ليست استثناء.. ماذا تقول رسالة الناخبين في القضارف

القضارف ? حسن محمد علي

بصعوبة بالغة أحاول أن أنقل مشهد اليوم الثالث للانتخابات، فالمعلوم عند الناس أكثر مما يجب أن نفرده في مساحات الصحف، والمخفي لا يمثل مفاجأة أو يشكل شعورا تجاهها سلبا أو إيجابا، قد يكون من الخطأ إذا ما اعتمدنا من خلال جولاتنا على مراكز الانتخابات طوال ثلاثة أيام ماضية أن هنالك عزوفا ومقاطعة للانتخابات، لكن أيضا سيكون صائبا لو قدرنا أن كل الذين خرجوا إليها لم يكن دافعهم التعبير عن الاستحقاق الانتخابي واختيار من يمثلهم، فالكثير من المتغيرات شهدتها الانتخابية بخلاف ما عرف كونها فعلا سياسيا وممارسة وجدانية تتعلق بالوطن والمواطن، وعلى رأي مواطنين فإن العملية محسومة النتائج مثلما كانت معلومة الآجال ولم تتأثر بأي دعوات لمقايضتها بأي تسوية سياسية أو مصالحة وطنية توقف الحرب وتحقق السلام، أو حتى تمنع المشكل الاقتصادي الماثل بالتمدد وتؤدي لانحساره.

وكذلك فإن محجوب دكين الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل يذهب في ذات مشهد العملية وهو يقول لـ(اليوم التالي) أن هنالك إقبالا ضعيفا في تقديره، ويتوغل أكثر بأن مراقبي العملية الانتخابية من بعثة الاتحاد الأفريقي وفي زيارتهم للمراكز بدوا غير متحمسين للنسبة الانتخابية الضئيلة، ويشير إلى أن المحصلة من ذلك قد تبدو محبطة لكنه يشير إلى أنها كلمة الشعب السوداني والبديل لها مباشرة بعث الحوار من جديد وتجديد الدماء فيه والمضي به الي غاياته، دكين الذي كان يتحدث عبر الهاتف من مركز أم شجرة في دائرة القضارف الشرقية التي يترشح فيها مرشح حزبه بلة عدلان قلل من إضافة يوم آخر للتصويت وقال إنه لن يضيف شيئا.

وعلى قلة التصويت الذي تحصيه تقارير غير رسمية بأنه وحتي اليوم الثالث لم يتجاوز “18%”، تتراكم قضايا أخرى على العملية الانتخابية وهي عدم اكتراث المرشحين أنفسهم والناخبين من جهة ثانية، وأكثر ما يشغل بال المشاركين في العملية هذه الأيام هو حصولهم علي التمويلات الحزبية لكي يقوموا بنشاط يبرر موقف المشاركة وسرعان ما يلوذون بالصمت بعد انقضاء أموال تصرف بقلة وتنتهي أمام نهم المصاريف العالية..

ويحاول والي القضارف ورئيس حزب المؤتمر الوطني إدراك النتيجة المتواضعة التي ستحققها ولايته حيث كان من المفترض أن يزور أمس أربع محليات من ولايته تقع في طريق واحد لكنه وعقب أول باب يطرقه في محلية كساب كان هاتفه الجوال يصرخ بنغمة عالية، وفد مركزي يحط رحله فجأة في ولايته لتفقد العملية الانتخابية، بالتأكيد لا استثناء للأوضاع في ولاية القضارف من نسبة التصويت التي تحققت، فذات الطريق التي كان من المفترض أن يقطعها الضو في رحلته تواجهها الكثير من التردي ولا تنسى الصحة والتعليم، عموما هي ورطة -كما يرى البعض- يعيشها حزب المؤتمر الوطني بسبب الانتخابات، ولو قدر لقيادة الحزب هنا في القضارف فكان الأوفق تأجيل الاستحقاق، بحسب لسان آخرين. فبقدر ما يبذل حزب المؤتمر الوطني والأحزاب الأخرى من حوافز لصالح العملية الانتخابية مثل قيادة نفرات في بعض الأحياء والقرى لاستنفار الناخبين بالخروج، إلا أن الكثير من الناخبين المحتملين ظلوا علي عزوفهم للانتخابات وامتنعوا من العبور بالعملية لأي رقم نسبي قد يصل إلى تخوم (50%) أو قريبا منها.

عموما فقد بسط ناخبو القضارف رسالتهم الواضحة ناحية العملية الانتخابية، ووقعوا على دفترها بأكثر من معنى وصوت يتجاوز الصندوق إلى الفعل الحقيقي، ويبرر هذا الموقف بصورة أكبر امتناع قيادات المؤتمر الوطني وأحزاب أخرى عن التصريح للصحف فلأكثر من أربع مرات ظللت أحاول جاهدا أن أنقل تصريحا من أمين الانتخابات بحزب المؤتمر الوطني عثمان محمد إبراهيم إلا أنه وطوال ثلاث ساعات ونيف يبدي أعذارا من الحديث أقلها أنه (يقود عربته الآن).

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ليس هذا حال ولايه القضارف فقط فقد شهدت ولايه كسلا نفس الايقاع حيث احجم المواطن عن المشاركه خاصه وانه كانت هناك ازمه حاده فى الخبز حتى اليوم ناهيك عن ازمه غاز الطهى . اما عن الاخفاقات الاخرى فقد شملت كافه نواحى الحياه فلا صحه ولا تعليم ولا مياه فى بعض الاماكن بمينه كسلا وبعض الاحياء . لذلك عبر الناس عن كل ذلك بمقاطعتهم للعمليه والتمثيليه السيئه الاخراج والممثلين . وعاش الشعب السودانى الاستاذ والمعلم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..