمارا وعقابا لهؤلاء المتآمرين وها قد بدا العقاب. بتآمر العسكر وصغار التماسيح على هذا المجرم ورميه فى مزبلة التاريخ.

  5. واضف عليه احتلال حلايب والفشقة فهو السبب فيه بتدبير محاولة اغتيال حسني مبارك واستحقار المصرييين لنا وسرقتهم اراضي سودانية كثيرة

  6. الاخ دكتور هاشم: وافق على عثمان على فصل الجنوب بسبب تسليط سيف تورطه مع نافع على نافع فى محاولة إغتيال الرئيس المصرى حسنى مبارك بجانب تسليط سيف المحكمة الجنائية الدولية على رأس البشير،، كل تلك كانت فواتير مؤجلة لجرائم إقترفوها بالتخطيط المنظم مع سابق الإصرار ثم حملوها على عاتق الوطن والشعب كعرابين لإنقاذ أعناقهم.

    ولقد تم كل ذلك ضد أهداف منظمة الوحدة الأفريقية الداعية للمحافظة على الحدود الموروثة من الإستعمار ولقد عارض الرئيس التشادى بشدة منح حق تقرير المصير للجنوب بقوله إذا كانت هنالك مشكلة بين جنوب السودان وشماله فنحن أيضا وغيرنا لنا مشاكل بين جنوبنا وشمالنا لكن الإنفصال ليس هو الحل وإنما يجب حل كل المشكلات القائمة فى إطار التوافق والوحدة الوطنية،

    نتمنى أن يأتى اليوم الذى نرى فيه هذه العصابة معلقين على المشانق جراء خيانتهم لوحدة وطننا.

  7. اورد الكاتب جملة غريبة فى مقاله و التى تقول “إن تقرير المصير يمنح للأمم ذات اللغة والثقافة المشتركة” لا ادرى من اين اتى بهذه المغالطة التى تقدح فى نيل الاخوة الجنوبيين لاستقلالهم , و لا ازالة الالتباس و محاصرة هذه المغالطة نسلط قليل من الضوء على حق تقرير المصير.

    اول الوثائق التى تناولت حق تقرير المصير بشكل واضح هى, بيان الاستقلال الأمريكي 1776م من ثم وثيقة حقوق الإنسان الفرنسية عام 1789م, من ثم مؤتمر السلام الذي أعقب الحرب العالمية الأولى 1919, فميثاق الأطلسي 1941م , من ثم ميثاق الامم المتحدة لسنة 1945 الفقرة (2) من المادة الأولى , أهداف ومبادئ الأمم المتحدة ونص على “إنماء العلاقات الودية بين الأمم، على أساس احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب، وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها، وكذلك اتخاذ التدابير الأخرى الملائمة لتعزيز السلم العام.”

    بالإضافة إلى المادة الخامسة والخمسين من الفصل التاسع الخاص بالتعاون الدولي والاقتصادي والاجتماعي، ويتضمن ما يلي: “رغبته في تهيئة دواعي الاستقرار والرفاهية الضروريين لقيام علاقات سليمة ودية بين الأمم، مؤسسه على احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بيت الشعوب، وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها.”

    و كذلك هناك فهم شائع ان حق تقرير المصير يتجسد فى الامثلة المتداولة كثيرا مثل نموذج اريتريا , جنوب السودان ….الخ (الانفصال) و لكن ما اثبتته التجارب ان تقرير مفهوم واسع يأخذ اشكال مختلفة و صيغ متعددة لإعادة تاسيس و هيكلة الدول و منها على سبيل المثال حق التحرر من الاستعمار الخارجي فى مثال منح شارلس ديغول حق تقرير المصير للجزائر و جيبوتى ,الانفصال و إقامة دولة مستقلة مثل ما حدث فى بنغلادش وارتيريا و جنوب السودان , الانفصال عن الدولة الام و الانضمام إلى دولة مستقلة او تغيير شكلها وطبيعتها كما حصل ما بين الاتحاد السوفييتي و تشيكوسلوفاكيا , توحيد البلاد المقسمة كما حدث بين الألمانيتين , الحق في حكم ذاتي كونفدرالي لمجموعات محددة , حق المصير الداخلي في حرية اختيار شكل الحكومة كتبني النظام الديمقراطي و مثال له ?هاييتي”.

  8. (أعتقد أن هذه الاستقالة قد تأخرت خمسة وعشرين عاماً بالتمام والكمال!!.)
    * كيف تسميها استقالة يا دكتور بابكر و (المبعد) نفسه لم يسمها إستقالة؛ بل قال إنه تنازل استجابة لاقتراح رئيسه الديكتاتور. = إقالة.

  9. على قول المثل ” المال الماضرب فيه حجر دغش بعثرة” وعلى هذا ينطبق القول على الخائن على عثمان طه ” لم يمت لهذا الخائن جد دفاعا عن هذا الوطن وبالتالي لا يألو جهدا أن يقسم السودان الى دويلات” وعلى شاكله على عثمان يأتي الخائن الأكبر عمر البشير والذي قال ابان انقلابه المشؤوم “خونة اذا لم تأتي ثورة الانقاذ لأنفصل جنوب السودان” وأعتقد أن البشير خانته اللغة وقد كان يقصد أن يقول “جاء الخونةوسنفصل جنوب السودان” وعلى شاكلة هؤلاء نسمع اليوم أصوات تنادي بفصل دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبه وغدا كردفان وبعد غد شرق السودان وثم يتجه هؤلاء للانضمام لمصر تخليدا لذكرى أجدادهم الذين نادوا لنيل استقلال السودان مع وادي النيل ، فقد فعلها أسلافهم فقد جاءوا بالاستعمار تارة نتيجة الصراعات القبلية فيما بينهم وتارة لدناءة خلقهم وعمالتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..