عجائب وغرائب في السودان

استمعت قبل قليل لوالي غرب دارفور وهو يتحدث عن الاحداث الدامية في الجنينة والتي راح ضحيتها 7 اشخاص وجرح 14 شخص في حي الجبل داخل مدينة الجنينة و ان السبب هو مجموعة من اللصوص قامو بسرقت ماعز( اي والله غنمايتين) وقام اصحاب الماعز بقص الاثر حتي دخل الاثر منزل اللصوص فوراً اقتحموا المنزل بعدد 10 عربات دفع رباعي مسلحة برشاشات وقنابل قرنوف و كلاشنكوف وقد فعل قنابل القرنوف ما فعل. انتهي تصريح الوالي المنقول عبر الاذاعات.
ام كل ارجاء السودان وكل القروبات لا حديث ولا كلام كأن الذي حدث لا يعنينا من قريب او بعيد وكأن الجنينة جزيرة معزولة في مالطة يتنازعها امواج البحر بلا هوية ولم يكن السودان الجسد الواحد اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي ومن قبل الجنينة كانت نرتتي ومن قبلها كانت تابت لكن لا احد يبكي لدارفور.
في كتاب ( كليلة و دمنة ) لعبدالله بن المقفع ورد قصة الثيران الثلاث الابيض والاسود والاحمر وكيف ان الاسد راود الثورين الاحمر و الاسود بان يتركهوا يأكل الثور الابيض لان لونه بائن ملفت للصيادين حتي ينعم الغابة بالامان فقد وافق الثورين علي الرأي وخانا العهد بينها وما ان سد الاسد جوعه حتي جاء للثور الاحمر بحيلة ان لونه قريب له وان الاسود نشاز وانهما سوف يصبحا صديقين فوافق الثور الاحمر علي ذلك فقضى الاسد علي الثور الاسود ثم دار الاسد علي الثور الاحمر وقال له اصبحت الآن وحيداً واني اكلوك لا محال فقال الثور الاحمر قولته التي صارت مثلاً ( اُكلتُ يوم اكل الثور الابيض ) هكذا حال السودان يتأكل من اطرافه بالامس القريب ذهب الجنوب بثلث المساحة ودارفور تنزف دماء ولا احد امن حتي داخل بيته والنيل الازرق وجنوب كردفان تتنازع الحكم الذاتي في رحلة نحو البتر. وباقي الشعب يتكلم عن انفجار تركيا و ما بعد حلب واسرائيل تزور الشرق بوابل من الصوريخ وحرم النور تغني في مهرجان التسوق في البحر الاحمر وندي القلعة تستقبل استقبال الفاتحين و كبار الزوار في كوستي بالنجدة
وفهيمة عبد الله تبتسم لانها في مدني السني وكسلا ارض القاش تغني مع الفنان كبك.
دا بلادي انا بلاد ناس تكرم الضيف
وحتي الطير يجها جعان من اطراف تقيها شبع
يبدو الغير علي زاتهم
يقسمو اللقمة بيناتهم و يدو الزاد حتي لو كان مصيرهم جوع
يحبو الدار
يموتو عشان حقوق الجار
يخضوا النار عشان فد دمعة
كيف الحال لو شافوها سيلة دموع
لك الرحمة الشاعر اسمعين حسن
سالت دموع ودماء السودان في كل الارجاء يا اسمعن ولا احد يعزي فينا
ولك الرحمة