بين الإفراط والتفريط

بين الإفراط والتفريط
احمد المصطفى ابراهيم
[email protected]

قليلون الذين يعرفون أن التعليم العام ثلاث مراحل، وكثيرون يعرفونه على أنه أساسي وثانوي. غير أن مرحلة من مراحل التعليم مهمة جداً مازال التعامل الرسمي والشعبي معها ناقصاً ومقصراً، وتلكم هي مرحلة التعليم قبل المدرسي.
التعليم قبل المدرسي مرحلة من مراحل التعليم حقيقةً، وإن صلحت صلح كثير من التعليم بعدها. ولهذه المرحلة مناهجها ومعلموها أو معلماتها، ولهم كليات خاصة يتخرجون فيها، وحسب علمي ليست هناك كليات تربية متخصصة لتأهيل هذا النوع من المعلمين إلا في جامعتي أم درمان الإسلامية والأحفاد.
واقع التعليم قبل المدرسي أعرفه جيداً، وساتخذه مثالاً في ولايتي الجزيرة وولاية الخرطوم، ولا أدري كثيراً عن حاله في ولايات أخرى، وأحسب أن بعض الولايات لم يصلها خبره بعد.
ولاية الخرطوم تركت هذا الواجب للقطاع الخاص تماماً، ولم تلحق به كثيراً من النظم واللوائح، مما جعله مسخاً مشوهاً، فهو ليس تعليماً وإنما بهرجة «وبوبار»، ولا تقوم عليه متخصصات، وإن قامت عليه متخصصات أجبرتهن لغة السوق على مجاراة الحاصل. والهم الأكبر لكثير من أولياء الأمور وهذه المؤسسات التي تسمى رياض أطفال، هو جمال المكان وعلو سعره، ليفاخروا بذلك أندادهم. وأسوأ ما فيه ما يسمى بيوم التخريج، ولا أعني ما يصرف من أموال لهذه الاحتفالات، ولكن البؤس التربوي الذي يقدم في هذه الاحتفالات، حيث يُشحن الطفل بشحنات ضخمة من تكبير الذات من أحلام المستقبل، وكل ذلك تحت بصر وسمع الأسر، وكثير من الأسر صارت القيادة فيها للنساء «بدون جندرة».
وحفلات تخريج الرياض تجد نقداً من كل العقلاء، فمن يوقف هذا العبث نيابةً عن وزارة التربية المشغولة «أوي أوي»؟ ومن يضع هذه المؤسسات في إطارها لتفي بغرضها على وجه أكمل، وتكون نواةً لتعليم صالح وعتبة من عتباته.
أما في ولاية الجزيرة فحال التعليم غير المدرسي يشكو الكفاف، فالرياض متواضعة جداً إلا من رحم ربي.. جاء حفيدي بالأمس من الروضة باكراً سألته ما بك: قال ما فيها مروحة ولا ماء. فرياض الأطفال تسير بالحد الأدنى من المقومات من حيث المعلمة المدربة، والمباني جلها بلا مواصفات ولا تفي بالحد الأدنى.
يمكن أن يُتعب على مرحلة التعليم غير المدرسي في ولاية الخرطوم بمراقبتها وترشيد صرفها وضبطها ضبطاً كاملاً وإخضاعها للمراقبة الدائمة، ومنع كل الأساليب غير التربوية حتى لا ندفع الثمن مرتين أملاً وعللاً نفسية.
وفي الجزيرة أتمنى لو أنشأت كل محلية عدداً من الرياض النموذجية على عدد وحداتها الإدارية «روضة نموذجية لكل وحدة إدارية»، وتطلب من القطاع الخاص أن يحذو حذوها، وتوفر ما تستطيع من معلمات مؤهلات أو شبه مؤهلات، حتى يبدأ تطويرها رويداً رويداً لنصل للمطلوب ولو بعد حين.
طبعاً حتى الآن لم يطبق شرط اجتياز مرحلة التعليم قبل المدرسي لدخول مرحلة الأساس.. متى يطبق لا أدري..!

تعليق واحد

  1. يا احمد المصطفى عووووووك
    حاجزين السودان يوم الجمعه 1/7/2011 بالناقل الوطنى سودانير من الرياض
    وعندما ذهبنا امس الاثنين وقبل 5 ايام من السفر لتاكيد الحجز – قال لنا موظف الحجوزات وبطرف لسانه ( السستم الغى الحجوزات ) وعليك ان تحجز مره اخرى وفى تاريخ اخر علما انه لا توجد حجوزات وحتى الشهر القادم وحتى وان وجدتها تجد سعر التذكرة مضاعف وذلك لانه موسم الرجوع للوطن
    بس ورينا دى بتحدث كيف وفى اى بلد ؟
    تخيل هناك الكثير من الاسر ولهم اولاد بالمدارس السودانيه وهناك من لهم اعمال يريدون انجازها فى فترة محددة والعودة وهناك طلاب جامعين لهم امتحانات
    تخيل مدى الاستهتار بالمسافر .
    سودانير محتاجه الى ثورة فى تدريب الموظف على ادارة الازمات البسيطه وكيف يستطيع معلجتها ومحتاجه الى تغير واعادة تدريب الموظفين .
    هل نستطيع ان نرفع دعوة قضائية ونطالب بالتعويض النفسى والوقت المهدر والاجازة التى تضيع منها ايام .

  2. الأستاذ/ احمد المصطفى – تتحدث عن رياض الأطفال اي التعليم قبل المدرسي – وتتساءل عن الولايات الأخرى غير الخرطوم والجزيرة – يا اخي والله نحن في الأقاليم اي خطوط التهميش لا نعرف عن هذه الرياض الا حينما نراها زفات التخريج من خلال الفضائيات والتي تشابه عندنازفة فطور العريس ذكرت ذلك لاشتراكهم في البدعة والسنة السيئة !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..