أخطر “كيم” في كوريا الشمالية ربما “فتك” بعمته أيضاً

منذ يومين والمتابعون لأخبار كوريا الشمالية وزعيمها الأوحد كيم جونغ- أون، يتساءلون عما إذا فتك أيضاً بعمته كيم كيونغ- هوي، التي أمر الخميس الماضي بإذلال زوجها وإعدامه والتخلص منه باعتباره كان منافساً له في دولة ورث فيها الحكم قبل عامين حين وفاة أبيه، كيم سونغ- ايل، الذي ورثه بدوره عن والده مؤسس كوريا الشمالية قبل 64 سنة، كيم ايل سونغ.
لم تظهر العمة الاثنين الماضي في أهم صورة بثتها وكالة KCNA الكورية الشمالية للأنباء، وقت الاحتفال بمرور عامين لتسلم الدكتاتور الحكم خلفا لأبيه، وهي صورة تنشرها “العربية.نت” نقلا عن الوكالة، وفيها تبدو زوجته ري سول- جو إلى جانبه، وخلفه عشرات المقرّبين من هرم السلطة، من دون عمته التي سرت مخاوف من أن يكون تخلص منها أيضا، لذلك بدأوا يلقبونه بأسوأ “كيم” عرفته كوريا الشمالية التي يعني الاسم “الذهب” بلغتها، ويحمله ربع شعبها تقريبا.
والجديد عن “كيم” البالغ عمره 30 سنة، أنه قام بعد 3 أيام من إعدام “عمه” جانغ سونغ- ثايك، بزيارة مضمار “ماسكريونغ” للتزلج، وهو قيد الإنشاء، فالتقطوا له صورا هناك وهو يضحك، واعتبرها محللون في الخارج تغطية على وحشية النظام الذي أعدم 12 من الخصوم في العام الماضي وحده.
في اليوم التالي، أي الاثنين الماضي، أحيت البلاد الذكرى الثانية لوفاة والده “القائد المحبوب” كيم سونغ ايل، وبثت الوكالة الرسمية فيديو وصورا لمشاهد “وثنية” بامتياز، ظهر فيها عشرات الآلاف من العسكريين والمدنيين وهم في انحناء أشبه بالركوع أمام صور والده في الساحات والميادين.
مقارنة من فيتنام بينه وبين صدام
كما اكتسب الزعيم الكوري الشمالي لقبا جديدا أطلقه عليه من فيتنام وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، وهو “شبيه صدام” المشير به إلى الرئيس العراقي الراحل قتيلا، صدام حسين. ثم وصفه أيضا بمتهور وقاسي، لجهة معاقبة الناس علنا من دون أن يتجرأ أحد على الاعتراض.
وجاء كيري على ذكره في مقابلة أعدتها معه محطة “أي بي سي” الأميركية التي طلبت منه تعليقا على إعدامه زوج عمته، فأجاب: “هذا يحمل الكثير، ويشير إلى مدى قسوة وتهور كيم، وإلى مدى انعدام الاستقرار الداخلي للنظام الكوري الشمالي” وفق تعبيره.
وكشف كيري عن بعض ما تعلمه الاستخبارات الأميركية بقوله: “لدينا معلومات داخلية تشير إلى أنه عفوي ومتقلب ويخشى على وضعه في تركيبة السلطة، ويناور للقضاء على أي خصم أو منافس، ويفعل ذلك بقسوة (..) رأيتم صور زوج عمته يعتقل أمام الجميع، وهو ما ذكرني بفيديو رأيناه لصدام يفعل الشيء نفسه، فقد سحب أشخاصاً من بين الحضور الذي راح يتعرق، ولا أحد تجرأ على التحرك أو القيام بأي شيء” كما قال.
جعل “عمه” كأنه لم يكن
ثم قام الدكتاتور الأوحد بسابقة قبل يومين، هي الأولى من نوعها، عندما اتضح أن وكالة الأنباء الرسمية محت 99% من تقارير إخبارية وتحليلات سياسية من أرشيفها، وعددها أكثر من 35 ألفا، لاحتوائها على اسم “عمه” الذي أعدمه. كما اختفى حوالي 20 ألف تقرير من أرشيف موقع “رودونغ” التابع في الإنترنت للحزب الحاكم للسبب نفسه.
أما صور “العم” المعدوم فتمت إزالتها بالكامل من كل موقع كانت فيه، طبقا لما يظهر في صورتين اختارتهما “العربية.نت” وفيهما يبدو زوج العمة خلف الدكتاتور الكوري في مناسبتين، ثم من دونه بعد محوه من الصورتين تماما، وبذلك أصبح الرجل كأنه لم يكن، بل لم يبصر النور ولا عاش في كوريا الشمالية بالمرة.
العربية