مقالات وآراء سياسية

عذرا حمدوك..فقرارك يحاكي فض الاعتصام !! ؟

معمر حسن محمد نور

 

بالطبع لا أعني المحاكاة في الجانب الجنائي والوحشية التي لا تمت للإنسانية بصلة. ولكن في موقع الاثنين من تأثيرهما على مسار الثورة .فعند فض اعتصام القيادة ، كان المنجز الثوري لثورة ديسمبر المجيدة والمؤسسون الأوائل لسوداننا من شبابنا الثائر ، في خط تصاعدي يتحدى كل ميراث الماضي الملئ  بالإخفاق منذ الاستقلال إلى بداية الثورة . حتى طُعن الثوار والشعب بخنجر مسموم من جماعات رأت أن بقاء الدولة الدينية ، يستحق أن تُزهق تلك الأرواح العزيزة على غرار قائدها الذي أفصح  بأن  المالكية يرون أن يقتل ثلث الشعب وبعضهم ذهب إلى قتل نصفهم لصلاح الدولة وكان من فقهاء السلطان من أفتاه بذلك. فالمعنى إذن ، كان وأد الثورة وبث اليأس في نفوس الثوار . ورأيت كيف احتفى سدنة الماضي بذلك وشمتوا في الشعب وثواره وادعوا وراثة الثورة. كما رأيت كيف كان الرد الثوري في زلزال الثلاثين من يونيو واستعادة الثورة . وها هو قرارك يقود إلى نفس النتيجة. فبعد أن كونت مؤسسات بأمر الثورة لتبني النغيير الجذري في التعليم ،وظلت تعمل طوال عام ويزيد وتستقطب الدعم لطباعة الكتب على الأهداف العامة الجديدة حتى كان قرارك.وعادت نفس الأصوات المشروخة بالبهحة والتغني بإسمك الذي طالما الصقوا به كل المخازي والنعوت زوراً وبهتانا.نعلم تماماً أن الثورة التي بعثت من أنقاض الاعتصام لمبعوثة لا محالة بحول الله ثم إرادة الثوار عائدة في خطها التصاعدي ومنجزة أهدافها. لكن السؤال : كيف سمحت لك نفسك  بمجرد تغذية الظن بأنها طوع بنان فرد أو جماعة ، ولماذا تختبر الثورة وشبابها مرة أخرى ؟ ولماذا تجريب المجرب ؟ لن يجدي تأكيدك على أهداف المنهج وتناسقها وتوافقها مع أهداف ثورة ديسمبر المجيدة. ولا مظنة الأهداف التكتيكية من تمرير قرار التطبيع والزيادات المهولة في الكهرباء. فالثوار وليس غيرهم ،والشعب  السوداني وليس شعب آخر ، هو الذي تحمل وصبر وما زال على كل الضنك في المعيشة لإيمانه بضرورة التضحية من أجل الثورة ، في الوقت الذي عمل فيه الزواحف على الانقلاب عليها متخذين منه ذريعة للقضاء عليها. فكيف تكافئ من يعمل ضد الثورة بموقف حتى ولو كان تكتيكياً ؟

أُصدق القول ، أنه وقبل صدور بيان حركة عبد العزيز الحلو على خلفية قرارك . كان السؤال الذي أود طرحه. كيف يمكن التوفيق بين ما وقعته معها من سلام وبحث في علمانية الدولة وإفاداتك المتكررة بعدم وجود سقوف أو خطوط حمراء من أجل السلام ، وبين قرارك الذي أعاد الثورة إلى حضن الطوائف الدينية ؟ يؤسفنا القول وعبر قرارك ، أنك قد أعطيت رسالة سالبة لمن تريد محاورتهم من حركتين تطرحان إبعاد السلطة الزمنية من إدارة الدولة ؟ كل هذا غير فقدان المؤسسية .فكيف يجوز أن تترك تبديل العملة شأناً يخص البنك المركزي لا تتدحل فيه رغم كثرة المطالبات والطفيلية هي المستفيدة من تكديسه وتزويره ، ولا تنتهج نفس النهج مع قضية المناهج ؟ مهما كانت نواياك سيدي .فقد بعثت برسالة سالبة للثوار . وتراجعك عنها إن حدث .لن يكون بمحض إرادتك ، بل بأمر الثورة التي لن بعجزها أسلوب مختلف سلمي عن استعادة خطها التصاعدي.

ختاماً ، من المؤكد ان بيان انصار السنة بعد فرارك قد مر عليك ، ولا أظن البيان منبهاً لك على أساليبهم وحربهم المفتقدة للنزاهة للثورة .فبمن ستواجه سدنة الماضي إن أوحيت ولو تكتيكياً بأنه يمكن ان تأتي لحظة ، وتنفض يدك من الثوار؟ نكرر ، قرارك يحاكي فض الاعتصام.

 

معمر حسن محمد نور

<[email protected]>

‫2 تعليقات

  1. حمدوك بقرار ه تحميد المناهج اصبح هو والفلول في سلة واحدة
    يسقط حمدوك وقبله يسقط العسكر والجنجويد

  2. كلام عقل..مافعله حمدوك أشدمضاضة., لأن من فض الإعتصام عدو للثورة.,وكنا نحسب حمدوك ورهطه منالمستشارين ومديرمكتبه سندآ للثورة وهاهي تطعن من قبلهم..ذهب,البدوي,وعادل,واكرم, والآن القراي بسبب المستشارين والفلول والعسكر والملاحظ أنهم فاعلين وتبقى معه الدلاقين,,!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..