هل حقاً حاربت القوانين الفساد

سم الله الرحمن الرحيم

بقلم بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان ? جامعة الزعيم الأزهرى

جاء فى الأخبار أن فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير فى مخاطبته للجلسة الختامية لمنتدى تانا الثالث حول الأمن والأستقرار فى أفريقيا أمام رؤساء الدول الأفريقية بمدينة بحر دار الأثيوبية أن السلام والتنمية وجهان لعملة واحدة . وقال أن السودان أستطاع من خلال قوانين محاربة الفساد أن يمنع تسرب الأموال الى الخارج بقانون الثراء الحرام والمشبوه، ونتساءل هل حقاً حدث ذلك وتمت محاربة الفساد وما زال كل يوم تخرج لنا قضية فساد كبرى بين متنفذى السلطة؟

هذا ما قاله السشيد رئيس الجمهورية لأشقائه الرؤساء فى القارة الأفريقية الذين يعلمون كما نعلم أنتشار الفساد فى أرض السودان الذى لحق نيجيريا وسبقها فى هذا المضمار. ونقول للسيد الرئيس أن العبرة ليست فى وجود القوانين التى تحارب الفساد ولكن العبرة فى تنفيذها وتفعيلها بيد القضاء الحر النزيه وألا نكون أذا سرق فينا الضعيف أقمنا عليه الحد وأذا سرق فينا الشريف تركناه وهنا يختل ميزان العدالة. ونقول للسيد الرئيس وهو يحمل لواء السلام وقال أنه ما جاء الا من أجل الشريعة الأسلامية أسلام العدل والعدالة أن المسلمين الأوائل قد حاربوا الفساد ولم تكن لهم قوانين مكتوبة لمحاربة الفساد ولكنهم تشربوا ما جاء به الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الذى قال أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وأن مكارم الأخلاق هى عدم الفساد والسرقة والصدق والأمانى وصونها فى مال المسلمين ل يتم التعدى عليها بالسرقة.

ولذلك عندما وقف سيدنا عمر بن الخطاب فى المنبر وخطب أيها الناس أسمعوا وأطيعوا وقف له رجل من علمة المسلمين وقال له لا سمع ولا طاعة. قال له عمر لماذا؟ قال له لأنك أعطيت كل واحد منا ثوباً واحداً من بيت مال المسلمين وأخذت لنفسك ثوبين. وقال عمر لأبنه عبد الله أخبرهم. فوقف عبد الله بن عمر وقال لقد أعطيت ثوبى لأبى لأنه فارع وأكثر طولاً منى وأكبر جسماً لا يغطيه الثوب الواحد. فجلس الرجل وقال أذن نسمع ونطيع. ولم يلحقه سيدنا عمر بسجن كوبر أو يعتليه بالدرة لأن هذا الرجل سمع من الرسول قولة الحق أمام السلطان الجائر برغم أن سيدنا عمر لم يكن جائراً. أن الفساد فى بلادى ظاهر ظهور الشمس فى رابعة النهار متنفذى النظام الحاكم الآن ولا يحتاج الى دليل او قانون لأثباته لأن أهل السودان جميعاً يعلمون من اثرى فساداً ومن اثرى كداً وأجتهاداً.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الصين : البون الشاسع بين ديننا ودينهم وقانوننا وقانونهم

    http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-49157.htm

    الصين : البون الشاسع بين ديننا ودينهم وقانوننا وقانونهم
    05-04-2014 10:59 AM

    بسم الله الرحمن الرحيم
    التقزز اليومى أصبح يلازمنا كلما طالعنا الصحف المحلية وحتى القنوات الفضائية وتصريحات المسؤولين وحتى الأجهزة العدلية.
    فى تصفية الحسابات بين الأجنحة المتصارعة فى الحزب الحاكم تطالعنا جرائم الفساد والأفساد مدعومة بمستندات يصعب توفرها لمن لم يتلون يوما بلون حكومة الأنقاذ سواء شعبى أو وطنى أو أصلاح أو أحد المسميات المولودة نتيجة لصراع السلطة والمال. ولم تسلم الأجهزة العدلية من الأستخدام السىء والضغوط فى صراع أجنحة الحكومة للتستر على فساد وأفساد متورطة فيه قيادات عليا وأسرهم وأخوانهم وأصدقائهم فى الحكومة وحزبها الحاكم. وفى شغل المعارضة والرأى العام بمقطوعة الحوار الموسيقية والتى لن ولم ولا تحل مشكلة المواطن السودانى التى تطحن فيه يوميا مسبغة الأسعار وأرتفاع تكاليف المعيشة. علما بأن الزوبعة الأعلامية صاحبها عودة عراب الأنقاذ للملعب بحجة الحوار (وأن أقسم بالله) كما ذكر والكل يعلم السبب الرئيسى لعودته دون الدخول فى تفاصيل.

    الحكومة وحزبها الحاكم ما زالت تتحدث بلسان الأسلام والذى هو برىء من أفعالها بالدليل القاطع والمنشور يوميا فى الصحف اليومية وأجهزة الأعلام الرسمية.
    مع البون الشاسع بين ديننا الحنيف (وكتابه االقرآن الكريم وسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم والتى نعتز بالكتاب والسنة وحبنا للمصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم) ودين دولة الصين مهما يكن (كتابى ? لا دينى ? بوذى ? هندوسى) . نجد البون الشاسع بين ممارساتنا وممارساتهم وممارسات حكومتهم وممارسات حكومتنا فى القوانين والأحكام وتطبيقها فى الأتجاه السلبى وليس الأيجابى المتفوق فيه ديننا وشريعتنا السمحة .
    أورد بعضا من الأحكام والقوانين الصينية لبعض الجرائم مقارنة بالقوانين السودانية والأحكام والممارسات (حسبما اوردت الأحصائيات أنه فى عام 2007 تم تنفيذ أكثر من 7000 أعدام فى الصين.) . من الجرائم التى عقوبتها الأعدام فى الصين :
    (1) التهرب الضريبى حينما يتخطى حد معين لا يصل ما يعادل الـ 100 ألف دولار بأعتبار أن الضريبة مال عام واجب سداده ولا يجب التهرب منه .
    (2) التعدى على المال العام بالأختلاس والسرقات فى مبالغ لا تتخطى حاجز الـ 100 ألف دولار.
    (3) التلاعب فى مواصافات الأغذية والمشروبات والعقوبة تطال المستورد والموظفين المعنيين بالتأكد من المواصفات. (قضية ألبان الأطفال فى الصين فى الخمسة سنوات السابقة).
    (4) الرشوة
    (5) الأعتداءات الجنسية على الأطفال , علما بأن عقولة التحرش الجنسى على البالغين تصل السجن عشر سنوات فى القانون الصينى.
    (6) الأتجار فى المخدرات . لنرى فى مقبل الأيام مدى الشفافية وتطبيق القانون على المجرمين فى أكبر عملية نقل مخدرات تمت فى أفريقيا والشرق الأوسط لعدة سنوات مضت, والتى تتناولها الأجهزة الشرطية والعدلية والصحف وأجهزة الأعلام الحكومية. وحسب ما يتداول أن طريق الوصول للمجرمين الحقيقيين ممهد وخيوط الوصول اليهم متوفرة. عسى ولعل أن يحاكم المجرمين الحقيقيين بعقوبة الأعدام وفى ميدان عام أمام الملأ. حيث أن قوانين معظم الدول تحاكم مثل هذه الجرائم بعقوبة الأعدام.

    أن الأحكام الصينية وتطبيقها بالرغم من بشاعتها إلا إنها من الضرورة بمكان فالحكم بالإعدام و بالرغم من كونه حكماً ينهى حياة إنسان و يمثل خسارة للمجموع إلا أن المجتمع بأسره ينعم بهذا القرار و الذى يشبه تخلص الشجرة من أوراقها الجافة الميتة . وأن شريعتنا السمحة بكتابها وسنتها شرعت عقوبة الأعدام والصلب والرجم والقطع كل بمسبباته والتى تهدف أخيرا الى وصول المجتمع المسلم للأمان والرفاهية والعدل بنعمة المولى عز وجل والذى ورد ضمن أسمائه الحسنى (العدل ) , والعدل بكل أسف نتحسس فقدانه يوميا فى ممارسات حكومتنا ومؤتمرها الوطنى والتى ما زالت تصرعلى أن لسانها الأسلام وحكمها شرع الله الكتاب والسنة.
    أنه ليستحى المرء أن يقارن بين دين دولة الصين وديننا الحنيف , لكن الممارسات هى التى ترغم أحيانا على المقارنة, والدليل :
    (1) ناهيك عن التهرب الضريبى . كم من الملايين من الدولارات تتداول المحاكم ووزارة العدل والنيابات ورجال القانون والأعلام هذه الأيام ومنذ ثلاثة أشهر مستنداتها (أقطان ? وأراضى ولاية الخرطوم ? وفساد وأفساد ولاة ووزراء وقيادين بالمؤتمر الوطنى وطالت حتى وزارة أرشادها المعنية بالشؤون الدينية ومرافعات وأتهامات تنقل بالتلفزة وعلى الهواء مباشرة ليست بين الأجهزة العدلية بل بين متهم وصحفى). وكم متهم تمت محاكمته ليس بالأعدام بل بالسجن حتى (صفر).
    (2) كم من الأعتداءات الجنسية تمت على الأطفال فى خلال الـ 12 شهرا السابقة , ومن من ؟ أئمة المساجد والخلاوى والمدرسين والذين يفترض أنهم مقومو سلوك الأطفال رجال المستقبل. وكم من تمت محاكمتهم ؟ وبماذا تمت محاكمنهم ؟؟ صفرا.
    (3) كم من قضايا الأغذية والمشروبات والمبيدات الحشرية والتقاوى والغير مطابقة للمواصفات وحتى الملوثة بالنفايات , تم تداولها فى الأعلام والمحاكم خلال الـ 12 شهر الماضية ؟ وكم من تمت محاكمته؟؟ صفر
    (4) كم من قضايا القتل والتقتيل والتعذيب أمام المحاكم وتداولتها الأجهزة الأعلامية خلال الـ 12 شهرا الماضية ؟؟ وكم من تمت محاكمته؟؟ قليلا وقليل جدا بنسبة لا تذكر.

    أن التساهل والتهاون والدغمسة بالدين بآياته وأحاديثه وتطويعها لتبرئة مجرمين (تحلل وفقه سترة) فى جرائم عقوبتها الأعدام فى دولة كافرة ,يدخل المسلم وحكومته وحزبه الحاكم تحت طائلة المتاجرة بالدين والتى وردت عقوبتها فى حديث قدسى ورد فى تفسير بن كثير لآيات المتاجرة بالدين (الآيات من 203 الى 207 من سورة البقرة) ونصه يقول الله تعالى :
    فعليّ يجترئون! وبي يغتَرون! حلفت بنفسي لأبعثن عليهم فتنة تترك الحليم فيها حيران.
    المتتبع لصراع الأجنحة بين قيادات الحكومة والمؤتمر الوطنى يرى بأم عينه سيناريو المقدمة للفتنة الموعودون بها المتاجرين بالدين, حيث أن شرح كيفية المتاجرة بالدين فى التفسير للمتاجرة بالدين وصف كافى لممارسات الحكومة وحزبها طيلة منذ أعتلائها السلطة على ظهر دبابة فى 1989 .

    قال تعالى فى محكم تنزيله :
    (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) .

  2. العبرة ليست فى وجود القوانين التى تحارب الفساد ولكن العبرة فى (القوي الأمين) الذي انت استأمنته لادارة مصالح الشعب بتجرد ونزاهة بعد احالة الكفاءات الى الصالح العام، بل والعبرة في السكوت عن الفساد ومحاسبة المفسدين بل والعبرة في تكريمهم وتحفيزهم بحسب حجم انجازات فسادهم بل والعبرة في ممارسات الفساد باسم الدين…………..

  3. لا فض فوك: اخي محمد زين العابدين ، لكن هل يسمع الموتى النداء ، ولكن اين يذهبوا يوم الناس لرب العالمين البشير وزمرته فاذا قال رئيسنا ذلك امام الرؤساء فقد يكون كذب عليهم ولكن لن يكذب على الله بدون شك ، فعليه ان يسأ نفسه وكل بطانته من أين لهم بالاموال التي معهم الآن السابقين والحاضرين من اركان النظام جميعا كانوا فقراء ، ولا يملكون حق الخبز . فمن اين لهم بالاستثمارات خارج وداخل السودان وامتلكوا كل شيء على مستوى السودان كله فكل المشاريع اصبحت تحت يدهم او يد بطانتهم ولكن سياتي يوم الحساب امام رب العالمين لان تلك الاموال اموال الفقراء والمساكين .

    اين يذهبوا من الله البشير وزمرته،

    (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) البقرة

    خليهم افهمواالاية وسيعرفوا اي منقلب سينقلبون .يوم التلاق المنتظر .

  4. لك الشكر والتقدير دكتور محمد زين العابدين عثمان ، أتفق معك تماما في أن القوانين التي تحارب الفساد موجودة ولكن تفعيل تلك القوانين هو المشكلة ، كذلك الحماية التي يتمتع بها الجماعة الموالين للحكومة من المسألة والمحاكمة هي المشكلة الكبرى ، البلد ليست في حاجة لقوانين جديدة إطلاقا البلد في حاجة إلى ثورة تطهر البلاد وإلى إرادة وطنية مخلصة .

  5. قال البشير :( إن السودان إستطاع من خلال قوانين محاربة الفساد أن يمنع تسرب الأموال إلى الخارخ ) … أنظروا إلى ما يقوله هذا ( الكضاب ) الأشر …أما زلت مصرا على تصدير كذبك للخارج ..حتى على رؤساء دول ؟؟؟ يا راجل إختشى وحرام عليك هذا الهراء والأفتراء والبهتان ..يا خى إحترم نفسك وإحترم عقول من تخاطبهم ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..