إفراج مؤقت ..!

نعمة صباحي ..

توقيت قرار الرئيس البشير باطلاق سراح كافة المعتقلين السياسين كما جاء مساء أمس لم يكن مفاجأة في حد ذاته بالنظرالى قراءة المشهد المرتبك للمرحلة الحرجة التي يمر بها الرجل ونظامه المتأكل ..ولاهوخطوة مفرحة في إتجاه إمكانية تغيير سياسات هذا الديكتاتور الذي ينطبق عليه المثل القائل بعد تعديلٍ طفيف ..

(إنه يخاف من الخارج أكثر من إستحيائه من الداخل )

طبعا دون أن نقلل من أثرخروج المعتقلين على أسرهم وهم الذين أفتقدتهم أمهاتهم وزوجاتهم وأبناؤهم وذووهم وتضررت مصالحهم بالبقاء خلف القضبان كل هذه المدة دون أن تنظر اية جهة عدلية في أمرهم !

وإطلاقهم بهذه الصورة التي تسبق زيارة بعض الوفود الغربية الى البلاد هوإجراء لايعبر عن نية النظام في تغيير سياساته المبنية على حماية نفسه بالة البطش الأمنية ..بقدر ما يعكس أزماته المتكالبة عليه جراءتلك السياسات التي أوردت البلادمواردالهلاك وبالتالي جعلته يتخبط تارة بتوجهه ناحية فرية الحوار المفصل على حجم منطقه وأطماع من ظلوا ينتظرون قريبا من الأبواب التي يرمي لهم من خلالها بعظام جيفة سلطته التي سلبها من لحم الصلاحيات باسنان فساده السامة ..أو بهرولته تارة أخرى بين معسكرات الخارج دون رؤية واضحة أوعبر مؤسسات راشدة ..اللهم إلا مزاجية الرئيس التي عكرتها عدة عوامل يتجددمعها خوفه الذاتي على مصيره ومقدارما يجلبه من مال ولو كان مغموسا في دماء أبناء الوطن لزيد من تخمة الذين أثروا في عهده غير الميمون و دون النظر الى مصلحة البلاد أوشعبها المكلوم!

لايمكن أن نثق في خطوة البشير وهويسترشد بخبرات قوش في نسخته الجديدة التي لن تبدل من عقليته الخبيثة وهو يتحكم في خطوات المشير الواجفة تلمساً لعبور مأزقه نحوالترشح بعدأن يلملم قاصية غنم حزبه ونظامه من الذين قالوا له كفى ..ويذرالرمادفي عيون المعارضين الذين لن تفوت عليهم لعبة ( الإفراج المؤقت ) لأزمات النظام المنقسم على نفسه مصلحيا وليس مبدئيا وبالتالي إخراج البشيرمن ورطته وقد بلغ سيل الشارع زُبى الإنفجار وهوالشارع الذي عادت اليه مشاهدالصفوف التي مصدرها شح البلادمن العملات التي توفر الوقودوالغاز وتحمى النظام من ثورةالجياع التي بانت نذرها في كثيرمن البيوت وهي تنام طاوية صراخ المصارين في ليلها الطويل !

المسالة ليست في إطلاق عددمن الذين دخلوا ظلماً وخرجوا للحرية كحق كفلته لهم نواميس الإنسانية التي تعدى عليها حاكم مرعوب منهم حتى وهم داخل سجونه ..ولن يزول ذلك الخوف عن قلبه طالما أنه يريدأن يحكم خارج شرائع تلك الإنسانية التي أولها العدل وتوفير الحياة الكريمة لعامة الناس دون تفضيل موالٍ على معارض و إقالة الظلم والفساد بدءا بالدائرة المحيطة به بتفعيل القانون علانية وليس كما بشفرة التمويه والتستر والتعمية!

فهدف أولئك الأحرار الذين خرجوا لن بتزحزح عن مربع سطوح شمس الحرية الكاملة للأمة باسرها وإزالة كل القوانين الظالمة وضرورة إطلاق العنان لكل الأحزاب والفعاليات السياسية لممارسة دورها في التوعية الجماهيرية من غير هيمنةحزب السلطة الحاكم بمال الدولة والحائزعلى أمتيازات ليست من حقه إن كان يسمي نفسه حزباًوليس حكومة قائمة بذاتها تزيدمن رهق الدولة التي يقصم ظهرها جهاز دستوري وأمني ومليشي وتنفيذي وتشريعي وغيركل ذلك فوق ما يعانيه من ضعف الموارد التي ذهبت هباءاً في رياح الفوضى الإنقاذية التي بات علاجها البتر وليس التضميد التكتيكي الذي يزيدمن عفونة الجراح ولا يداويها !
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..