مقالات سياسية

هل انتم جيراننا ام كلاب أميركا

عثمان بابكر محجوب

السحارير مخلوق يشبه الانسان له ذيل لا يظهره الا عند الضرورة وما نعرفه عنه انه لا يشرب اللبن مطلقا هذه الاوصاف ربما تنطبق على البرهان ربما تنطبق على غيره، لكن ليس هذا فحوى الموضوع انما ما نريد قوله ان استراتيجية الدول المحاذية للسودان ومن ضمنها السودان اعتمدت في الماضي سياسة “التدخل المتبادل” كنمط تقليدي في العلاقة فيما بينها وهذا يختلف كليا عن مفهوم ما يسمى الحرب بالوكالة فعلى سبيل المثال فان الحدود الدولية بين السودان وارتريا وجنوب السودان وتشاد وليبيا وافريقيا الوسطى واثيوبيا ومصر هي حدود مخترقة نتيجة انتشار الاثنيات والقبائل المختلفة ضمن المناطق الحدودية التي فصلت بينها مما جعل من ترسيم الحدود او ضبطها مسألة صعبة او تكاد تكون مستحيلة وحتى غير انسانية فالحدود الحالية رسمتها القوى الاستعمارية مما خلق اوضاعا شاذة ساعدت العصابات الاجرامية على النفاذ منها بين تلك البلدان لكن وفي نفس الوقت خلقت منطقة حرة للتبادل التجاري بين هذه الدول، وكثيرا من الاحيان هذا التفلت يكون مفيدا للفقراء، ونحن في افريقيا معظمنا فقراء ، لذلك فان ضبط الحدود بصرامة بين تلك الدول لا يمكن اعتباره انجازا ، حتى ان المشاركة في الصراعات القبلية العابرة للحدود من الجهات الرسمية في هذه الدول ليس كريها الى حد الاستنكار.

اما ان تتخذ بعض الدول المجاورة للسودان دور ذنب السحارير خلال محنتنا وتخوض ضدنا حربا بالوكالة فهذا ما يؤلمنا ويذكرنا بما حصل زمن الخلافة العثمانية حيث سميت قبل نهشها والتكالب عليها بالرجل المريض. فهل جيران السودان باتوا يعتبرون السودان ” القرد المريض ” وهم قرود مثلنا بنظر” بيض وجوههم”.

اليس من المعيب مثلا ان تشارك تشاد ود زايد في تسليح برابرة الجنجويد علما ان علاقة الجنجويد بالقبائل التشادية على الحدود هي علاقة دم وغزو. هل من المعقول ان تنسى ارتريا تدخلات البشير ونراها اليوم ارضا سائبة تجوبها معسكرات فلول البشير والكيزان يتدربون بهدف قتل اهل السودان وهل يظن حكام ارتريا ان قول محمد الأمين ترك من نظارات البجا أن “إريتريا بالنسبة لنا وطن” تجعل من شرق السودان منطقة سائبة تحدد مصيرها ارتريا.

وكي نختصر نقول لكل جيراننا ان حرب السودان هي حرب يخوضها الجيش والدعم السريع ضد اهل السودان بقصد تدمير السودان وتشريد شعبه ومن ينحاز لاي طرف من الطرفين يعتبر شريكا في جريمة تشريد وقتل السودانيين لان المطلوب وقف الحرب وليس تغذيتها وما ينطبق على تشاد وارتريا ينطبق على اثيوبيا المراهنة على تقدم وحميدتي وافريقيا الوسطى ومصر اختنا في النيل وليبيا . وليعلم زعماء تلك الدول بان المشاركة بقتل اهل السودان وتشريد اهله يعيد افريقيا كلها الى الخلف .ان فرنسا وروسيا واميركا وباقي الدول الاستعمارية لها مشروع واحد هو استعبادنا في بلداننا كي لا يتحملوا كلفة نقلنا بالسفن كما حدث في الماضي . لذلك من الغباء تسهيل حربهم بالوكالة وان نكون نعامة تدفن رأسها في الرمال عند الخطر لان الدوائر ستدور على الجميع على التوالي.

وما نقصده بحرب الوكالة هو ان الرابح فيها هو منظمها والخاسر فيها طرفي القتال ومن يتبرع في المساعدة على تأجيها تماما كما في اي مباراة فان منظم المباراة دائما يربح اكثر من المتابرين بكثير ولا يخفى على احد ان اميركا بالدرجة الاولى هي الدولة المنظمة لكل ماسي الشعوب في المعمورة.ومن نعم الله علينا نحن الافارقة انه لم يرسل لنا مرسلا ولا نبيا ولا ملاكا سحنته سوداء وشعره اجعد وذلك ربما لانه لا يريد منا ان نعبده فلماذا استقبلنا الاسلام الذي اتانا من مكة على ظهر بعير او المسيحية التي اتتنا من باريس او لشبونة او لندن على ظهر مركب بخاري هذه الاخوة الانسانية معهم لا نريدها لانهم اعطونا اديانا لا تفيدنا بشيء بل تزيد الشروخات في مجتمعاتنا ودولنا وبالمقابل ينهبون ذهبنا وصمخنا واخشابنا وكل ثرواتنا.

[email protected]

‫5 تعليقات

  1. لا ـــــ إلا أمريكيا … بيدها الملك وهي على كل شيء قدير … يا عيال حاج نور، تمكرون وتمكر أمريكبا وهي أقسى الماكرين.

    1. عيال حاج نور مطبعين مع اسرائيل ويشتكون من كلاب اميركا عيال حاج نور يمشون إلى ايران من اجل السلاح والخبراء ويهاجمون الإمارات والتي لم يثبت غير انها تقدم مساعدات انسانية ويا ليتها قدمت كل العون لحميدتي فالرجل اذا وعد اوفى وإن قال صدق وإن ضرب أوجع هذا هو الرجل الذي يشرف السودان والسودانيين عيال حاج نور مالهم حل غير عينك فيه تركب فيه

  2. حكام السودان الاغبياء هم من يتدخلون في كل مشاكل الدول ويغزو حروبها بالمرتزقه وكل المساعدات السياسيه والجوازات الدبلوماسيه.
    و أعظمها نظام الاخوان المتاسلمين الاباليس
    ( بالكيماوي يا صدام) مرتزقه من الجيشيين لضرب الحوثيين ومرتزقه مع حفتر وأخرى مع السراج لتغزية الصراع في ليبيا.
    نحن نستاهل حكمونا اغبيائنا باسم الدين وهسه يجهزون المليشيات لانفصال الشمالية وشرق السودان ويجهزو نفسهم للانضمام لمصر كي ينصبون نفسهم ليس فقط براطيش المصاروه بل زبالتهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..