الشاعر عبد القادر الكتيابي : لم يكن هناك حزب يرى أنه هو الوطن أو أنه أكبر منه

الفكر لاعضلات له ولا أسنة ولارصاص
صناعة دمى بديلة للأدباء الحقيقين
محاولة واهمة لتغيير خلايا الوجدان الجمعي
يحاول المحاورون تحيد فكره ورؤية الشاعر وهذا مأخذ كبير
الإطاحة بالإدارة الأهلية هي البداية الحقيقية للتخبط .

حوار : سعاد الخضر

ثمة حزن عميق في نبرات الشاعر عبد القادر الكتيابي برغم ابتسامته التي لاتفارق شفتيه لم يكن يتشتكي شيئا سوى بعده عن وطنه وأسرته في هجرة اضطرارية الى الامارات بدأها في العام 1986 بعد عام واحد من ثورة أبريل بعد أن سقطت حكومة مايو التي عرف بمعارضته لها منذ تصالحها مع الحركة الإسلامية و واجه خلالها كثيرا من المضايقات و الاتهامات بالتحريض و تأليف المنشورات و الكتابة بأسماء مستعارة ضد النظام المايوي ، وبعد عشرات السنين من الهجرة مازال الألم يعتصر قلبه ففي كل اجازة سنوية تنتابه الهواجس وتتناوشه الرهبة والخوف من فراق وطنه باحساسه المرهف كأنما يغادره لأول مرة ، وظل طوال تلك السنوات في الغربة جسد وظلت روحه تحلق في سماء أمدرمان التي نشأ وترعرع فيها في أسرة عرفت بإرثها العلمي والديني ، قال الكتيابي في الحوار إنه يشعر بالحزن لانه لم يجد فرصة لإفادة الأجيال في وطنه من تراكم خبراته الإعلامية و تجربته الأدبية و العلمية في ميادين اللغة العربية و يقول الحزن أمر من الغضب باعتبار أن الغضب لايكون الا عند الشعور بالقدرة على تغيير اسبابه أما الحزن ففي رأيه فهو غضب العاجز وكما يؤكد عن نفسه أنه يحق له ان يغضب و يحق له أن يحزن ، وأكبرت فيه قوله أنه ليس ممن يغضب لنفسه أويحزن لها .

*مآلات الصراع الفكري في السودان ؟

فلتتقبل شكري ادراة واسرة الجريدة ولك خاصة استاذة سعاد جزيل الشكر ولك التقدير كذلك على حرصك القديم المتجدد لتحقيق هذا الحوار، آمل ان تكون اجاباتي وردودي وافية وكافية واسال الله ان يلزمني فيها جانب الحق والصدق ، سؤالك عن الصراع الفكري ولي وقفة حول هذا التعبير فالفكر لاعضلات له ولا أسنة ولارصاص ، ولكن غياب الموضوعية و الصدقية في المواقف أدى إلى حدة المتغيرات التي جعلت من خلافاته صراعا ، ونظرتي الخاصة لهذا الأمر تستند الى تجربة عميقة وواسعة وطويلة ، فانا من مواليد منتصف الخمسينيات من القرن الفائت تفتح الوعي عندي مبكرا في اوائل الستينات وتابعت الأحداث في بلادي عن معايشة ومواكبة بحكم البيئة الأسرية التي نشأت فيها وتوفرت كذلك على متابعة الواقع السياسي الاقليمي والدولي بعدما تقدمت في العمر قليلا عند مطالع الشباب ولا أزال اسمحي لي أن أشكرك على أنك ابتدرت لي الأسئلة من باب الفكر والسياسة فالمفهوم السائد لدى كثير من زملائنا الاعلاميين في مختلف الوسائط يجعلهم يعمدون مباشرة عند محاورة أحد المهمومين بالثقافة والأدب الى حصره داخل فنيات نصوصه ويحيدون فكره ورؤيته وهذا مأخذ كبير ـ قلت انني تابعت المتغيرات منذ أكتوبر 1964 م والتي رأيت جموعها رأي العين وعايشت احداثها وانفعلت بها ولم أدع صحيفة ولا تقريرا ولاتحليلا إخباريا قبلها بقليل ولابعدها وإلا وقفت عليه فلقد كانت بحق ثورة شعب واحد وكانت تلقائية وكان مفهوم المؤسسات الحزبية جميعا أثناءها متسقا مع الغايات الموضوعية لكينونة المؤسسة الحزبية بمعنى أن الحزب كان يقوم على أنه مجرد ذراع من أذرعة الوطن ولم يكن هناك بينها حزب يرى أنه هو الوطن أو أنه أكبر منه و مأخذي على النخب السياسية بعد أكتوبر والتي تولت شأن الديمقراطية الأولى الضعف البين في المام الكثيرين منهم بحقيقة جغرافيا وتاريخ هذا الوطن الذي كان آنذاك شاسعا واسعا متنوعا كبيرا وغنيا ووادعا كما أنني أخذت على كثيرين منهم قصر النظر وعدم ادراك خفايا المعطيات والاشارات ومآلات تعملقها في المستقبل ثم أظن مستيقنا أن هذه المآخذ التي أخذتها على تلك النخب كانت هي السبب المباشر في حدوث الانقلابات على تلك الديمقراطية كما قرأت في مسار المايوية منذ انقلابها تناقض الرسائل التي كانت تبعث بها في شعاراتها الاشتراكية كفلسفة اقتصادية والتي كانت تتناقض تماما مع القومية العربية التي تتغنى بها أحيانا مما كرس الفكرة ( العنصرية ) في بلد تتعدد فيه الأعراق كما أنني أؤمن ايمانا قاطعا بأن أنساق الفكر السياسي ليست من شأن العقلية العسكرية وقد حكمنا ستة عشر عاما تقلب فيها نظام مايوالعسكري بين اليمين واليسار وكم أعجبني تعبير نشره أخي كمال عبد القادر في عموده ( كلامات ) معلقا على ذلك حيث شبهها بسيجارة ( البنقو ) وقال إن الأحزاب جميعا تداولت تعاطيها ولكن ( شقي الحال الاتمسكت عندو) ومن المفارقات أن تقوم أبريل _ رجب ـ و قد كنا من صناعها ـ بذات الروح التي قامت بها أكتوبر ثورة شعبية تلقائية مبرأة من الوصاية ثم تلتف حولها فيما بعد ذات الجماعة التي ضبطت في يدها سيجارة مايو مرة أخرى أما الفترة الانتقالية والديمقراطية القصيرة الباهتة بعدها فقد وقعت نخبها في ذات الخطأ الذي وقعت فيه الديمقراطية الأولى حيث استعدت العسكر مرة أخرى لتنقلب على النظام ولندخل في عهد جديد متكرر يذكرنا باواخر أيام مايو ولايختلف اثنان على ان الظروف والملابسات التي قام فيها انقلاب 89 كانت تحتم ذلك الانقلاب ( الثورة ) والذين عاشوا تفاصيل الانفلات آنذاك يدركون تماما أنه كان لابد منه
انت تعذر الانقاذ في قيامها بانقلاب ؟
أنا لا أعذر الانقلاب في حد ذاته و لكن يجب علينا أن نفصل بين معنى انقلاب على وضع ديمقراطي مستقر و الانقلاب على نظام عاجز عن ضبط الانفلات يهدف إلى إعادة الأمور باتجاه حالة الانضباط داخل الهياكل القومية والشارع العام حيث كانت قضية الصراع مع الجنوب تميل كفتها لصالح الحركات الجنوبية المسلحة والتي كان آنذاك تتلمس الطريق إلى التدويل بل و قد استفادت من تعاطفات أجنبية خارجية عقدية ذات أجندة عميقة كما استفادت وقتها من ضعف الدولة خلال فترة تلك الديمقراطية الهشة التي أعقبت فترة أبريل والذين عاشوا تلك التفاصيل يدركون تماما ما أقول هذا فيما يتعلق بالانقلاب من حيث هو كانقلاب عسكري وهذا واجب وطني على المؤسسة العسكرية طبيعي لاخلاف حوله عند انفلات الأمور لحفظ مقدرات وكينونة الوطن وحدوده وحقن الدماء ، أما من حيث هوية الإنقلاب فهنا يكمن الخلاف .
فلقد شهدنا كيف أن الروح التي كانت تحرك الفعل السياسي خلال سنوات الإنقاذ الأولى وإلى أية درجة كانت متمقصة حال مشاعر الفتح الإسلامي كما تخيله قادة الحركة الاسلامية كحزب سياسي لايؤمن بالديمقراطية و لايتوخى الحكمة في الدعوة و لا يتسم بالفطانة التي هي من سمات المؤمن أن يكون كيسا فطنا ـ حتى أن التبشير بتطبيق الشريعة واشاعة روح الدين طالت الموروث القومي من الآداب والفنون واللباس والتعليم بل تم باسم الانتقالة الفكرية نحو الدولة الدينية تجفيف سريع لهيكل الدولة العميقة فأحاطت بالمؤسسات الحيوية القومية كيانات موازية لها وغلفت الوزرات والمؤسسات الحكومية بأمانات عامة كما تم اعادة تأطير للشركات التابعة والمرافق والمؤسسات التابعة للدولة ووزعت اداراتها والوزارات على كوادر الحركة المهيمنة على الانقلاب و التي لم تقم مرشديتها بتأهيلها ( دينيا ) بذات القدر الذي أهلتها به ( تنظيميا ) و تلقائيا فقد تغلغت هذه الكوادر في مفاصل الاقتصاد والاعلام الجناحين الذين لايطير طائر الدولة الا بهما وشهدنا بعد ذلك مراحل نظريات المرشدية مثل( التمكين والاستئلاف، التوالي ) و التي أثرت على المواقف الرسمية من القضايا الاقليمية والدولية كحرب الخليج و التي في رأيي كانت تفتقر إلى الوعي السياسي الكافي و يبدو لي الآن أن المؤسسة العسكرية قد بدأت تستشعر ذات الخطر الذي استشعره الرئيس السابق جعفر نميري ولعلها ستحاول الخروج والانفلات من معطف تنظيم الحركة والذي استعدى عليه قطاعات كبيرة من الوطنيين والمثقفين بسبب الإقصاء و التقوقع .
كما ملفات الأزمات المفتوحة داخليا والضغوط الدولية والخطر الصهيوني الداهم الذي أحكم قبضته على منافذ الاقتصاد الاقليمي كل هذه الاخطار المحدقة مجتمعة تزيد من اشتعال الصراع الداخلي عليه فإن الأمر في تقديري قد خرج الأمر من كونه صراعا فكريا و كما أسلفت فإن الخلاف الفكري له ميادينه الدبلوماسية والثقافية والتي ثبت أن الأطراف المتخاصمة أمامنا جميعها لا تحسن اللعب فيها
و يتعذر في مثل هذا المناخ السؤال عن دور للمثقفين حيث علا صوت السياسي على صوت الثقافي فالمثقفون الحقيقيون الوطنيون المهمومون بتراب هذا الوطن ومجاميع أهله والحريصون على كرامته ومستقبل أجياله غير مرغوب فيهم من الطرفين فهم لا يستشارون و لايسمع لهم رأي و لعلنا في معادلة رياضية نستطيع أن نقول إن الاصطراع في العالم العربي والأفريقي على السلطة اذا كان يدور بين نصفي مليون فرد من الساسة ـ نصف من كل طرف ـ فإن الذين يدفعون ثمن اصطراعهما هذا يقدر عددهم بمئات الملايين من الأبرياء .

ذكرت هيمنة الحركة الإسلامية على المشهد السياسي وتغلغلها في المؤسسات فإلي مدى تضررت المؤسسة الثقافية ؟

لم يختلف نصيب وزارتي الثقافة و الإعلام من التغول عليهما منذ الديمقراطية الأولى وحتى يومنا هذا حيث أنهما في تقديري من أشد الوزارات نحسا عبر تاريخهما الطويل برجال من أهل الهم الثقافي والإعلامي حقيقة فوزارة الثقافة مثلا لايعرف حتى اليوم توصيف محدد لدورها تجاه الفعل الثقافي التلقائي اليومي في هذا التنوع اللغوي والتراثي المتعدد تعددا قابلا للتمازج والانصهار بشرط أن يبتعد الاستقطاب السياسي عن محاولات التأثير عليه وتجييره لخدمة أجندته و معروف أن مشروع القومية السودانية الواحدة كان قد نشط تلقائيا منذ بداية التاريخ في هذا الجزء من العالم في كبريات المدن بمافيها العاصمة ففي أمدرمان تحديدا حيث نشأنا ومامن بيت في حي من احيائها الا وهو محاط من جهاته الأربع بجيران من جهات السودان الأربع ومامن تلميذ في خلوة أو مدرسة الا وهو محاط بزملاء من جهات السودان الأربع و لم يكن أحد ليسال احدا عن جذوره لقد شهدناهم رأي العين ـ موائدهم في الأفراح والاتراح تخرج من كل بيت وتتم الزيجات بينهم ومنذ أن توقف هذا المد الطبيعي التلقائي بفعل تدخل السياسة بالتقسيم الجهوي وبفعل تجاوز استراتجيات العمل الثقافي لآداب وفنون وتراث ذلك التماهي وبفعل سوء ادارة الأزمات القبلية منذ الإطاحة بالإدارة الأهلية وصلنا الى ماوصلنا اليه من حالة الاحتراب التي تلاشى تحت قعقعة سلاحها صوت الثقافة و الثقافة عندي هي الطريق الأوحد إلى السلام العميق ـ إن توظيف حزب واحد لامكانات الدولة في خدمة أجندة تنظيمه و اقتصار إداراتها الحيوية على كوادره خاصة تجاه الثقافة لا يحفظ وحدة و سلام أمة كهذه ـ كما أن محاولات هذه الإدارات الثقافية صناعة دمى من الأشخاص والمنظمات لتمثل الآداب والفنون في الشعر والتشكيل والمسرح والغناء والموسيقى لوطن كهذا لن يحقق لهم محو الرموز والأعلام الحقيقين القوميين وتبديل تراث متجذر عبر آلاف السنين فكل ذلك لايعدو أن يكون سوى محاولات واهمة لتغيير خلايا الوجدان الجمعي لهذه الأمة فهذه الثقافة المتجذرة كما قلت لم تستطع دهسها عجلة الحكم التركي ولا الانجليزي و يكفي أن نقول إن إدارة الثقافة الراهنة كما نراها الآن تعاني من غياب استراتجية قومية كما تعاني من عدم وجود تخصصية معرفية مدركة لدورها تجاه الفعل الثقافي وللقضايا الثقافية القومية فمهمة الوزارة الأولى تجاه قدر التنوع الثقافي الذي نحن فيه أن تعمل على تفعيل مشروع الهوية والقومية الواحدة وأن تنظر في جوانب القصور في مشهدنا الثقافي خارجيا.
*جدل الراعي والرعية استمر كثيرا ولعلك حاولت في نص عرضحال أن تبحث عن إجابات مهمة لتشخيص الفجوة بين الراعي والرعية برأيك لماذا ظلت شعوب العالم العربي تعاني زمنا طويلا من الديكتاتورية التي تشكل سمة غالبة في شخصيات الزعماء العرب ؟
اذا اعتبرنا ذلك حكما على قادة الشعوب العربية وبهذا اللفظ (الديكتاتورية ) فهذا يعني أننا استعرنا ثقافة أمة لمحاكمة أمة أخرى ـ لها ثقافتها ، فالذي يحدث حقيقة اذا ما حكمنا عليه بثقافة الأمة ذاتها فالمصطلح الأمثل أن نستبدل كلمة ديكتاتوريا ب(حكم جبري ) وحينئذ يسهل علينا التبرير الذي تسألين عنه الا وهو القفز على العقيدة والثقافة والموروث هذه العناصر التي تشكل مجتمعة مصطلح حضارة الأمة وحضارة كل أمة لاتقوم الا على هذه العناصر الثلاث وقد تحدث كثير من المفكرين مشخصين هذا اللبس بأنه تداخل بين معاني كلمة (حضارة ) و( مدنية ) و حينما اعتبرت(مدنيات) الأمم الأخرى (حضارة) عند اصحاب القرار والشعوب العربية وتغلغلت هذه الفكرة الخاطئة بين مجاميع هذه الشعوب ـ تم بذلك تكريس الشعور بالتبعية والاعتراف بالهزيمة الفكرية واضمحلت العناصر الرئيسة من عقيدة وثقافة وموروث وهان أمرها عند أهلها في حين ان البديل المأخوذ به افتتانا لم تنجح هذه الأمة في أن تستقيم عليه أو تستفيد منه بسبب تجذر الثوابت وعدم اعتراف الآخر لها برغم كل التنازلات التي قدمتها الشعوب غير الغربية سواء في افريقيا أو آسيا أو المنطقة العربية ولم تغير نظرتها اليها .
*هل تعني بذلك ان فشل الديمقراطية كان بسبب محاولة تطبيقها في بيئة غير بيئتها وهل يستقيم أن نعتبر مصطلح الديمقراطية مرادف لمصطلح الشورى ؟
هذا سؤال واسع وعميق فالديمقراطية في معناها المتداول في ثقافتنا العربية والأفريقية الراهنة نسخة مشوهة عن أصلها في أمم المنشأ وكما أسلفت فالسبب في ذلك الأخذ المتعجل غير المدروس وبواسطة ( متعلمين غير علماء ) حيث لم يتم فيه مراعاة المواءمة بينه وبين الأمة التي تم نقله اليها ،حيث أصبحت الديموقراطية في المفهوم العربي المعاصر تعني( ديكتا تورية الحزب المستقبلية ) بعد أن يستقر الأمر في يده وقد أعجبني تشبيه لديمقراطيتنا في المنطقة بصنم العجوة يقدسه الداعون اليها حتى اذا انفردوا به أكلوه شيئا فشيئا .

*هل صحيح أن الدور الوطني للقصيدة الثورية قد ضعف أثره في تحريك الشارع وهل يمكن محاكمة نصوص الشاعر على مقياس استثارة حماسة الشارع ؟

في رأي أن شارع الامس غير شارع اليوم كما أن شاعر الأمس غير شاعر اليوم و كذلك ثقل الظلم المحرك للشارع والشاعر اليوم لايماثل ثقل الظلم بالأمس فظلم اليوم لايحتاج الى تحريض بالشعر أو غيره فالمظالم وحدها هي التي تحرض المظلومين على الثورة فهم ليسوا في انتظار قصيدة أو خطبة أو هتاف بعده ثم أن اختلاف حساسية الذائقة الأدبية عبر الأجيال هي التي تحكم مدى أثر الكلمة على المتلقي .

*هل تريد أن تقول ان الاقبال على الشعر في السودان تراجع وضعف ؟
بل أريد ان اقول ان الشعر قد انقسم بين مربعين أولهما سوق السياسة و ثانيهما البسيط سوق نجومية الوجاهات الاجتماعية الشخصية و كلاهما سواء في قائمة الأنشطة التجارية والأعمال التي يمكن صناعة مؤسسيتها بالتمويل من خلال أدوات ومناهج صناعة المؤسسيات بالآلة الاعلامية والدعم السلطوي .

تداولت الأوساط الإعلامية والثقافية بعد توقيع بروتوكول التعاون الثقافي مع دولة قطر أنه قد تم ترشيحك لإدارة المركزالثقافي بالدوحة هناك وبعد أن شارفت إجراءات تعيينك رسميا على الانتهاء لم يتم ذلك فما الذي حدث ؟

لا شيء .. فقط اختفى الملف من أرفف مكتب العلاقات الخارجية لوزارة الثقافة دون أدنى تعليق بغرض أن يعلق الأمر ظلما على ( شماعة ) الأجهزة الأمنية الرسمية والتي ثبتت لي براءتها من ذلك مما دعاني إلى الشك في أن هناك أجهزة أمنية موازية تمكنت من الالتفاف على توقيعات وزيري الثقافة والخارجية و الإدارة الأمنية آنذاك و استطاعت سحب الملف واستبدال المرشح بكل هدوء و أشكر الشاعر الصديق الأستاذ عبدالباسط سبدرات الذي فاجأني ذات يوم أثناء هذه الأحداث بالدعوة إلى مكتبه إبان قيامه على وزارة العدل ليسألني عن حقيقة ما يدور حيث اتصل على الدكتور أمين حسن عمر ليسأله و لا أظن أنه استطاع أن يتبين شيئا من رده ..
انت معروف بارائك المتحفظة على كثير من سياسات النظام رغم عدم انتمائك الى جماعة أو حزب ومعروف موقفك من الاحزاب والجماعات فكيف قبلت بوظيفة كهذه تحت مظلة الدولة ؟
اولا الترشيح لهذه الوظيفة انما كان من فئات شعبية داخل الجالية بالاضافة الى كل من سفيرينا المتعاقبين في الدوحة تلك الفترة وكذلك بمباركة من وزارتي الثقافة والخارجية ، ثانيا هذه الوظيفة ( مهنية فنية) وليست سياسية إنما وجدت بموجب برتكول بين كل من السودان وقطر في اطار تنظيم العلاقات الثقافية ، ثم ان وراء ذلك كله اعتبار هذه الجهات التي قامت بترشيحي لتجربة 20 عاما من العمل الإعلامي والثقافي في منطقة الخليج و امتداد علاقاتي الثقافية الخليجية .
ثم ماذا في شان ترشيحك للمركز الثقافي بامدرمان ؟
اما هذا قد بدات قصته حينما اتصل بي الاخ الوزير محمد يوسف الدقير ذات ليلة واخبرني انه تلقى توجيها من السيد الوالي دعبد الرحمن الخضر بتعييني مديرا لمركز امدرمان الثقافي الجديد حيث اضاف في ذات المكالمة بان هذا المركز لايزال موضع خلاف بين الوزارة الولائية ومعتمدية أمدرمان لذلك سيقوم هو باستبدال هذا الامر لأكون مستشارا بوزارته الولائية ثم أشار علي باستلام الخطاب من مدير مكتبه الذي لم يكن حسب قوله ( على مدى شهرين ) قد حصل على الخطاب المعني إلا قبيل سفري في جولة الاغتراب الأخيرة هذه بيومين فقط و لم اكن متحمسا نسبة لمعلومات كثيرة حصلت عليها عن شدة الاصطراع حول هذا المركز بين جهات مختلفة .

هل انت حزين على تعذر بقائك في وطنك لأسباب سياسية ؟
بالتأكيد حزين والحزن أمر من الغضب ـ الغضب لايكون الا عند الشعور بالقدرة على تغيير اسبابه أما الحزن فهو غضب عاجز وحق لي ان أغضب وحق لي أن أحزن ولكنني لست ممن يغضب لنفسه ويحزن لها
*ذلك يعني انك حزين على وطنك ؟
نعم حزين عليه وخائف على اجيال ابنائي وابنائه من هذه الأخبار تلوح ارهصاتها في الأفق .

*هل ترى أن سياسات التمكين التي أشرت إليها أثرت سلبا على المجالات العلمية والثقافية و كانت وراء كثافة هجرات الأدمغة الوطنية باعتبارك واحدا من المثقفين المهاجرين ؟
من لا يرى هذا فهو أعمى ..
إذن فأنت واحد ممن تتضروا منها ؟*

التضرر الشخصي يأتي في المرتبة الثانية عندي فالأهم و الأكثر إضرارا هو إسناد الأمور إلى غير أهلها لا لشيء إلا ضمان الولاء أو الترضيات الجهوية و الحزبية على مضض ـ فالذي يوضع في غير موقعه تكون المصيبة على الوطن منه ثلاثية الأخطار ـ أولا ( تعطيل )الموقع الذي وضع فيه و ثانيا ( غيابه هو ) عن موقعه الأصل الذي كان من المفترض أن يكون فيه و ثالثا ( حرمان ) من هو أنسب لذلك الموقع الذي وضع فيه تمكينا أو لمجرد رغبته فيه.

*هناك تراجع في الاهتمام باللغة العربية وتردي المستوى العام عربيا مما دعا إلى طرح هذه الأزمة للتداول في كافة المحافل الأكاديمية والإعلامية فكيف ترى مستقبل اللغة العربية بين الاعلام والتعليم في السودان ؟
تجاوزا لتأكيد الأزمة ـ فهي لم تعد سرا ـ أتوجه إلى الجهات المختصة أن ترفع يدها عن التأثير على المؤسسات العلمية و التعليمية أعني المجمع اللغوي و لجان المناهج كما أتوجه إلى المستثمرين في التعليم الخاص في كل المراحل أن يتقوا الله في أجيال هذا الوطن و أتوجه كذلك بالنداء ذاته إلى المؤسسات الإعلامية في القطاعين أن تدرك دورها في هذا الجانب و تعيد ترتيب شروط المؤهلات المطلوبة في واجهاتها عبر الشاشة والمايكرفون كما أهيب بشؤون المساجد أن تتق الله في اختيار الأئمة و المتحدثين فحسبنا ما يقع من أخطاء مؤسفة على ألسنة الخطباء السياسيين فإن سرعة تدحرج المستوى اللغوي في السودان نحو الهاوية أعلى بكثير عنه في الشعوب العربية حولنا .

* من القضايا التي عرفت بأنك مهموم بها قضية تعدد الكيانات الأدبية والثقافية كتنظيمات مجتمع مدني في السودان هل من مقترحات لحلها ؟

سبق و أن قدمت ورقة حول ذلك في قاعة مركز الدراسات الإفريقية والآسيوية قبل عامين تقريبا ـ و القضية هذه لا تنفصل بحال عن ما تناولته آنفا عن تمايز الشعراء في السودان إلى مربعي التصنيف السياسي و البسطاء من طلاب الوجاهات و الاتجار فقط أضيف هنا أن هذين المربعين يعج كل منهما بانقسامات أخرى تعتمل داخله ، و أحمل المسؤولية الكاملة المباشرة عن هذه الأزمة للقرارالرسمي بحل اتحاد الكتاب والأدباء قبله مع بدايات عهد الإنقاذ فهو لم يكن قرارا صائبا و لا أظن أن الذي كان وراءه ناضجا سياسيا حيث بدا الأمر و كأنه امتداد لصراعات طلابية و تصفية خصوم سياسيين ما كان ينبغي لها أن تطال تنظيما قوميا ثقافيا .. ثم أحمل مسئوولية تفاقم الانقسامات هذه و تعدد الكيانات لقرار آخر تم استصداره قبيل احتفالات الخرطوم عاصمة الثقافة 2005 و الساحة الثقافية خالية من اتحاد قومي منذ 1989 حيث فوجئنا بصدور قائمة طويلة بأسماء معروفة بين كثير من النكرات في الساحة الأدبية والثقافية بل و بينهم أسماء لأموات و إعلان تكوين اتحاد بديل علمت من رئيسه أنه تم بتكليف رسمي و لعل الحاجة إليه كانت تفاديا للحرج مع المنظمة العالمية و الإقليمية اليونسكو الراعية لهذا النشاط و أحمد الله أن اسمي لم يكن في تلك القائمة الألفية ـ ثم إنه كان لابد لأمر كهذا أن يستعدي كثيرا من الأدباء والكتاب فلجأت جماعات منهم إلى تكوين جماعات ثقافية انخرطت في صراعات محمومة و تنافس على ( صفة العام و القومي ) ثم بدأت انقساماتها هي الأخرى كل على نفسه و أصبح المشهد مزعجا و أصبح بعضهم فريسة لمنظمات خارجية أو داخلية تغدق عليه الدعم المادي واللوجستي و تملي عليه أجندتها فتحول المبدعون إلى أعضاء برلمانات سياسية منشغلين عن العملية الإبداعية في حد ذاتها تماما كما يحدث في اتحادات المؤسسات التعليمية الجامعية التي انصرفت عن العملية التعليمية في زماننا هذا ـ أرجو أولا أن تخرج الأحزاب عن حرم الجامعات و المدارس و تنظيمات و جمعيات الآداب والفنون ثم أرجو ثانيا أن يتفق فرقاء الثقافة على تكوين جسم قومي بتمثيل محدود من كل منهم حتى تتحد جهة الخطاب الخارجي والداخلي .

*اغتربت خلال فترتين كيف ترى نبض الجاليات السودانية من منظور اعلامي وثقافي من واقع تجربتك الشخصية ؟
لايختلف اثنان على أن الرعيل الأول من الكوادر السودانية التي عملت في دول الخليج حتى أواخر الثمانينيات قد أبلت بلاء حسنا وأسست سيرة طيبة في مختلف المجالات وعرفت بخصال نبيلة تعترف بها سائر المجتمعات الخليجية وكل ذلك موثق ومحفوظ ومعروف آمل ان تتاح لي الفرصة لعرضه أما هنا فساتناول بعض الظواهر المؤسفة التي طرأت مؤخرا على الشخصية السودانية وصورتها في بعض المواضع من دول الخليج ولعل أبرز هذه الظواهر نقل الصراعات السياسية إلى أراضي الغير بكل مافيها من اصطفاف واستقطاب وتجاوزات يزيد من خطورتها استغلال آليات الغير أحيان في تصفية تلك الخلافات استنادا الى حساسية وضع الخصم ( مواطنه ) باعتباره وافد ولمعرفة خصمه التامة بهشاشة موقفه امام قوانين البلد المضيف ومثلنا الشعبي يقول ( أبو القدح بعرف مكان بيعضي أخوه وهو سلوك لاشك يؤكد انتفاء المراعيات للدين والعرف والقومية والانسانية ويعطي عن الجنسية بأكملها انطباعا لدى الطرف الغريب المستقل غير كريم وقد وقع هذا الأمر فعلا ونتج عنه إضرار دبلوماسي وتم تسفير نخبة من المهنيين منهم من رحل الى رحمة الله وكثير منهم يشغلون الآن في الدولة ويلعبون في الساحة السياسية أدارا مدوية ،هذه واحدة وبالرغم من شدة حساسيتها لاترقى الى درجة الحساسية والخطورة مقارنة الى مابرز بعدها مؤخرا والذي لم يعد خافيا على أحد متمثلا في الانتشار الملحوظ لظواهر مخزية محزنة ومؤلمة في أوساط كثير من السودانين المنتشرين بالأسواق المزدحمة والمقاهي والفنادق الشعبية وفي الشوارع الخلفية خاصة في إمارة دبي ولولا ان بعض قدامى الأصدقاء أطلعني عليها في أوكارها ورأيتها رأي العين ماكنت لأصدق ذلك مهما أقسم الحاكي ،ولن أذهب في التفاصيل حتى لايغطي هذا المحور على محاور هذا اللقاء الأخرى ، وقد قمت بدراسة ميدانية شاملة لهذه الظواهر وكتبت بحثا تمنيت لوأنه يجد أذنا صاغية لأتداوله في مؤتمر خاص مع الأطراف التي تخاطبها مقترحات هذه الدراسة واعني بالأطراف مبدئيا أولا لجنة أندية الجالية بالإمارات وإدارة شؤون الجاليات بجهاز شؤون المغتربين وادارة الهجرة والجنسية ومن يرغب في الأدلاء برأيه حول هذه الظاهرة التي يزيد من أهمية الوقوف عليها تزايد نسبة معدلات الجريمة والقضايا الأخلاقية من كثير من الزوار السودانيين وبعض المقيمين وهذه معلومة من مصادر موثوقة .

*مدارس الشعر هل توقفت عند الحداثة … وهل كانت خصما على رصانة الشعر وفقدانه لمفتاحه السحري الذي ينفذ للقلب مباشرة دون أن يحتاج الى مترجم ؟
الحداثة أيقونة متحركة عبر الأجيال و تنبهت الدراسات النقدية المتأخرة أن إطلاق هذا المصطلح لم يكن دقيقا حينما اضطر بعض منظريها أن ينجروا بعد عقدين من الزمان نظرية أخرى تسمى ( ما بعد الحداثة ) و هذا يعني أننا سنحتاج بعد عقدين آخرين إلى نجر مصطلح ( ما بعد ما بعد الحداثة ) و هذا يفضح عشوائية الانجرار وراء اجتهادات الأمم الأخرى في دراستها لآدابها ـ في قناعتي الشخصية أن قياس الشعر والشاعرية على أوضاع القوالب و الموسيقى و شكليات النص ليس قياسا دقيقا فالشعر روح تختبيء في الكلام كما قلت من قبل اختباء العطر في الوردة .

*أين الشعراء السودانيون في خارطة شعراء الشعوب العربية .
المؤسف أن واقعهم في الداخل هو الذي يتحكم في ملامح الصورة الخارجية ـ فالدعوات الرسمية و حتى غير الرسمية لأي أديب أو شاعر سوداني للمشاركة الخارجية الرسمية لابد لها أن تمر ( إجرائيا ) من خلال القنوات الرسمية إلا إذا كانت مقدمة من مجموعات سودانية في الخارج .. فالمؤسسة لا تخاطب إلا المؤسسة ـ و للسياسة كلمتها و منهجها في و موقفها من ذلك ـ تلمع من تريد تلميعه و تفتح له الأبواب إلى الخارج كما تدعمه بـ (التحشيد ) داخليا و هذا يعود بنا إلى ظاهرة صناعة الدمى البديلة التي تقدمت الإشارة إليها ..

الجريدة

تعليق واحد

  1. ((أنا لا أعذر الانقلاب في حد ذاته و لكن يجب علينا أن نفصل بين معنى انقلاب على وضع ديمقراطي مستقر و الانقلاب على نظام عاجز عن ضبط الانفلات يهدف إلى إعادة الأمور باتجاه حالة الانضباط داخل الهياكل القومية والشارع العام حيث كانت قضية الصراع مع الجنوب تميل كفتها لصالح الحركات الجنوبية المسلحة والتي كان آنذاك تتلمس الطريق إلى التدويل بل و قد استفادت من تعاطفات أجنبية خارجية عقدية ذات أجندة عميقة كما استفادت وقتها من ضعف الدولة خلال فترة تلك الديمقراطية الهشة التي أعقبت فترة أبريل والذين عاشوا تلك التفاصيل يدركون تماما ما أقول هذا فيما يتعلق بالانقلاب من حيث هو كانقلاب عسكري وهذا واجب وطني على المؤسسة العسكرية طبيعي لاخلاف حوله عند انفلات الأمور لحفظ مقدرات وكينونة الوطن وحدوده وحقن الدماء ،))
    والله يا استاذ إذا دا هو فعلا رايك تبقى هدمت بنيانك الثقافي ويبقى مافي اي فرق بين افكارك وافكار سدنة الانظمة العسكرية والشمولية ومافي اي مبرر عشان تهاجر او تغترب فمن يحكمونا هم حملة فكرتك ورايك هذا!!

  2. قد أوافق الاستاذ عبد القادر الكتيابي في مسألة الحزب ينبغى ان لايكون أكبر من الوطن ولكن في نفس الوقت انتقده في تبريره لمسالة انقلاب 89 على النظام الديمقراطي وذلك بسبب الحالة المتردية في البلد واعتقد انه سبب غير مبرر للانقلاب وكذلك الجيش مخول بحماية أمن البلد وحدوده وليس بقلب نظام ديمقراطي منتخب من قبل الشعب ن واى دولة تسلك طريق الديمقراطية لا بد لها ان تسير ببطء وتواجهه اشكالات جمة بعد ذلك يصل شعبها الى هدفه المرجو في الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية واليوم انظر ماذا فعلت اللا نقاذ في بلادي بعد ان فعلت بتغير النظام الديمقراطي المنتخب من قبل الشعب السودانى بالقوة وكما مضت في سنن القوانين الاجبارية وتمرحلت الى دجل ما يسمى بالمشروع الاسلامي الحضاري الذى انتهى بالاخوان في مذبلة التاريخ ولا زالوا انه يخضعوا أنفسهم بالسودان ويحاولوا ان يضحكوا على الاخرين تحت ابواب كثيرة منها مسألة الاستممار

  3. عذرا أستاذ الكتيابي.. فقد مارست في هذا الحوار نوعا من تبريرية سنصاب معه بعصر هضم إن حاولنا إبتلاعه.. ليتك حبست في قفص فنيات النصوص إذا كان تحريرك مرهونا بأن تأتي بما جئت به.. إذ لا يعقل أن تكون لمحتك وعلي بابك كبسلة لتبريرية كهذه ” وهذا واجب وطني على المؤسسه العسكريه طبيعي لا خلاف حوله عند إنفلات الأمور لحفظ مقدرات وكينونة الوطن ووو .. ” من قال بهذا ؟؟ ومن إتفق على هذا ؟؟ فهذا النص تحديدا روج له نوعية من المثقفين رخوة الإراده وخاصة من المصريين المتحلقين حول يافطة عبدالناصر وجحفله الذي أوحل ما عناه مفكرو خرائط سايكس-بيكو لتحقيق حلم الدولة ليست أمه في طين لزج.. فساقوا شعبهم لعش الدبابير هذا “العسكر” فإستعصى عليه الفكاك ،، وإنداح هذا النص ليتلقفه المستعدين لذلك ،، لأننا لم نسمع بنص كهذا لا واقعا ولا تنظيرا في عوالم الدولة الحديثه التي فيها السلطات مفصله من قبل الشعب على ثلاثة مقاسات فقط.. السلطة التنفيذيه ، التشريعيه ، القضائيه .. ليس من بينها شيئ إسمه السلطة العسكريه بأية حال ،، حتى السلطه الرابعه التي يقول بها أهل الإعلام لا تعدوا أن تكون إلا مجازية لم يعطها شعب حالها كحال الحاسة السادسه في الإنسان ،، فسلطة التقدير حصرية لتلك السلطات الثلاث ، والعسكر يطلب تدخلهم كوسيلة لضبط أمر ما وفقا لتقدير تلك السلطات وليس من واجبهم التدخل كما تقول..،، فأي تدخل من تلقائهم يصبح تغولا على سلطات منحها الشعب يجب أن يكون مرفوضا مبدا وليس مقدارا يستحمل الجدال..يحمد لك موقفك من النخب القاصرة فهمها لجغرافيا وكيمياء السودان ولكنك ما زلت تسبح في بحيرة القومية الواحده التي تم تجاوزها نحو محيط إدارة الإختلاف والتنوع المتحد المدفوع إستحقاقاته وفق مدرسة التحليل الثقافي وليس كذاك المستلف إصطلاحا الذي ينادي به الصادق المهدي .. ولكأني بك تنعي دور المثقف ب ” المظالم وحدها هي التي تحرك المظلومين على الثوره فهم ليسوا في إنتظار قصيده ” وهل المثقف إلا مرآة لشعبه في كل الأحوال ؟؟ أم أنها تبريريه أخرى تستبق حتمية السؤال عن التقاعس عند أي تغيير قادم ..؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..