مقالات وآراء سياسية

مافيش فايدة يا صفية

الصادق أحمد عبدالسلام إدريس

 

اختلف الناس حول السبب الذي دفع الزعيم المصري التاريخي سعد زغلول لإطلاق مقولته الشهيرة وهو يخاطب زوجته: “مافيش فايدة ياصفية”. فمنهم من رأى إنه قالها تعبيراً عن يأسه من الأوضاع السياسية في بلاده حينها وآخرون ذهبوا إلى أنها جاءت في لحظة يأس من الشفاء من الداء الذي أودى بحياته.

إذا قُدر لسعد زغلول الحضور بيننا اليوم لوجه هذه المقولة لكل كنداكات بلادي أيقونات ثورة ديسمبر المجيدة تعبيراً عن رفضه لكل الخيبات التي آلت إليها الثورة وفي مقدمتها، بل أهمها، هو التلكؤ والتباطؤ في تنفيذ مطلب أيلولة كل الشركات التابعة، ليس للجيش فقط، بل والشرطة والأمن والدعم السريع لوزارة المالية.

يوضح الاستمرار في ملكية الجهات المذكورة لهذه الشركات عن مدى تضارب الحابل بالنابل في بلادنا فليس من المعقول أن يكون رجل الأمن، بالمعنى الواسع للكلمة، الذي تطوع، مختاراً وليس مجبراً على حمل السلاح للدفاع عن البلاد وأمنها الداخلي والخارجي هو من ينافس خلق الله الآخرين الذين تطوعوا، أيضاً مختارين وغير مجبرين، للعمل في كل الأنشطة الاقتصادية من تجارة وصناعة وزراعة. فمن يحمل السلاح بالطبع ستكون له الغلبة واليد العليا في مثل هذه المنافسة الغير شريفة بالمعنى المادي للغلبة من جهة وبالمعنى المعنوي أو التسهيلات التي يمكن أن يحصل عليها من إعفاءات من الجمارك والضرائب والرسوم الحكومية من جهة أخرى.

في اعتقادي أنه يجب أن تُشكل هذه القضية محور حوار هادئ وعقلاني، بعيداً عن التهييج والتجريح الإعلامي، يتصدى له رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك مع المكون العسكري يبين فيه أن الشارع معبأ بما فيه الكفاية ولديه حساسية كبيرة تجاه هذا الأمر ولن يقبل به في المستقبل بأي شكل من الأشكال وهو محق في ذلك. وفي نفس الوقت هذا لا يعني الانتقاص من قدر ومكانة الجيش والمؤسسات الأمنية الأخرى فهم بكل المقاييس صمام الأمان والعمود الفقري للسودان ولكل بلاد العالم وأكبر دليل على ذلك الدعم الكبير الذي وجده جندونا البواسل وهم يخوضون غمار المعارك الدائرة في الفشقة. ولكن نرجو ألا تنحدر بلادنا إلى مستوى تسول الحروب مع الآخرين لخلق قضية يتوحد خلفها الشعب في حين يمكن تحقيق ذلك ببساطة وبكل سهولة عندما يلتزم كل طرف بالقيام بالدور المناط به وفي الحدود الموضوعة له حينها نجد أنفسنا بالفعل، وليس بالقول: شعب واحد جيش واحد ونقول للكنداكات: في فايدة.

 

الصادق أحمد عبدالسلام إدريس <[email protected]>

 

تعليق واحد

  1. اصلو نحن مما شفنا التكوين الحكومي الاول ووزراء بلا رؤيه ولا هدف و لا مساءله … و فرط في الامن .. مع غض الطرف للاجهزه الامنيه لما يحدث في السودان …. طوالي قلنا ( غطيني يا صفيه … مافيش فايده )…..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..