عمق الأزمة

لو كنت من مرتادي الشبكة العنكبوتية “الانترنت” عزيزي/تى القارئ، فانا أجزم انك اصبت باحباط وألم كبيرين على ما يقال عنا في الصحف الالكترونية ومواقع القنوات الاعلامية العالمية، وهو شرح على ما آلت اليه الاوضاع من السوء في بلادنا الجريحة التي لا تزال تنزف باستمرار دون توقف من غدر ابنائها الجشعين، وألمك سيزيد أكثر مع التصريحات والبيانات التى داومت الحركات المتمردة على نشرها في المواقع الاسفيرية وهي بيانات تتبادل فيها الاطراف تهم الغدر والخيانة فيما بينها.
جبهة الخلاص تتهم حركة مشار بشن هجوم غير المبرر على مناطقها في تخوم كاجوكيجي بالاستوائية، والاخيرة تنفي وتحمل الخلاص مسؤولية انفجار الاحداث .. مجموعة متمردة في راجا تتهم حركة مشار بالعنصرية وتعلن انضمامها للخلاص، وأخرى تنسلخ من الخلاص وتنضم الى مشار، … الخ.
يتضح من خلال هذه البيانات العدوانية المتبادلة، ان الغابة التي دخلوها بمزاعم الخلاص والتحرير وما شابه ذلك من الشعارات البراقة والرنانة لم تَعُد تتسع لهم جميعاً، فكثيرون من ابناء هذا الوطن داخل هذه “الحركات” سقطوا ضحايا في قلائل الايام الماضية بنيران كانت صديقة في أمس القريب، وسقوطهم ليس لشيء سوى انهم ضيّقوا الغابة الوسيعة على انفسهم، وهذا أمر محيّر حقاً، فلا احد بوسعه ان يفهم طبيعة المصلحة التى اختلفت حولها الحركات المتمردة داخل الغابة، مع العلم انه لا توجد اي اختلافات جوهرية او ايدلوجية فيما بينها ويكاد المرء يجزم ان كل واحدة عبارة عن نسخة مطابقة للاخرى.
اما ان كنت ايضاً من متابعي اوضاع المدينة حيث الحكومة، فمن المؤكد ان الاحباط الذي اصابك مع بيانات المعارضة الاسفيرية لا شك قد تحول مع الأزمة الحكومية الى اعياء مرضي كامل يستدعى استشارة الطبيب والعلاج منه، فهي الاخرى تفوق في أزمتها الحركات المسلحة من حيث الافعال واطلاق التصريحات التى يمحو فيها الليل حديث النهار، وكلنا أعلم بالضجة الاخيرة التى صاحبت قضية الجنرال “فول ملونق” صديق أمس الذي اصبح عدو اليوم، تلك القضية التى ارقت مضاجع المدينة، بعد ان اختلطت تصريحات “اطرافها” بشائعات مجهولة المصدر، ونامت الناس والكل يضع يده على صدره خوفاً من وقوع كارثة محتملة في بلدٍ لا تخيب شائعاته ابداً، ولمعجزة إلهية خابت هذه المرة ونحمد الله على ذلك.
كل هذه الاحداث تؤكد شيئاً واحداً على وهو “عمق الأزمة السياسية المركبة” التي تعيشها بلادنا، والمؤسف في الأمر انه حتى هذه اللحظة لا توجد اي بارقة أمل بسيط ولو بصيص ضوء كاذب في أخر هذا النفق المظلم يبشرنا بانجلاء هذا البلاء الذي اثقل كاهلنا بمصائب لا يحتملها بشر، فكل المعطيات تشير الي ان الازمة باقية طالما بقيت الساسة يمارسون هوايتهم القذرة، وإليكم بعض من السيناريوهات المتوقعة في قادم الايام.
سنسمع باخبار استقبال الحكومة في ولاية ما من الولايات فوجاً من المنشقين عن المعارضة المسلحة الذين سيعلنون انضمامهم طواعية لعملية السلام او استجابة للعفو الرئاسي الذي أعلنه رئيس الجمهورية لكل حاملى السلاح في وجه الدولة، وفي نفس الوقت الذي ستحتفي الحكومة بشركائها الجدد، سيكون هنالك في الاحراش أحتفاء آخر تقيمه المعارضة المسلحة بمناسبة استقبالها فوجاً مماثلاً من المنشقين عن الحكومة، هكذا دواليك بلادنا التى تدور مثل الساقية، وحده المواطن المسكين هو من سيدفع فاتورة هذه اللعبة القذرة باهظاً ! فهؤلاء قوم منزوع الضمائر، باستثناء التي تعشق السلطة، لا يعنيهم موت الألآف حتى الملايين مع هذه الشهوة السلطوية المفرطة، بربكم ما الذي تركوه لنا حتى نبشر به الصابرين؟
ألقاكم
يا سيمون ما بني على باطل فهو باطل..دولة الجنوب قامت بعد حرب طويلة قاربت الستين عاما و رفعت قضايا و مظالم و انتهى بها الحال الى انفصال الجنوب و ما حدث بعد ذلك الكل يعرفه..نفس القوانين التي احتكمت اليها حركات التمرد في رفعها السلاح في وجه الحكومات المتعاقبة هي نفسها القوانين التي يحتكم اليها المتمردون الجدد ضد سلفاكير وما فيش حد احسن من حد بلغة جيراننا في من جهة الشمال..
الاخ سايمون مقالك جرىء ورائع…نفس مشاكل السودان الشمالى ذهبت للجنوب بحذافيرها…الحل سودان موحد بمواصفات الراحل دكتور جون قرنق…سودان جديد خالى من العصبيات وتبيعاتها.
يا سيمون ما بني على باطل فهو باطل..دولة الجنوب قامت بعد حرب طويلة قاربت الستين عاما و رفعت قضايا و مظالم و انتهى بها الحال الى انفصال الجنوب و ما حدث بعد ذلك الكل يعرفه..نفس القوانين التي احتكمت اليها حركات التمرد في رفعها السلاح في وجه الحكومات المتعاقبة هي نفسها القوانين التي يحتكم اليها المتمردون الجدد ضد سلفاكير وما فيش حد احسن من حد بلغة جيراننا في من جهة الشمال..
الاخ سايمون مقالك جرىء ورائع…نفس مشاكل السودان الشمالى ذهبت للجنوب بحذافيرها…الحل سودان موحد بمواصفات الراحل دكتور جون قرنق…سودان جديد خالى من العصبيات وتبيعاتها.