السُكر الملغوم…. مقال تعرض لمقص الرقيب بصحيفة الصيحة

محجوب عثمان

معلومة تتوفر لنيابة حماية المستهلك بوجود سكر فاسد وغير صالح للاستخدام بمخازن الشركة السودانية للسكر، تفجر الأحداث، وتنهمر معها المعلومات التي تكشف أن هناك من يتلاعب بصحة المواطن وحياته من اجل أن يحصد من وراء ذلك ملايين الجنيهات تكنز في خزائن الدولة لا يهم معها حتى ولو مرض المواطن أو ذهب للجحيم.
نيابة حماية المستهلك اهتمت بالمعلومة وشكلت فريقا من المباحث والأمن الاقتصادي وشرطة حماية المستهلك وتقوده نحو المخازن الثلاثة وتحرز ما فيها من كميات السكر التي تقدر بعدد 60 ألف جوال أي ما يعادل 3 آلاف طن، وتأخذ عينة من كل مخزن تدفع بها نحو المعمل الجنائي لتحديد صلاحياتها.
المعمل الجنائي بدوره يقرر أن الكميات بأحد المخازن الثلاثة غير صالحة للاستخدام وإن تاريخ إنتاجها وصلاحيتها تم تعديله والتلاعب به، بينما يقرر أن الكميات بالمخزن الثاني صالحة للاستخدام ولكن تم التلاعب في تاريخ صلاحيتها وطمس تاريخ قديم وتبديله بتاريخ جديد، أما كميات المخزن الثالث فهي صالحة للاستخدام وتاريخها جيد وواضح.
تقرير المعمل الجنائي يقول بوضوح أن هناك تلاعبا في تاريخ إنتاج السكر في مخزنين وأن هناك سكرا غير صالح بالمرة، وحتى هنا يمكن أن نصفق لنيابة حماية المستهلك باعتبارها أوقفت سُماً كان سيوزع على المواطن بعد أن يدفع ثمنه ليذيبه ويتجرعه ومن قبض الثمن لا يهمه تأثير ذلك السُم على المواطن.
ولكن ما إن طفح الأمر على السطح الإعلامي إلا وقامت شركة السكر التي تعاني الكساد منذ ثلاث سنوات بتوزيع إعلانات تثبت صلاحية السكر وتستند على وثائق تعضد قولها….
الوثائق ما هي إلا خطابين أحدهما دفعت به الشركة للمواصفات تقر فيه وتعترف بوجود مشكلة في تاريخ الإنتاج على السكر وتعيدها لعدم وجود فوارغ في العام الماضي اضطرها إلى تعبئة السكر في فوارغ من العام الماضي فأصبح سكر 2014 معبأ في جوالات تحمل تاريخ 2013م… و”توجه” شركة السكر!!!! نعم توجه ? هكذا قال الخطاب- الهيئة القومية للمواصفات بالسماح لها بتعديل تاريخ الإنتاج.
أما الخطاب الثاني فهو خطاب القبول والإذعان من هيئة المواصفات والمقاييس التي تتبع مباشرة لمجلس الوزراء لتوجيه شركة السكر ويأمر مديرها العام بتعديل ديباجات تاريخ الإنتاج دون أن ينظر إلى ما يمكن أن يفعله ذلك بالمواطن المغلوب على أمره وهو يوافق على أن يجرعه سكرا منتهي الصلاحية.
غريب جدا أن توافق المواصفات والمقاييس على تعديل تاريخ صلاحية منتج، وهي تعلم ما يمكن أن يلج عبر هذا الباب الذي فتحته والأغرب أن تكون موافقتها قبولا لأمر وتوجيه شركة إذ إننا تعودنا أن توجه الجهات السيادية مثل المواصفات بقية مؤسسات الدولة والمؤسسات الخاصة وتأمرها بالتنفيذ لا أن يحدث العكس.
الشركة السودانية تعاني من كساد منتجها من السكر المحلي الذي ما إن تم إلغاء الاحتكار وفتح السلعة أمام الجميع للاستيراد سقط منتجها في الأسواق لبهاظة سعره مقارنة مع السكر المستورد وبهاظة السعر لم تأتِ إلا من حشوه بالكثير من الضرائب والجبايات التي يتحملها المواطن.
لا نستبعد أن يكون هناك سكر من سنوات خلت خاصة وأن مشكلة الكساد ليست وليدة العام الحالي والشركة ظلت تشكو من عدم حماية منتجها منذ العام 2012م.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ان لم يكن من الموت بد فمن العجز ان تموت جبانا

    وهاهو الموت بالبضائع الفاسدة والحمير والدجاج النافق

    كلها تحيط بالمواطن

    فمن ينجومن التسمم يموت بالسرطان

    فماذا تنتظرون

  2. اولا العتب علي الراكوبة كيف لموضوع عن شركة السكر السودانيه تنشر فيه صورة سكر كنانه!!!.

    ارجو ان يكون الخلط غير مقصود.

    ثانيا الكاتب تحامل كثيرا علي شركة السكر السودانيه فاجراء مثل ان يعبأ سكر من انتاج 2014 في جوالات من انتاج 2013 لا يمس المواطن السوداني و صحته بايء سؤ.

    اما الادهي و امر هو سكوت الكاتب عن سماح الحكومة لبعض الجهات باستيراد السكر و اغراق البلاد بسكر مستورد خالي من اي رسوم و في المقابل فرض رسوم علي السكر المنتج داخليا. هذا هي المشكلة الكبري و هي التي تحتاج الي كتابة الكاتبين. لماذا ؟ لأنها ببساطة ستؤدي الي انهيار صناعة السكر في السودان عندها لن يكون هناك منتج يحمل ديباجة العام الماضي فقط ستكون هناك مقالات الحسرة علي صناعة وطنية ناجحة تم اغتيالهابسؤ قصد و نيه.
    ثالثا من قال ان السكر المستورد مطابق للمواصفات؟
    لماذا لا احد يتحدث عن ذلك.؟

  3. الصراع والتكتلات السياسية فى المؤتمر الوطنى أدت لإلغاء المؤسسة العامة لتجارة السكر مما أدى لهذا التخبط من عدم المصداقية وقلة الخبرة لدى شركة السكر وعدم كفاءة موظفيها فى أبجديات التسويق والتخزين فقد شردت كفاءات مؤهلة فى المؤسسة العامة لتجارة السكر وكل ذلك يرجع للصراع بين جناح على عثمان محمد طه وشرابه الترابى

  4. انا مستغرب من مسالة كساد
    وعدم وجود فوارغ انا البعرفو
    لمن يكون عندك كساد بكون عندك فوراغ

  5. اولا العتب علي الراكوبة كيف لموضوع عن شركة السكر السودانيه تنشر فيه صورة سكر كنانه!!!.

    ارجو ان يكون الخلط غير مقصود.

    ثانيا الكاتب تحامل كثيرا علي شركة السكر السودانيه فاجراء مثل ان يعبأ سكر من انتاج 2014 في جوالات من انتاج 2013 لا يمس المواطن السوداني و صحته بايء سؤ.

    اما الادهي و امر هو سكوت الكاتب عن سماح الحكومة لبعض الجهات باستيراد السكر و اغراق البلاد بسكر مستورد خالي من اي رسوم و في المقابل فرض رسوم علي السكر المنتج داخليا. هذا هي المشكلة الكبري و هي التي تحتاج الي كتابة الكاتبين. لماذا ؟ لأنها ببساطة ستؤدي الي انهيار صناعة السكر في السودان عندها لن يكون هناك منتج يحمل ديباجة العام الماضي فقط ستكون هناك مقالات الحسرة علي صناعة وطنية ناجحة تم اغتيالهابسؤ قصد و نيه.
    ثالثا من قال ان السكر المستورد مطابق للمواصفات؟
    لماذا لا احد يتحدث عن ذلك.؟

  6. الصراع والتكتلات السياسية فى المؤتمر الوطنى أدت لإلغاء المؤسسة العامة لتجارة السكر مما أدى لهذا التخبط من عدم المصداقية وقلة الخبرة لدى شركة السكر وعدم كفاءة موظفيها فى أبجديات التسويق والتخزين فقد شردت كفاءات مؤهلة فى المؤسسة العامة لتجارة السكر وكل ذلك يرجع للصراع بين جناح على عثمان محمد طه وشرابه الترابى

  7. انا مستغرب من مسالة كساد
    وعدم وجود فوارغ انا البعرفو
    لمن يكون عندك كساد بكون عندك فوراغ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..