هل نودِّع الكتابة بأيدينا قريباً؟ جامعة كمبريدج قد تستغنى عن الأقلام وتسمح للطلاب باستخدام اللابتوب في الامتحانات

تدرس جامعة كمبريدج مسألة الاستغناء عن الامتحانات الكتابية الإجبارية والسماح للطلاب باستخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو اللوحات الإلكترونية بدلاً من ذلك.
ويأتي ذلك بعدما اشتكى الأساتذة من أن الكتابة اليدوية للطلاب أصبحت غير مقروءة، بحسب صحيفة Telegraph البريطانية.
ويقول الأكاديميون إن هذه الخطوة -التي من شأنها أن تضع حداً لتقليد دام أكثر من 800 سنة- طرأت؛ لأن الطلاب يعتمدون بشكل كبير جداً على أجهزة الكمبيوتر المحمولة في المحاضرات، ولأنهم فقدوا القدرة على الكتابة باليد.
وقد بدأت جامعة كمبريدج الآن مشاورات حول هذا الموضوع كجزء من “استراتيجية التعليم الرقمي”، بعد أن جربت بالفعل مخطط كتابة الامتحان بكليات التاريخ والكلاسيكيات في وقت سابق من هذا العام.
وكانت جامعة أيندنبيرغ قد بدأت بالفعل في تنفيذ خطة مماثلة على طلاب الصف الأول والثاني الدارسين للاهوت، بداية من عام 2001، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.
وسئل الطلاب في استبانة عبر الإنترنت، عما إذا كانوا يرغبون في خيار كتابة الامتحانات، وما إذا كان ذلك سيكون له “تأثير إيجابي كبير” لصالحهم. وقالت الدكتورة سارة بيرسال، محاضِرة عليا بكلية التاريخ في كمبريدج والتي شاركت في المرحلة الأولية من التجربة في وقت سابق من هذا العام، إن الكتابة اليدوية أصبحت “فناً ضائعاً” بين الجيل الحالي من الطلاب. وقالت لـ”الديلي تلغراف”: “قبل 15 أو 20 سنةً، كان الطلاب يكتبون بشكل روتيني عدة ساعات في اليوم، لكنهم الآن لا يكتبون أي شيء باليد إلا في الامتحانات”. وأضافت بيرسال: “في الكلية، كنا نعاني سنواتٍ تفاقم مشكلة الخط السيئ. كانت الكتابة اليدوية تعاني تدهوراً بالتأكيد. أصبحت شاقة لكل من الطلاب والممتحنين؛ لأن قراءتها تزداد صعوبة مع الوقت”. أضافت الدكتورة بيرسال، قائلةً إن العدد المتزايد من النصوص التي يجب إعادة نسخها، تعني أن الطلاب من ذوي الخط السيئ مجبَرون على العودة إلى الكلية خلال العطلة الصيفية؛ لقراءة إجاباتهم في حضور مشرفين من الجامعة. تقول الدكتورة إن المشكلة أصبحت شائعةً إلى درجة أن الجامعة تفكر في تغيير طريقتها بامتحان طلابها، في حين انتقد آخرون الخطوة؛ خوفاً من أن تصبح “الكتابة اليدوية أثراً من آثار الماضي”. أما تراسي تراسل، خبيرة الخطوط بالمعهد البريطاني لخبراء الخط، فقد طالبت كمبريدج بالحرص على إلزام طلابها بالكتابة يدوياً، خصوصاً في المحاضرات.
الشبكات الاجتماعية هي السبب
من المؤكد أنه مع وجود الشبكات الاجتماعية والأجهزة الذكية وكل هذه الأشياء، فإن الناس قد اعتادوا الكتابة على لوحة المفاتيح أكثر من الكتابة اليدوية بحسب قولها، وأضافت قائلةً: “من الحيوي أن يستمر الناس في الكتابة بأيديهم”. وقالت تراسل إن الكتابة باليد تقوي الذاكرة وتحقق معدلات أعلى من الاستيعاب والفهم وتذكُّر المعلومات. وقال السير أنتوني سيلدون نائب مدير جامعة باكنغهام، إنه لا مفرَّ من تحوُّل الجامعات إلى أجهزة الحاسوب وتخلِّيها عن الكتابة اليدوية شيئاً فشيئاً. وأضاف قائلاً: “الكتابة اليدوية تعاني ضموراً شديداً. يجب علينا تقبُّل الحقائق، هذه هي الطريقة التي نشأت عليها الغالبية العظمى من الطلاب”. ويوضح سيلدون قائلاً: “الشباب الذين يؤدون امتحاناتهم النهائية في كمبريدج تعلَّموا كيفية التعبير عن أنفسهم في بداية هذا القرن. يقومون بالكتابة على الحاسوب بكل أريحية. أصبحت الكتابة اليدوية جزءاً إختيارياً وليس أساسياً من العملية التعليمية”. وأضاف السير أنتوني، العميد السابق لكلية ولينغتون، قائلاً إن الكتابة اليدوية ليست ضرورية لأجل الأفكار العظيمة أو اللغة الإنكليزية العظيمة أو البناء الجيد للجملة. وأعربت الدكتورة جين ميدويل، أستاذة التربية المساعدة بجامعة نوتنغهام، عن خشيتها من أن تؤدي الجامعات التي تلغي الامتحانات المكتوبة بخط اليد إلى “انحدار المناهج المدرسية” في المدارس الابتدائية والثانوية التي تحذو حذوها. وقال متحدث باسم جامعة كمبريدج إن مراجعة إجراءات الامتحانات كانت “مدفوعة من قِبل الطلاب الذين يعانون قلقاً؛ لكونهم نادراً ما يكتبون باليد خلال دراستهم”. وقال المتحدث: “كجزء من هذا، تجري مشاورات بين الطلاب حول ما إذا كان يجب السماح بالحواسيب في الامتحانات. إن المشاورات مستمرة وستستخدم في عملية صنع القرار بشأن هذه المسألة مستقبلاً”.
هاف بوست عربي